- تم تأجيل زيارة رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو للمغرب ثلاث مرات متتالية بسبب وجود مشاكل في أجندة الملك، هل تعتبرون ذلك مقنعا؟ < يمكنني أن أعلق على سياسة الحكومة الإسبانية، لكن باحترامي للملك محمد السادس وللسيادة المغربية حول قراره السيادي بخصوص تأجيل موعد زيارة ثاباتيرو، فإنه لا يجب ولا يبنغي لي أن أعلق على ذلك. فإذا ما تم تبرير تأجيل موعدها بوجود مشاكل في أجندة محمد السادس، فمعنى ذلك أن الأمر صحيح. لا يجب أن نفهم المبرر بمفهوم مغاير. سأكون مفتقدا للحكمة في حالة ما إذا أصدرت حكما حول ما إذا كان التبريرالمغربي حقيقة أم لا. - يرى العديد من المراقبين أن سبب تأجيل الزيارة يعود إلى كون الملك محمد السادس مازال غاضبا من العاهل الإسباني إثر زيارته للمدينتين سبتة ومليلية؟ < في اعتقادي أنه قد تم تجاوز سوء التفاهم بين البلدين بخصوص الزيارة. سأقول لك أمرا، باعتباري برلمانيا ينتمي إلى الحزب الشعبي المعارض ولكن أيضا كصديق كبير للمغرب، وأشدد على ذلك، إنه بالنسبة إلى أي حكومة ديمقراطية إسبانية تتسم بالحكمة المتوازنة، فإن المغرب كان وسيبقى دائما يشكل إحدى أهم أولوياتها السياسية. إن تحقيق الرفاهية وتطور السياسة الديمقراطية المغربية هي إحدى الأولويات المطلقة للسياسة الخارجية والاستراتيجية لإسبانيا. أود أن أقول أيضا إني مقتنع جدا بأن عدم التفاهم قد تم تجاوزه كليا. - لكن هناك مؤشرات تقول إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد فتورا ملحوظا بسبب خطة إسبانيا الأخيرة حول العودة الطوعية للمهاجرين، وموقف الحكومة الإسبانية من نزاع الصحراء.. < لقد انتقدنا في أروبا عموما وفي إسبانيا خاصة سياسة الهجرة المتبعة من طرف الحكومة الإسبانية لعدم حكمتها واتزانها في مرات عديدة. دعني أقول لك إن خطة العودة الطوعية للمهاجرين المقيمين بإسبانيا هي وسيلة ليست متبعة فقط في إسبانيا بل في عدة دول متقدمة ومن التي تعتبر الأكبر اقتصاديا على الصعيد العالمي. وبالتالي، لا ينبغي اعتباره عنصرا وسببا قد يؤدي إلى حدوث توتر بين البلدين. أعتقد أنه يجب تفسير هذه الخطة وهذا الموضوع جيدا. ربما لم تتمكن الحكومة الإسبانية ووزارة الخارجية من شرح التدابير التي اتخذتها بخصوص سياستها في ملف الهجرة. كما أن على الحكومة أن تبين أن جزءا من سياستها في الهجرة هو مشترك مع سياسة الاتحاد الأوربي وفضائه. أما في ما يخص ملف نزاع الصحراء، فأعتقد أن موقف الحكومة الإسبانية يبقى هو نفسه. نحن مقتنعون أن الطريق المتبع عبر المفاوضات الثنائية ومشروع الحكم الذاتي هو طريق صحيح. وأشدد على الطابع الإيجابي لهذه المفاوضات ولموقف الحكومة المغربية في هذا الشأن. حقيقة أننا مازلنا بعيدين عن المثالية لكن يجب أن نكون متفائلين. أنا لست شيوعيا ماويا، لكني فعلا أقول إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وعلينا أن نقر بذلك. في النهاية، أقول إننا في الحزب الشعبي الذي أمثله، وانطلاقا من إعجابي بالمغرب، مندهشون للتقدم الإيجابي جدا الذي يمر به المغرب في كل المجالات، سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، حيث تعتبر مدونة الأسرة خطوة غير مسبوقة في العالم الإسلامي، ولذلك لا يسعنا سوى أن نصفق لها. * الناطق باسم الفريق النيابي للحزب الشعبي الإسباني بلجنة العلاقات الخارجية