كشفت الفنانة المغربية, السعدية لديب, أن الإنتاج التلفزيوني الوطني, يشهد حاليا تراجعا ملموسا, معتبرة أن هذا التراجع سيؤثر سلبا على وضع الفنان, ممثلا كان أو مخرجا.وتشرح لديب أنه في الشرق مثلا, عندما يطرح مشكل يتعلق بأزمة ما في أي مجال فني, يكون نقاش, ومفاوضات, إذ يبحث المسؤولون عن الحلول الناجعة لتجاوز المشكل, علاوة على أن الفنان يكون على علم بكل التفاصيل التي تجري, بخلاف ما يحدث في المغرب, حيث الساحة الفنية تعرف غياب الحوار, والفنان آخر من يعلم, إذ أنه في غياب التواصل والشفافية, يظل الفنان في واد, بينما تسير الأمور في واد آخر. وقالت لديب إن الفنان يعيش في صمت, في انتظار من يطرق بابه ليصور عملا كل سنتين, مشبهة وضع الساحة الفنية المغربية بتأخير مواعيد القطار, إذ يظل المسافرون ينتظرون ساعات, دون أن يتوصلوا بأدنى استفسار, وكأنهم لا شيء ولا التزامات لديهم. من جهة أخرى, تنتظر الفنانة لديب عرض الفيلم التلفزيوني, "شمس الليل", الذي سيعرض على القناة الأولى, موضحة أنها تلعب دورا مختلفا عن الأدوار السابقة, إذ تجسد دور امرأة ذات شخصية صلبة, غير مسالمة ولا تعرف التسامح, تقوم بقتل زوجها دفاعا عن النفس, ويحكم عليها بستة أشهر سجنا، ثم البراءة. ودائما في إطار الفيلم، الذي تشارك في بطولته, تضيف لديب أنه عندما كانت سجينة, تركت ابنتها الوحيدة عند أمها في إحدى الواحات. وبعد خروجها من السجن تسافر إلى جنوب المغرب, لتعيد طفلتها, لكنها تتفاجأ بشخص متسلط ومستبد, يستغل أراضي الناس ويتاجر في المخدرات, وتقوم لديب بالتصدي له, مشيرة إلى أنها الوحيدة التي غادرت البادية وعاشت في المدينة, إذ تغير سلوكها ونضج فكرها, لذا حاولت أن تبحث عن الأدلة التي أوقعت به في السجن, ونجت سكان القصر من شره. يشارك لديب في الفيلم كل من محمد خويي وإدريس الروخ. كما تشارك السعدية لديب في فيلم "بنت الشيخة", الذي سيعرض قريبا على شاشة القناة الأولى. وعلى مستوى المسرح, تقوم الفنانة لديب بعرض مسرحيتي "بنات لالة منانة" و"حنة إدينا", ضمن فرقة "طاكون", موضحة أن الجمهور مازال متشوقا لهذه المسرحية, معربة أنه كلما قررت الفرقة تقديم "حنة إدينا" إلا وطالب الجمهور ب "بنات لالة منانة" ما جعل الفرقة تشعر بفخر, كون هذا العمل مازال يلقى إقبالا, رغم مورو خمس سنوات على خروجه إلى النور. ويشاركها في هذا العمل الذي جرى عرضه أيضا، في تونس وبلجيكا وإسبانيا, كل من سامية أقريو, وهند السعديدي, التي تعوضها حاليا، هدى الريحاني, لظروف خاصة, ونادية العلمي, والسعدية أزكون. في حين يشاركها في "حنة إدينا" سامية أقريو, ونورا الصقلي, ولطيفة أحرار. وفي هذا الصدد, تقول السعدية إن المسرحية مقتبسة من مسرحية الكاتب الإسباني فيديريكو كارسيا لوركا, إلا أن الفرقة أدخلت بعض التغييرات الطفيفة على العمل, مضيفة أن المسرحيتين يجري عرضهما فقط في المدن الكبرى, التي توفر التقنيات المهنية المتمثلة في الإضاءة والديكور, التي يصعب تقديمهما في المدن الصغرى, وترى لديب أنها لم تقم بالكثير من الأدوار, خلال مسارها الفني, فهي تطمح لأدوار سياسية, وتتمنى تجسيد أدوار معقدة نفسية, إلى جانب امرأة مقاومة, قائلة "ممثلات هوليود الوحيدات اللواتي, يمكن أن يقلن إنهن لم يجسدن إلا هذا الدور أو ذاك, بينما نحن, في ظل قلة الإنتاج, مازلنا في بدايتنا, ونتحمس لكل الأدوار, التي ستضيف قيمة لمسارنا الفني". في مجال السينما, تنتظر لديب عرض فيلمها السينمائي الأخير "البراق" للمخرج محمد مفتكر, الذي دخل مرحلة المونتاج. يشار إلى أن الفنانة السعدية لديب شاركت في أعمال سينمائية منها "حجاب الحب" و"ريح البحر", و"شفاه الصمت", و"ظل الموت", و"حيط الرمل", و"مطاردة", و"وهم في المرآة", " , وفي المسرح شاركت في "بنات لالة منانة", و"حنة إدينا", و"حراز عويشة", "مرسول الحب"...