يواصل 117 عاملا، ضمنهم 99 عاملة، اعتصامهم داخل مصنع للنسيج بدوار الشيخ لمفضل بسلا، بسبب عدم صرف رواتبهم منذ أزيد من شهرين وحرمانهم من خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية. وكان عمال شركة «All Seasons Clothing»، إداريين وعاملات، قرروا الاعتصام بداخل مصنع الشركة بعد أن ضبطوا صاحب الشركة، الانجليزي ستيوارت براون، ليلة 2 يونيو الجاري، بصدد إفراغ مصنع شركته من الآلات، وهو ما اعتبره العمال استعدادا من رئيسهم لوضع حد لأنشطة أعماله بالمغرب دون أن يؤدي ما عليه من مستحقات، خصوصا راتب الشهرين الأخيرين من العمل. وعلى الفور، استدعى العمال رجال الأمن، قبل أن يودعوا، في صباح اليوم الموالي، شكاية لدى مفتشية الشغل بسلا يطالبون فيها بإرغام ستيوارت براون، على منحهم كافة مستحقاتهم قبل تصفية أعماله بالمغرب، بالموازاة، مع اتخاذ قرار يقضي بالاعتصام دخل المصنع على مدار الساعة للحيلولة دون تهريب آلاته أو إخراج ما بقي فيه من بضاعة. غير أن وساطة مكتب الشغل لم تفض إلى نتائج إيجابية كفيلة بإيقاف الاعتصام، حيث جدد براون، لمفتشي الشغل، تأكيده على استحالة حصول العمال على مستحقاتهم المالية قبل أن يعودوا إلى العمل، ويمر شهر كامل، على الأقل، على استئنافهم العمل. في حين بادر مناديب العمال المعتصمين بوضع ملف مطلبي لدى مفتشية الشغل بسلا، يتضمن، بالإضافة إلى ضرورة التوصل بأجور الشهرين الأخيرين وكل مستحقاتهم المالية التي لا تزال في ذمة الشركة، احترام كرامة العامل، وانتظام دورية الأجور، وضمان استفادتهم من خدمات التغطية الصحية ونفقات الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومصاريف التصريح لديه طيلة السنتين الأخيرتين، فضلا عن العطل السنوية والساعات الإضافية. وفي الوقت الذي كان العمال يأملون أن تسفر وساطة مفتشية الشغل عن نتائج إيجابية، فاجأهم صاحب الشركة، يوم الجمعة الماضي، بزيارة إلى المصنع، الذي يعتصمون فيه، حيث كان مرفوقا بأحد زبنائه، مطالبا بتمكينه من إخراج كميات من البضاعة المتبقية داخل مخازن المصنع، وهدد بإعلان إفلاسه وتأسيس شركة جديدة تحت اسم آخر، وخاطب العمال قائلا: «إذا لم تستأنفوا العمل، فسأرحل» على حد تعبير محمد أنور السادات أولاد بدي، أحد إداريي المصنع، الذي كان في عين المكان أثناء زيارة براون للمصنع. وليست هذه المرة الأولى التي يعاني فيها ستيوارت براون من مشاكل مالية خانقة، بل سبق أن واجه المشاكل نفسها في سنة 2004، واستطاع تجاوزها بعد اتفاق مع العمال يقضي بتنازلهم عن مستحقاتهم المالية مقابل حصولهم على فرص عمل في الشركة الجديدة التي سيؤسسها براون على أنقاض الشركة المفلسة.