تتواصل أيام التظاهرة الفنية "حوارات حية"، التي تجمع فنانين شباب من المغرب وإسبانيا، في إطار "برنامج المعتمد 09"، الذي تنظمه مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي بإسبانيا.مجموعة مازاكان وتعتبر التظاهرة، المنتظر أن تختتم فعالياتها يوم الأحد المقبل، أول إقامة مغربية إسبانية للفنانين الشباب، حسب العربي الحارثي، المسؤول والمنسق المغاربي بمؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، الذي قال إن "حوارات حية" تجربة تهدف إلى جمع الفنانين، الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 عاما، من أجل التعايش وتبادل الآراء والتجارب، كما تمكنهم من اكتشاف بعضهم البعض. وأكد الحارثي في تصريح ل"المغربية" أن الهدف الأساسي من هذه الإقامة، التي انطلقت يوم الأحد الماضي، هو بلورة وتفعيل مشروع ثقافي خاص بهؤلاء الشباب، الذين يملكون حسا فنيا ووطنيا. وأضاف أن "حوارات حية" يدخل في إطار ثقافة تضامنية وتشاركية، هدفها فتح فضاء للنقاش بين الشباب حول مواضيع تهمهم، بغض النظر عن انتمائهم إلى شمال أو جنوب الضفة المتوسطية، "فالفن ليس إبداعا فقط بل شكل من أشكال المعرفة والالتزام". وأشار إلى أن الفنانين الشباب المشاركين في التظاهرة، ينتمون إلى مجالات متعددة، منها المسرح، والموسيقى، وفن الفيديو والتصوير، والكتابة والتشكيل، والحوارات، وغيرها. وأوضح الحارثي أن اختيار أولئك الشباب، يجري عن طريق الشراكة التي تجمع المعهد الدولي، بمختلف المؤسسات. وقال إن أولئك الفنانين الشباب، الذين يقارب عددهم العشرين، ينشطون 22 محترفا، في الموسيقى، وفن الفيديو، والتصوير والكتابة، والكرافيتي، والمسرح، والروسيكلاج، مضيفا أنهم انطلقوا في عملية التحضير لأنشطة العام المقبل منذ الآن. ويستفيد من هذه المحترفات، التي نظمت في مدينتي الدارالبيضاءوالرباط، أطفال "مركز للا مريم للأطفال المتخلى عنهم عائليا"، وجمعية "المستقبل"، وطلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي، وأطفال جمعية "مقام" البيضاوية. ومن المنتظر أن تختتم هذه الإقامة الفنية، بنقاش ينشطه الفنانون والطلبة، وقد اختاروا له موضوع "التنوع: تراث مشترك"، هذا النقاش سينظم يوم غد (الجمعة) بملحقة كلية الآداب في الرباط، كما سينظم يوم السبت المقبل، حفل فني تشارك فيه مجموعات غنائية، مثل "مازاكان" المغربية، و"كانتيكا دي ماكاو" الإسبانية، والفرقة المغربية "أحباب الغيوان" بالكلية نفسها. ومن جهته عبر رشيد العدواني، أحد الفنانين المشاركين في "حوارات حية"، ل"المغربية"، عن اعتزازه بتنظيم هذه التظاهرة في المغرب، بعد أن شارك في شبيهاتها خارجه، وأكد أن الفنانين المشاركين يستفيدون كثيرا من الحوارات واللقاءات المنظمة في إطار هذه التظاهرة، رغم صعوبة التواصل بالنسبة إلى البعض، بسبب عائق اللغة. وقال العدواني إنه يحضر لعرض فني رفقة زملائه من أجل تقديمه السنة المقبلة في كل من المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة تجاوبوا مع هذا اللقاء الفني، وعبروا عن إعجابهم بالتجربة من خلال مداخلاتهم واقتراحاتهم. الجدير بالذكر أن فكرة "حوارات حية ولدت، حسب المنظمين، من فكرة العلاقة المباشرة والتشاركية للشباب في مسيرة بناء المجتمع الديمقراطي.