عبر المخرج المغربي، محمد مفتكر، عن سعادته لفوز فيلمه "البراق"، بجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في حلته الحادية عشرة، مشيرا إلى أنه يغمره شعور مزدوجإذ أنه في الوقت ذاته سعيد بالتتويج، لأنه أول فيلم طويل في مساره السينمائي، وينتظره المتتبعون للميدان السينمائي والمهتمون بشغف، لأنه عادة ما يخرج أفلاما قصيرة، ولأول مرة يدخل تجربة الأفلام الطويلة، قائلا "كنت أنتظر كيف سيتلقى المهتمون بالسينما العمل، لأنني أنتظر القيمة المضافة، التي سيضيفها "البراق" على الساحة السينمائية المغربية". وكشف مفتكر في تصريح ل"المغربية"، أن الانتظار خلق بداخله ضغطا كبيرا، طيلة أيام المهرجان، خصوصا أن الفيلم كان آخر عرض مبرمج، خلال هذه التظاهرة السينمائية. من جانب آخر، اعتبر مفتكر التتويج مسؤولية على عاتقه، إذ أنه لم يعد له الحق في تقديم أعمال أقل مستوى للجمهور، ومطالب ببذل مجهود أكبر، ليكون عند حسن ظن الجمهور في الأعمال السينمائية المقبلة. وقال إن الفن إحساس وتفكير وإنصات للواقع، معتبرا الجائزة بداية لمسار فني جديد، يتمنى أن ينعكس إيجابا على الساحة السينمائية المغربية، مضيفا أن الجائزة ليست استثناء، بل هي جائزة السينما المغربية ككل، لأنه حسب قوله "لدينا مخرجون أكفاء، لهم طاقات متميزة". وأوضح مفتكر أن فيلم "البراق" هيئ بإخلاص، وأعطي له الوقت الكافي وأخذ حقه في الإخراج، مشيرا إلى أنه رغم تعدد الآراء حول إعجاب المتتبعين ورفضهم للفيلم، إلا أن أغلب الآراء أكدت أن الفيلم محترم، وهذه الشهادات هي الجائزة الحقيقية للفيلم. وعبر مفتكر عن إعجابه بفيلم "الرجل الذي باع العالم" للأخوين النوري، مبرزا أنه كان يتوقع أن يحصد هذا العمل الجائزة الكبرى. السعدية لديب: أهدي الجائزة لوالدتي التي ظلت تدعمني من جانبها، عبرت الممثلة المغربية، السعدية لديب، عن سعادتها للفوز بجائزة أحسن دور نسائي مناصفة مع الفنانة ماجدولين الإدريسي عن دورهما في فيلم "البراق"، مشيرة إلى أن مدينة طنجة تعجبها كثيرا، لأنها حصدت السنة الماضية في المهرجان ذاته، جائزة أحسن دور نسائي ثانوي، في فيلم "حجاب الحب". وقالت "لم أخيب ظن الجمهور، لأنني في السنة الماضية، وعدته أن أقدم أعمالا متميزة، ترقى إلى تطلعاته، والحمد لله، أعود من جديد، لأعانق الجمهور، من خلال فوزي بهذه الجائزة، التي أعتز بها". وأضافت لديب أنها تهدي الجائزة لوالدتها، التي ظلت تدعمها طيلة مسارها الفني، موضحة أنه بغض النظر عن المسابقة، تعتبر أن أي امرأة لها القدرة والشجاعة لممارسة هذه المهنة في المغرب، تستحق كل تنويه وتتويج. يشارك في فيلم "البراق" نخبة من الفنانين، منهم: ماجدولين الإدريسي، وإدريس الروخ، وأنس الباز، ونادية ميكري، إلى جانب مجموعة من الممثلين. وعن دورها في الفيلم، أفادت لديب أنها تجسد دور طبيبة نفسانية، تدعى زينب، وتقوم بمعالجة حالة مرضية، ومع مرور الأحداث، تتأثر زينب بهذه الشخصية المريضة، إذ أصبحت تعيش حالتها، بشكل يومي، وكأنها لبست ثوب هذا المريض، موضحة أنها تجسد هذا الدور لأول مرة، وتدخل هذه التجربة الجديدة بشكل معمق. وقالت لديب إنه سبق لها أن شاركت في أول فيلم قصير للمخرج نفسه، يحمل عنوان "ظل الموت"، وهو فيلم يروي عن عالم خاص بكل ما هو نفساني، إلا أنها في "البراق" يتجلى دورها في التحليل النفساني بشكل أقوى، مشيرة إلى أن سينما المخرج محمد مفتكر تدور أغلبها في إطار التشخيص النفساني. وكشفت لديب أن دورها في الفيلم صعب جدا، لأن المخرج يشتغل على سينما المونتاج، وقبل التصوير، يكون المخرج على علم بتفاصيل الأحداث، التي سيصورها بخلاف الفنان، موضحة "الممثل لا يعلم بالمونتاح الذي يدور في مخيلة المخرج، وبالتالي يصعب عليه أن يتماشى مع الحدث، لأنه يقوم بمجهود أكبر، عكس الأدوار العادية، التي تؤدى في بعض الأعمال، إذ يناقش الممثل الفكرة مع المخرج ويكون على علم بكل خطوة، لكن مع المخرج محمد مفتكر لا يعلم الممثل أين يسير، علما أن هذه الصعوبات تمد الممثل بنفس جديد وتجعله يعيش حلاوة الدور. شخصيا، أنا معجبة بطريقته في العمل، فهو يشتغل على أدق التفاصيل، ويحلل الشخصيات من داخلها، بحيث يعمل على طرح العلاقات المركبة في ما بينها". يشار إلى أن لديب حازت جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الفيلم المغربي في روتردام، إثر مشاركتها في فيلم "ريح البحر" للمخرج عبد الحي العراقي. ومن بين الأعمال، التي شاركت فيها، "حجاب الحب"، و" ريح البحر"، و"شفاه الصمت"، و"ظل الموت"، و"حيط الرمل"، و"مطاردة"، و"وهم في المرآة"، و"الشمس تغيب"، و"شمس الليل"، وفي المسرح هناك "بنات لالة منانة"، و"حراز عويشة"، و"مرسول الحب".