عندما تحولت الرياضة عالميا، خلال العشرية الأخيرة، إلى صناعة وقطب اقتصادي حيوي، وبدأت تستقطب أموالا ضخمة بأرقام كبيرة جدا، كان لابد أن ينعكس كل ذلك على واقع رياضتنا الوطنية، خاصة كرة القدم. هذه الأخيرة تحولت في ظرف وجيز، من جامعة فقيرة لاتتجاوز ميزانيتها السنوية قرابة 400 مليون سنتيم في بداية التسعينيات، إلى أكثر من 14 مليار سنتيم بعد سنة 2000، وتحديدا منذ التوقيع على عقد اتفاقية الشراكة مع الحكومة سنة 2005، في إطار مشروع تأهيل كرة القدم الوطنية. وأصبحت الجامعة المغربية لكرة القدم بالتالي، مؤسسة غنية، تدار شؤونها بميزانية كبيرة، تحصلت مواردها من الدعم الحكومي والنقل التلفزي، إلى جانب عائدات الإشهار. وفي الوقت الذي ارتفعت فيه مداخيل الجامعة ، وتطورت هياكلها المالية، ظلت العقليات المشرفة عليها متخلفة عن مواكبة هذا التطور بما يكفي من تدبير عقلاني يعتمد نهج سياسة إصلاح شاملة، مكتفية بإيلاء كل الاهتمام للواجهة و«الفترينة»، أي المنتخب الوطني، متناسية الالتفات إلى القاعدة والأندية التي منحتها «رضاعة» لشغلها، عبر فتات ما تتحصل عليه من عائدات النقل التلفزي! ولأن جامعة الكرة ظلت تبرر فشلها التسييري بضعف إمكانياتها المالية، وعدم كفاية مواردها، فإنها وجدت في الرعاية الملكية السبيل لتعويض «خصاصها»، بعد أن أصبحت تتمتع ابتداء من الأسبوع الماضي بمنحة سنوية قيمتها 25 مليار سنتيم سنويا! يعني كل هذا، أن جامعة الكرة أصبحت اليوم جامعة مليونيرة! تسير بميزانية تفوق 35 مليارا سنويا! كيف سيتم تدبير هذه الميزانية، وما هي الأولويات التي من المفروض التقيد بها، وما موقع الأندية الوطنية والقاعدة الفقيرة والمفلسة في دائرة هذه المستجدات، وهل تم تحضير برامج ومشاريع انطلاقا من هذه المستجدات، وهل هناك نظام محاسباتي ومالي لتقنين وتدبير صرف كل هذه الأرقام المالية الكبيرة؟ رشيد البوصيري ( الرجاء البيضاوي) المفروض وضع إطار فعال وناجع للمحاسبة.. «صاحب الجلالة رمى بالكرة في ملعب الجامعة.. إنه دعم مالي مهم جدا، ومن الآن فصاعدا، لن يسمح بالحديث عن الخصاص وعن صعوبة تنفيذ الأفكار والبرامج.. المال موجود اليوم، وجاء في الوقت المناسب الذي تبحث فيه كرة القدم الوطنية عن الرفع من مستواها، وعن تحسين موقعها وصورتها. لن يحتج منذ اليوم، المسؤولون بشأن فشل مشاريعهم بسبب غياب الإمكانيات، ما يلزمنا اليوم هو حضور الكفاءة والنزاهة وحسن تدبير هذه الأموال. من المؤكد، بل ومن المنطقي، أن توجه هذه الأموال لفائدة تأهيل الأندية والقاعدة، لأنها الأساس لتحقيق التنمية الكروية التي نطمح إليها. وأعتقد أن أموال هذا الدعم يجب أن تستفيد منها الأندية الوطنية بمختلف مستوياتها ودرجاتها، بالمجموعة الوطنية النخبة، الهواة وكذلك الأقسام الشرفية،لأنها الأساس والركيزة لبناء منتخبات قوية في مستوى الطموحات. وأظن في هذا الإطار، بأنه يجب وضع هيكلة حديثة ومعقولة لتدبير هذا الدعم، بحيث تبقى الأندية المستفيدة خاضعة لمنطق الحساب والمراقبة على طول أيام الموسم من طرف الجامعة المسؤولة، وبكل تأكيد، سننجح في تقديم منتوج جيد جدا يساهم في بناء منتخبات قوية كما نأمل. ويدفعنا كل هذا للحديث عن مستوى مسؤولي أنديتنا الوطنية، في هذا الاطار، أؤكد أنه باستثناء حوالي ستة أندية وطنية، فالباقي يسير من طرف أشخاص لاعلاقة لهم بالرياضة، معظمهم يقتحمون الميدان طمعا في تحقيق مآرب