في ضواحي المدن المغربية الكبرى، بدلا من المناظر الطبيعية توجد مواقع بناء كبيرة، حيث الرافعات والفيلات والعمارات قيد البناء تنمو مثل الفطر... سوق العقار ملتهب في المغرب، فقد عرف ارتفاعا مهولا وصل إلى 150 % في بعض المناطق. مراكش، التي لها شعبية كبيرة بالنسبة إلى الأجانب، لم تعد تعرض أسعار العقارات في الحملات الإعلانية والدعايات. سبب هذا الارتفاع في الأسعار: المضاربة على الأراضي، وارتفاع مواد البناء مثل الإسمنت والحديد، ووجود زبناء ميسورين الذين يتم من أجلهم بناء العديد من المشاريع المترفة في جميع أنحاء المملكة. ألان كرين هو رئيس مجلس إدارة مجموعة «سامانها كونتري كلوب»، التي شرعت في مشاريع بناء واسعة: ما لا يقل عن 582 فيلا تطل على الأطلس. لكن حذار، فالأسعار المعلنة ليست في متناول الجميع. «الفيلات الأولى هي ب375 ألف يورو»، يوضح كرين، مضيفا: « الفيلات الكبيرة قد يصل ثمنها إلى حوالي مليوني يورو، لكنها فيلات ذات مساحة تصل إلى 1100 متر مكعب». من أجل برنامج شامل مثل هذا، مع مواد بناء ذات جودة عالية، يقدر كرين الربح، بكل شفافية، بنسبة 20 ٪، ولكن العديد من المشاريع تظهر أرباحا تصل إلى 100 ٪. «الأسعار تلتهب، وهذا الارتفاع ليس له ما يبرره دائما في علاقته بجودة البناء». يجب على المالك المستقبلي التحقق من جدية أصحاب مشاريع البناء واحترافية الوكلاء العقاريين، وذلك لتجنب الفخاخ التي ينصبها العديد من الانتهازيين الذين نصبوا أنفسهم منعشين عقاريين. في المغرب، لا يفرض أي دبلوم للولوج إلى عالم العقار، وهو الأمر الذي يشجبه حسن فردوس، المسؤول في وكالة القرن 21 بالمحمدية: «صحيح أن هذا الأمر يجذب عددا من الناس الذين يريدون الركوب على موجة العقار، لأنه قطاع واعد جدا... لهذا فهو يجذب انتباه عدد من المتطفلين الذين كانوا أمس في صناعة الأحذية أو في أي قطاع آخر ونصبوا اليوم أنفسهم، بين عشية وضحاها، منعشين عقاريين». يعتبر قطاع العقار، بأسعاره المجنونة وعروضه التي تعتبر فوق الميزانية بالنسبة إلى الأغلبية الساحقة من المغاربة، فرامل حقيقية. نجلاء، إطار في قطاع الاتصالات، تسعى لشراء منزل. تعيش نجلاء في شقة مشتركة، وعلى الرغم من تقاضيها لراتب أعلى ست مرات من السميك، وانتمائها بذلك إلى الطبقة الوسطى، فإن امتلاكها لشقة يبدو مهمة مستحيلة. هذه المشاكل المتراكمة التي تمنع الحصول على الملكية هي واقع في جميع المدن المغربية الرئيسية. من مراكش إلى الرباط مرورا بالدار البيضاء أو الصويرة، في كل مكان أصبحت أسعار المتر المربع الواحد فوق طاقة معظم السكان. طنجة بدورها تعرف ارتفاعا في أسعار العقار، ولكن هناك خطر يهدد المغرب، كما الجارة إسبانيا التي توجد على بعد بضعة كيلومترات فقط في الجانب الآخر من المضيق، وهو انهيار سوق العقارات. عن موقع فرانس 24 بتصرف