في ظل التحولات السياسية الكبرى التي شهدتها الولاياتالمتحدة مع صعود دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة مرة ثانية، ظهرت العديد من التصريحات التي جذبت انتباه العالم، بما في ذلك المغرب. أبرز هذه التصريحات كانت ثلاثة وعود تتعلق بالقضايا الاقتصادية والأمنية، وهي وعود قد يكون لها تأثير مباشر على المملكة وعلى علاقاتها مع القوى الكبرى. أولى هذه الوعود كانت حول إيقاف الحروب والتقليل من التضخم الناجم عنها. إذا تمكن ترامب من تحقيق هذا الهدف، فإن ذلك يعني بداية مرحلة جديدة من الاستقرار الاقتصادي العالمي، حيث من المتوقع أن تنخفض أسعار السلع الأساسية التي يعاني منها المواطن المغربي بشكل خاص. فعلى الرغم من أن المغرب ليس في قلب النزاعات الكبرى، إلا أن تبعات الحروب الاقتصادية والصراعات السياسية في مناطق أخرى تؤثر على أسواقه وتنعكس على تكلفة الحياة اليومية، سواء عبر ارتفاع أسعار المواد الأساسية أو من خلال تأثيرات غير مباشرة على التجارة العالمية. أما الوعد الثاني الذي أثار اهتمام المغاربة فيتمثل في خفض أسعار المحروقات. يعد هذا الموضوع أحد أكثر القضايا حساسية في الاقتصاد المغربي، حيث يعاني المواطنون من ارتفاع أسعار الوقود بشكل مستمر. يتطلع المغرب إلى الحصول على إمدادات طاقة مستدامة وبأسعار معقولة، وهو ما قد يحققه ترامب إذا ما نجح في تعزيز سياسة إنتاج النفط المحلي وزيادة التعاون مع كبار منتجي الطاقة. من شأن هذا الوعد أن يخفف من الأعباء الاقتصادية على المواطنين ويحد من التضخم الناتج عن تكاليف النقل والإنتاج. أما الوعد الثالث الذي قد يؤثر على استقرار المنطقة فهو تصنيف الجماعات المسلحة التي تهدد الأمن الدولي كمنظمات إرهابية. وفي سياق التهديدات الأمنية التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، يترقب المغرب نتائج هذا الوعد الذي قد يعزز التعاون الأمني بينه وبين الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب. التصنيف الأمريكي لهذه الجماعات كإرهابية وعلى رأسها بوليساريو سيمنح الشرعية القانونية للقيام بإجراءات أكثر صرامة لمكافحة التهديدات، وهو ما قد يعود بالنفع على الأمن الداخلي في المغرب. إجمالًا، تعد هذه الوعود التي أطلقها ترامب بمثابة إشارات مهمة تأخذها المملكة المغربية بعين الاعتبار، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتسم بتقلبات اقتصادية وأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.