كانت فورة غضب منخرطي الرشاد البرنوصي ولجوؤهم إلى الاحتجاج أمام مقر جامعة كرة القدم، شهادة على نمط التسيير السائد في الكرة المغربية، وقدمت دليلا آخر على أن أغلب رؤساء الأندية الوطنية، يضيقون بالحوار ولا يترددون في خنق الأصوات المعارضة. وكشفت أي نوع من المسيرين ابتليت بهم الكرة المغربية، فهم يريدون أن يحولوا الفرق إلى قلاع خاصة بهم يسود فيها الرأي الواحد، ويحكم فيها على المطالبين بالتغيير بالجلد. عندما وجه السؤال إلى أحمد العموري رئيس الرشاد بخصوص رفضه لطلبات الانخراط، اختار الهروب إلى الأمام، وقال إن خصومه مسخرون ضده لأهداف سياسية. سبحان الله، وكأن العموري ملاك نزل من السماء، ولم تكن له في يوم من الأيام أهداف سياسية من وراء إحكام قبضته على الفريق. فهل ينكر العموري أنه جعل من فريق الرشاد البرنوصي على امتداد سنوات جسرا بالنسبة له ليعبر من خلاله إلى قبة البرلمان، وأنه ظل يسعى ليحول جمهور الفريق إلى مجرد كتلة انتخابية. هل ينكر العموري أنه منح اللاعب رشام أوراق انتقاله إلى سويسرا مقابل الحصول على دعم أسرته في الانتخابات، مفوتا على الفريق صفقة مالية مهمة، قبل أن يتكرر الأمر ذاته مع اللاعب لمباركي المنتقل إلى الفتح الرباطي. وبماذا يفسر العموري فتحه لأبواب الملعب بالمجان أمام الجمهور في مباراة للفريق أمام أولمبيك خريبكة في كأس العرش، مباشرة بعد حصوله على مقعد برلماني. أليس ذلك استغلالا لاسم الفريق في الانتخابات؟ يعتقد العموري أن ذاكرة الناس قصيرة، لذلك لا يتردد في أن يطلق كلاما أشبه بفقاعات الهواء. لقد ارتبط العموري بالفريق منذ سنة 1989، ويريد أن يجعل نفسه رئيسا أبديا للرشاد ، وكأن الفريق ملك له، وليس لساكنة البرنوصي ولجمهورها. أما عندما تتعالى الأصوات المطالبة بالتغيير، ويتم التشكيك في مالية الفريق، فإن العموري يختار الصمت. والحقيقة أن للعموري العذر في ما يقوم به، فقد تعود أثناء حضوره في اجتماعات المكتب الجامعي على الصمت والتصفيق، وأن يقدم فروض الولاء والطاعة، دون أن يناقش، والدليل أنه لم يتردد في التأكيد بعد أن قرر الجنرال بنسليمان في مرحلة أولى إسناد مهمة قيادة المنتخب لمدرب مغربي، أنه لن يقبل بغير مدرب وطني، وعندما غير الجنرال رأيه، سرعان ما عاد العموري ليؤكد أنه لم يكن مقبولا أن تتحدث الصحافة عن اسم المدرب قبل اجتماع المكتب الجامعي، ولذلك كان التغيير أمرا عاديا.