غدا، يدخل الكلاسيكو البيضاوي لقاءه السابع بعد المائة، الديربي الذي يشد إليه أنظار كل عشاق الكرة، المناسبة لن تكون سوى فرصة لفرجة ينتظرها الجمهور المغربي مرتين كل سنة، ففي الشارع وفي المقاهي وفي العمل أيضا لا حديث إلا عن اللقاء الكلاسيكي بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء، اللقاء الذي يأتي في وقت ينتعش فيه الوداد بتصدره لائحة الترتيب،والرجاء الذي يطمح إلى تجاوز عثرات البداية، الوداد الذي استقدم مع بداية الموسم لاعبين جدد, لتطعيم صفوفه، بعد أن غادر الفريق المنقاري ورفيق عبد الصمد واستغنى الزاكي عن أسماء أخرى، إذ التحق بالفريق أيت العريف، لبهيج، برابح، العلاكي، واللاعب أرمومن الذي لم يعمر طويلا مع الفريق وفضل الالتحاق مؤخرا بفريق الجيش الملكي. وتفخر الوداد بعطاءات لاعبيها الأجانب باسكال ومويتيس، تراهن عليهما في ديربي البيضاء، يعلم الزاكي أنه لتوسيع الفارق عن فرق المطاردة عليه أن يختم لقاءه بفوز ضروري، ومعه يدرك روماو أن بداية انتعاشة الرجاء وتجاوزه لمرحلة النتائج السلبية تبتدئ من الانتصار على الوداد، روماو الذي أسعفه الحظ مرة وفاز باللقب مرتين مع الفريقين،لم يسعفه مرة أخرى في الفوز بالديربي، وقد فضل فريق الرجاء خلال هذا الموسم أن يحتفظ بتركيبته البشرية التي حقق بها الفوز باللقب، واستغنى عن مجموعة لاعبين كان أبرزهم العميد جريندو الذي التحق مؤخرا بالفريق بعد أن طالب المنخرطون بعودته إلى الرجاء، ويحتل الرجاء الرتبة الثالثة بفارق ست نقاط عن الوداد، ويطمح إلى تدليل الفارق واستعادة مكانته الطبيعية في الدوري المغربي، خاصة وأنه يعاني من بعض التصدعات في بيته وقد أرجأ مكتبه البت في عملية تسريح عبوب بعد مباراة الديربي. وقد عرف الدوري المغربي منافسة قوية بين الغريمين التقليديين إذ التقى الفريقان في 106 مواجهات، كانت فيها كفة انتصارات الرجاء هي الأرجح، إذ استطاع الفريق أن ينتصر على الوداد 32 مرة، بينما فاز الوداد على الرجاء في 25 مباراة، وتعادلا في 49 مباراة، وأقوى خط هجوم يملكه الرجاء الذي سجل 88 هدفا بينما سجل الوداد 79 هدفا، وشارك عميد الرجاء جريندو في الديربي ست عشرة مرة، في حين شارك عميد الوداد اللويسي في الديربي اثنتا عشرة مرة، وتميل لغة الأرقام لفائدة الرجاء، لكن الكلاسيكو لا يخضع لمعايير الإحصائيات، إذ يجري كل لقاء في طقوس مختلفة، يملك كل فريق حمولة رياضية مثقلة بالألقاب، ولكن يظل الديربي الأهم، إذ يستقطب قاعدة جماهيرية عريضة، ويحظى بمتابعة إعلامية كبيرة، وسيتابعه إعلاميون من دول مختلفة، بالإضافة إلى مدربين آخرين يتواجدون حاليا بالمغرب من أجل المشاركة في الدورة التكوينية التي تشرف عليها الفيفا لفائدة صحفيين أفارقة من أجل المواكبة الإعلامية لمونديال جنوب إفريقيا. ويعتبر الديربي البيضاوي أحد أهم الديربيات بالعالم إذ صنفه الإتحاد الدولي لكرة القدم من الديربيات العشر على المستوى العالمي، ويتصدر الديربيات العربية، وقد تم وضع كل الترتيبات اللازمة من أجل أن تمضي المباراة في جو رياضي جيد، وهو الموضوع الذي تمت مناقشته بين الفريقين وكل الفعاليات داخل المدينة، لنقل صورة حية عن قيمة التنافس الرياضي الذي يعتمد مبدأ الفرجة والإبداع والتشجيع الحضاري، بعيدا عن مظاهر الشغب.