قدر الرجاء البيضاوي لكرة القدم أن يخوض مباراة الديربي ضد غريمه التقليدي الوداد، ضمن الدورة الثانية عشرة من الدوري المغربي للنخبة، متأبطا المشاكل، التي لا تكاد تنتهيإذ فور أن تطوى مشكلة تظهر واحدة أخرى، ويشرع في إطلاق مسلسل جديد، مثل الذي شكله ملف المدافع عبد اللطيف جريندو مع إدارة الرئيس عبد الله غلام. لم يتوقع المراقبون للشأن الرجاوي، وحتى المتكهنون، أن يطفو على سطح الفريق مشكل اللاعب زكريا عبوب على بعد أيام قليلة من الديربي الحارق رقم 107. وشكل قرار مغادرة عبوب للفريق، ضربة قوية لكيان الرجاء، ولمكتبها المسير، الذي حاول جاهدا لم شمل الفريق قبل الديربي، من خلال منح فرصة جديدة للاعب سعيد فتاح، لإصلاح أخطائه، رغم أن اللجنة التأديبية قررت، في وقت سابق، توقيفه إلى أجل غير مسمى، بداعي التهاون في الدفاع عن القميص الأخضر، كما أن قرار عودة عبد اللطيف جريندو يصب في الاتجاه ذاته. الرجاء المثقل بالمشاكل، سيكون عليه رفع تحد أكبر في ظل أزمة النتائج، التي تفرض عليه أن يخرج من الديربي بأقل الخسائر، أما إذا كسب نقاط الفوز، فإنه سيخرج شامخا، ويطوي، في الوقت ذاته، جل مشاكله، وينسلخ من أزمة الفراغ، التي ولجها مكرها، بعد البداية الموفقة. يونس بلخضر، مدافع الرجاء، واحد من اللاعبين، الذين يعلقون آمالا كبيرة على مباراة الديربي لطرد النحس عن الفريق، وعقد المصالحة مع الجماهير الغاضبة على سوء النتائج، لتكون بداية الانطلاقة الحقيقية للنسور الخضر في الدوري المغربي هذا الموسم. أبدى بلخضر تفاؤلا كبيرا من نتيجة الديربي، "تفاؤلي نابع من الأجواء المرضية، التي مرت منها تداريب الرجاء هذا الأسبوع، سيما أن الفريق استرجع اللاعبين، الذين غابوا، خلال الفترة الأخيرة، بدواع مختلفة، كالعميد جريندو، وسعيد فتاح، وزكريا الزروالي، ونبيل مسلوب". المدرب البرتغالي جوزي روماو، الذي عجز عن تحقيق الفوز في أي من المباريات الأربعة، التي قادها حين كان مدربا للوداد، إذ خسر ذهابا (2 -1)، قبل أن يتعادل إيابا (1 -1)، وبعد التحاقه بالرجاء الموسم الماضي، تعادل ذهابا ضد الإطار الوطني بادو الزاكي (0 - 0)، قبل أن يخسر الإياب بهدف دون رد، يعول كثيرا على مباراة الديربي رقم 107، لإنعاش حظوظه في البقاء على رأس الفريق، والهزيمة أمام الوداد ستفتح أمامه انتقادات لاذعة، سيما أنها ستكون الثالثة للفريق الأخضر منذ إشرافه عليه. أخر مستجدات الرجاء، أن لاعبيه يتمتعون بمعنويات مرتفعة، وأن المعسكر المغلق، الذي أجراه ببسكورة منذ الخميس الماضي، كان حاسما في بعث الدفء في نفوس اللاعبين، بعيدا عن ضغط الجماهير، التي كانت مواظبة على حضور التداريب يوميا بمركب الوازيس، وهو ما جعل إدارة الفريق، تحذف بعض الحصص، وتقوم بتغيير توقيت بعضها، تفاديا لتلقي بعض اللاعبين سيلا من السب والشتم، ودخولهم في مشاداة يمكنها أن تنتهي بما لا يحمد عقباه. دون شك أن العامل النفسي سيلعب دورا أساسيا في الحسم في نتيجة الديربي، ونفسية عناصر الرجاء تبدو مرتاحة، لأن الهزيمة أيضا تبدو منتظرة، سيما أن الوداد يوجد في أوج عطاءاته، وتصدره للترتيب العام دليل على ذلك.