خاصة، وبدوافع سياسية وانتخابوية.. ونلاحظ أن بعض الأندية تصبح في فترة الحملات الانتخابية، غنية ومستقرة ولا تعاني من أدنى خصاص، لكن سرعان ما تعود لحالتها السيئة بمجرد مرور فترة الانتخابات! هؤلاء المسيرون هم من يجب تنحيتهم من المجال، هم من يتسبب في انهيار قيمة الكرة الوطنية. لنكن واضحين، إصلاح كرة القدم الوطنية رهين بمنظومة التسيير، وكفاءة الأشخاص الذين يقودون هذا التسيير. والأزمة الحالية، سببها في نظري، يلتصق بضعف العنصر البشري الذي يتحمل مسؤولية التسيير في أنديتنا الوطنية. أعتقد أن الوضع يتطلب حاليا وبإلحاح، أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن نتفق على وضع إطار فعال وناجع للمحاسبة، محاسبة الجامعة في حالة تخصيصها لهذا الدعم للمنتخبات، ومحاسبة الأندية إن هي التي استفادت من هذا الدعم. وأخاف أن تتكرر تلك الأخطاء السابقة، التي قادتنا لإيلاء كل مساحات الاهتمام للمنتخب الوطني الأول، متجاهلين أن بناء البيت يبدأ من الأساس». نبيل مسلوب (لاعب الرجاء البيضاوي) الرعاية الملكية لأهل الكرة هي أكبر حافز للاشتغال بجد وحزم يرى نبيل مسلوب لاعب الرجاء البيضاوي، أن اهتمام جلالة الملك بالرياضة وكرة القدم بالخصوص، ليس بالأمر الجديد، ولا بالمفاجئ، على اعتبار ما حظيت به الرياضة والرياضيين باستمرار، من رعاية ملكية واهتمام ودعم. ويقول عن الدعم المالي المهم الذي استفادت منه جامعة الكرة مؤخرا، بتعليمات ملكية: «تدخل جلالة الملك محمد السادس لصالح كرة القدم الوطنية كان دائما إيجابيا، والكرة محظوظة جدا بمثل هاته الرعاية السامية، في مقابل ذلك، يجب على أهل الكرة، ومسؤوليها وممارسيها وجميع المشتغلين بمحيطها، أن يكونوا في مستوى هذا الاهتمام الملكي، ومن المفروض أن يشكل هذا الاهتمام أكبر حافز للاشتغال بجد والعمل بحزم. أعتقد بأن جامعة كرة القدم، أصبحت تعيش اليوم استقرارا ماليا يمنحها كل التوازن وكل الشجاعة في أن تبلور مشاريعها وبرامجها بدون تخوف من مواجهة عراقيل مرتبطة بالخصاص المالي. لها اليوم ما يكفي من الإمكانيات، لتضع تصوراتها للنهوض بالكرة على أرض الواقع. وفي نظري كلاعب عشت تجربة طويلة في الميدان، واطلعت عن قرب على كل تفاصيل وخصوصيات هذا العالم، أن الأولويات المفروض أن يضعها المسؤولون في أي مخطط لتحقيق التنمية الكروية المنشودة، يجب أن تنطلق من الاهتمام بالقاعدة، وأعني بها الأندية، والتكوين والملاعب.. بدون أن ننسى ضرورة إيلاء اهتمام خاص لوضعية اللاعب، المفروض أن يعيش أجواء مطمئنة وقارة، تنعكس على وضعه الاجتماعي والأسري. ومن المؤكد، أنه إذا سطرنا برامج عملية في هذا الاتجاه، فإننا سنكون قد هيأنا كل الشروط المناسبة لبناء منتخبات وطنية قوية بإمكانها منحنا تلك الصورة التي نطمح إلى رؤيتها..». محمد الشواف (رئيس اتحاد المحمدية) هل نحن أمام دعم موجه للمنتخبات ، أم موجه للأندية ؟ «كمسؤول عن فريق يمارس بالمجموعة الوطنية لكرة القدم النخبة، مازلت لا أتوفر على معطيات مضبوطة ودقيقة حول مآل الدعم المالي المهم الذي تم منحه للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتعليمات ملكية سامية، هل سيتم توجيهه لفائدة الفرق والأندية الوطنية، أم سيتم تخصيصه للمنتخبات الوطنية فقط؟ وفي حالة كانت برمجة هذا الدعم لفائدة الأندية والقاعدة، فمن المفروض على هاته الأخيرة أن تشمر عن سواعد العمل الجدي والمعقول. اليوم هاهي الإمكانيات المالية أضحت متوفرة، فهل ستستمر البنيات التحتية في حلتها السيئة المعروفة؟ وهذا لايعني أننا يجب أن نخصص كل تلك الأموال للتجهيز وللملاعب فقط، فذاك، في اعتقادي، دور منوط بالجماعات المحلية التي من المفروض أن تنخرط إيجابيا في عملية تصحيح المنظومة الكروية الوطنية، عبر اهتمامها بدعم هذا القطاع، وتعزيز البنيات التحتية، وبناء المزيد من الملاعب. فللرفع من قيمة رياضة كرة القدم، المطلوب تظافر جهود الجميع، خاصة مؤسسات الدول والهيآت المنتخبة. نتوفر على طاقات واعدة في كرة القدم، ولاعبين موهوبين، لكننا نصطدم بغياب تلك الأرضية المناسبة والسليمة التي تفتح أمامهم فرص التكوين والبروز. جلالة الملك عودنا دائما على إيلاء الرياضة كل الاهتمام والرعاية، علينا الآن أن نكون عند حسن الظن وأن نعمل بجد لكي نكون في مستوى الثقة المولوية السامية. كمسؤولين سمعنا وقرأنا عن توصل جامعة الكرة بهذا الدعم، لكننا لم نتلق لحدود اليوم، أية توضيحات في هذا الشأن. ننتظر معاينة التوجه الذي سيختاره مسؤولو الجامعة، خصوصا أن لبسا حضر أثناء تلاوة البلاغ حول الموضوع، فهل نحن أمام دعم موجه للمنتخبات الوطنية، أم موجه للأندية الوطنية؟ وإذا ما استفادت الأندية من هذا الدعم، فالمفروض أن يكون التدبير واضحا وشفافا وخاضعا لدفتر تحملات ولنظام محاسباتي مضبوط.. لقد قلناها وكررناها مرارا، نحن مع المراقبة والمحاسبة، ولن نرفض أبدا الكشف عن كل الأوراق، نحن متطوعون في هذا الميدان، وما سنتوصل به من دعم، من المؤكد أنه لن يصرف إلا في صالح الرفع من قيمة مردودية الفريق الذي نسهر على تسييره، مما سيساهم بالتالي في الإصلاح الكروي المنشود..» . سعد أقصبي (عضو المجموعة الوطنية للنخبة) لست مع فكرة توزيع المزيد من الأموال على الأندية! تسير وجهة نظر سعد أقصبي ضد تيار غالبية آراء مكونات المشهد الكروي الوطني بخصوص كيفية تدبير أموال الجامعة! أقصبي يجر خلفه تجربة طويلة في ميدان التسيير بعالم الكرة، كرئيس سابق لفريق المغرب الفاسي، عضو المجموعة الوطنية لكرة القدم النخبة حاليا ورئيس لجنة الشبان بها، صاحب ومنجز «أكاديمية» بمواصفات عالية للتكوين في رياضة كرة القدم بفاس، لم يتردد في الإفصاح عن رأية بشجاعة بخصوص كيفية تدبير وصرف الدعم المالي الذي استفادت منه جامعة الكرة مؤخرا، وقال:«أنا بكل موضوعية ضد فكرة توزيع المزيد من الأموال على الأندية.. نعم سررنا بهذا الدعم المهم، لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو بأي رجال سنضع تدبيرا عقلانيا وهادفا لكل هذه الأموال؟ أتحدث هنا عن مسؤولين خلدوا في مناصب المسؤولية في أنديتنا الوطنية، ولم يبرهنوا أبدا عن حسن التدبير والتسيير، ولم يحاولوا تطوير ملكاتهم وإمكانياتهم، وظلت شؤون التسيير في أنديتهم خاضعة للغموض وبعيدة عن الشفافية والوضوح. فكيف نسلم المزيد من الأموال لمثل هاته العينة من المسؤولين، هل لنمنحهم حافزا جديدا لمواصلة العض بالنواجذ على مقعد المسؤولية لعشرين سنة إضافية؟ أعتقد وبكل مسؤولية، أنه على الجامعة، وهي تسعى للنهوض بكرة القدم الوطنية، أن تنطلق من تحسين البنيات التحتية أولا وأساسيا، إذ لايعقل أن تتقاسم تسعة فرق ملعبا واحدا! إلى جانب إيلاء العصب الجهوية كل التركيز والاهتمام، يجب أن تتحول العصب إلى جامعات جهوية، بأنظمة جديدة فعالة، وبرجالات يؤمنون بالنهج العلمي والأكاديمي، الذي يعتمد مخططات وبرامج قابلة للتطبيق على المدى المتوسط والبعيد.. عصب بإدارات تقنية مهيكلة بشكل سليم، وقادرة على خلق منتخبات جهوية قوية تكون اللبنة الأساسية في بناء المنتخبات الوطنية. وفي نفس الإطار، أرى أنه من غير المجدي تخصيص كل تلك الأموال لصرفها على المنتخبات الوطنية، لماذا لا نكون منتخبا وطنيا يتشكل من لاعبي البطولة الوطنية وبمدرب مغربي، نوفرله شروط العمل، وننتظر بصبر نتائج إيجابية منه على المدى المتوسط ولم لا البعيد أيضا؟ وعندما أقول أنني ضد توزيع المزيد من الأموال على الأندية لعدم كفاءة مسيريها، فأنا لا أقصد جميع المسيرين، فقد قدمت لنا الأندية الوطنية ولاتزال، العديد من المسيرين النزهاء والشرفاء، الذين برهنوا عن حس وطني رفيع، وأكدوا حسن نيتهم في العمل التطوعي في ميدان يتطلب منا بذل المزيد من الجهد لتطويره. نحن ممتنون لاهتمام جلالة الملك بقطاع كرة القدم الوطنية، الأمر ليس بغريب فقد تعودنا على مثل هاته المبادرات الملكية بهذا الشكل، اليوم الكرة في ملعبنا، والمفروض أن نكون في مستوى المسؤولية والمهمة..». حسن بنعبيشة (الدولي السابق والاطار الوطني الحالي) تطور الكرة المغربية رهين بوجود مسيرين من ذوي الخبرة ابن مدرسة الوداد، لعب لكل فئات الفريق الاحمر، حمل القميص الوطني، وفاز معه بالعديد من الالقاب الوطنية والعربية والقارية، ولج عالم التأطير بداية بفريقه الأم الوداد، حيث تحمل مسؤولية تدريب الشبان، عمل الى جانب المدرب الارجنتيني اوسكار فيلوني، اكتشف العديد من المواهب الودادية التي أكدت على أنها قادرة على خوض غمار المنافسات وكبريات اللقاءات، منها اللاعب يونس المنقاري، رجل الوسط، شمس الدين الجنابي وآخرون. تحمل الادارة التقنية لفريق الرشاد البرنوصي و المنتخب الوطني للفتيان، الكوكب المراكشي، ايضا تحمل مسؤولية تدريب فريق الوداد كبار، إنه الاطار الوطي حسن بنعبيشة، الذي كان للجريدة معه هذا الحوار: - جامعة الكرة، جامعة غنية، في نظرك بهذا الدعم الملكي الاخير، ماهي الاولويات لانطلاق منظومة الاصلاح الكروي؟ >> في ظل الازمة التي تعيشها الرياضة، وكرة القدم بصفة خاصة، مثل الاخفاقات التي عرفها المنتخب الوطني، ارتأى جلالة الملك محمد السادس في أن يقدم دعمه الكبير من خلال العناية المولوية، حتى يتسنى لكل العاملين في الحقل الكروي تحقيق مبتغى كل المغاربة والمتتبعين لمسيرة الفريق الوطني وكذا الاندية الوطنية، التي تعيش الازمات المالية، ويبقى دور كل المشرفين على الشأن الكروي بالجامعة، القيام بمهامهم المنوطة بهم للرفع من مستوى رياضتنا وكرتنا. الآن، لم تعد هناك مشاكل مادية، ووجب على كل هؤلاء ان تكون لهم دراية بمجال كرة القدم. - يشكل العنصر البشري غير المؤهل نقطة سلبية في المنظومة الكروية؟ >> اعتقد على أن تطور كرة القدم ببلدنا رهين بوجود مسيرين من ذوي الكفاءات العالية، ولهم دراية واسعة بالميدان الرياضي، والكروي على وجه الخصوص ، فمؤهلات اللاعب المغربي تظل غير موجودة بباقي الدول العربية والقارية، أظن على أن ما ينقصنا لا يتعدى الاهتمام والدعم. وبخصوص الاطر الوطنية، فقد أصبح من اللازم ان تمنح لهم الثقة الكاملة، وخير دليل على ذلك هي النتائج الايجابية التي تحصل عليها الاندية الوطنية التي يشرف على إدارتها التقنية مؤطرون مغاربة شباب ذوو تجربة وخبرة، لذا وجب على المسؤولين منحهم الامكانيات والثقة والدعم الذي تحظى به الاطر الاجنبية. - لمواكبة هذه التغيرات، ومن منظورك كإطار وطني ولاعب دولي سابق، اذا تم منحك الدعم اللازم، كيف ستدبر هذا الجانب؟ >> هي أمنية كل الاطر التقنية المغربية وكذا المسيرين، فبالنسبة لي أنا شخصيا وكما يعرف الجميع ان لنا غيرة كبيرة على بلدنا، وعلى الفريق الذي نشرف على إدارته التقنية ونضرب هنا مثالا، اذا ما تم تكليف إطارين للاشراف على تدريب فريق ما مغربي وأجنبي، ولم يتم منحهما مثلا الكرة او أي شيء من المعدات الرياضية والتجهيزات، فقد يتوقف الاطار الاجنبي فورا، ولن يقدم أي شيء بدعوى عدم توفره على الامكانيات اللازمة، وبخصوص المدرب الوطني، فهو يراعي كل الظروف، ويمكن أن يشتغل ويجري حصته التدريبية ولو بدون كرة، وهذا هو الفرق! عبدالحق السوادي لاعب سابق ومؤطر حالي بالرجاء البيضاوي الدعم يجب أن يمنح للأندية وفق شروط مضبوطة «أعتقد، بالنظر إلى كل ما راكمته من تجربة طويلة كلاعب ومؤطر في ميدان كرة القدم المغربية، أن الأموال المرصودة حاليا في صناديق الجامعة، يجب أن يتم توظيفها لفائدة القاعدة وتعزيز البنيات الرياضية التحتية. من المفروض ،حسب وجهة نظري، إيلاء كل الاهتمام لهاته القاعدة، وأعني بذلك، رعاية الأطفال وتهييء كل الظروف والشروط لتكوينهم وإعدادهم، على اعتبار أنهم مستقبلنا الواعد. وفي نفس الإطار، وفي ارتباط بذلك، يجب كذلك تعزيز البنية التحتية وإعداد مراكز جهوية للتكوين، بمستويات لم لا تكون مثل تلك التي نعاينها في أوربا مثلا. وهنا أشير، إلى أنه سنحت لنا في فريق الرجاء البيضاوي، كمؤطر في فئة الصغار( مواليد 1997)، ومن خلال آخر زيارة لنا في الأسبوع الماضي لفرنسا، الاطلاع على مستوى مراكز التكوين هناك، كما وقفنا على تلك الرعاية الكبيرة التي يحظى بها الصغار في فرنسا، وجودة الشروط الموضوعة رهن إشارتهم وإشارة محيط تكوينهم. في المغرب يمكن أن نصل لذلك المستوى المتميز كما هو الحال في فرنسا، ليس هناك من مستحيل. أتحدث عن مراكز التكوين بمواصفاتها المتطورة، والتي تعتمد أساسا على نظام رياضة ودراسة، لأنه النظام الأنجع والأفيد إن كنا فعلا نحمل الرغبة الأكيدة لتطوير كرة القدم الوطنية. لا ينقصنا الكثير، في واقع الأمر، لكي نضاهي المستويات الأوربية، والدليل أن أطفالنا الصغار، وأتحدث هنا عن صغار الرجاء، ينجحون دائما في الوقوف ندا للند أمام المدارس الأوربية، وذلك بفضل ما يوفره فريق الرجاء لصغاره من اهتمام ومن إمكانيات. ففي الدوري الأخير الذي شاركنا في فعالياته بفرنسا، انتزعنا الصف الثالث أمام فرق عالمية رائدة في المجال، كما فزنا بلقب أحسن لاعب وأول هداف وأحسن حارس مرمى. أنا على يقين، وبحكم التجربة والخبرة، أنه إذا تم تدبير هذا الدعم في هذا الاتجاه، فالنتائج ستكون جد إيجابية، وسيتحسن مردودنا الكروي بكل تأكيد، ولا ننسى هنا، أن بلدنا المغرب يمتلك أرضية صالحة لكرة قدم متطورة وجيدة، والدليل أننا كنا سباقين في المشاركة في كأس العالم في سنة 1970، وما أدراك ما قيمة المشاركة في المونديال.. ما حدث بعد ذلك، خاصة في الوقت الحالي، يدعو للأسف حقا! أظن أن مسؤولية ما يحدث لكرة القدم حاليا، نتحملها جميعا، يجب أن ننخرط جميعنا في مشروع إصلاح المنظومة الكروية كل من موقعه، والدعم الحالي سيكون إن شاء الله الانطلاقة والبداية. الدعم يجب أن يمنح للأندية وفق شروط مضبوطة ودفتر تحملات واضح ونظام محاسباتي صارم..».