تحتضن خمس مدن مغربية، الدورة الثالثة لمهرجان الضفتين، التي تنظمها مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس وسفارة إسبانيا بالمغرب، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، في إطار التعاون الإسباني - المغربي "المعتمد".لقطة من عرض مسرحي مشارك (خاص) وسيعرف برنامج هذه التظاهرة الفنية والثقافية، التي ستنظم بالدارالبيضاء، والرباط، ومراكش، وطنجة، والجديدة، في الفترة ما بين 21 و29 يناير الجاري، تنوعا كبيرا من حيث الأنشطة، التي ستمتع الجمهور على مدى تسعة أيام. كشف العربي الحارثي، المدير الفني لمهرجان الضفتين، في نسخته الثالثة أن هذه الدورة ستتميز بمشاركة مكثفة لفنانين مغاربة وإسبان، مبرزا أن التظاهرة التي ستنطلق فعالياتها ما بين 21 و29 يناير الجاري، ستوجه إلى جميع الشرائح من المجتمع، إذ سيمتع المهرجان، طيلة تسعة أيام جمهور الأطفال والشباب بعروض متنوعة. وقال الحارثي في تصريح ل"المغربية"، إن الدورة الثالثة لمهرجان الضفتين، التي تنظمها مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، وسفارة إسبانيا بالمغرب، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، في إطار التعاون الاسباني - المغربي "المعتمد"، ستعرف مشاركة أكثر من 150 فنانا من المغرب وإسبانيا سيقدمون 23 عرضا، وأن برنامج هذه الدورة يشمل مجموعة من العروض الفنية من توقيع فنانين مغاربة وإسبان، إلى جانب إبداعات جاءت ثمرة تعاون بين فعاليات فنية تنتمي إلى الضفتين. وستفتتح التظاهرة، التي ستنظم بكل من الرباط، والدارالبيضاء، وطنجة، ومراكش، والجديدة، بحفل راقص يحمل عنوان "شتاء" للإسبانية إيفا يربابوينا، على أساس أن تختتم التظاهرة بحفل أوبرا بنمط الفلامينكو، وهو عبارة عن حفل راقص لكارمين وسالفادور بافورا. وتعتبر الفنانة إيفا ييربابوينا من نجوم المسرح الإسباني، إذ أنه، منذ انطلاقتها في هذا المجال، كانت أشهر مسارح العالم محطات رئيسية لها، وحصدت خلال مسيرتها الفنية العديد من الجوائز. وأكد الحارثي أن الهدف الأساسي من تنظيم المهرجان، هو فتح آفاق التعاون الثقافي والفني، والتحسيس بأهمية التعدد الثقافي، مشيرا إلى أن إدارة المهرجان تحرص على تقديم أعمال مشتركة بين فنانين مغاربة وإسبان، مبرزا أن مهرجان الضفتين يوفر إمكانية للتعايش والتفاعل بين كل الفعاليات، لمعرفة أنفسهم بشكل أفضل، وكي يتعلم كل منا كيف يقدر ويحترم الآخر في تنوع مكوناته الثقافية، وتتضافر كل الجهود والخبرات، للتأكيد على القيم المشتركة. يعبر برنامج الدورة الثالثة لمهرجان الضفتين عن روح الضيافة والتلاقي والتفاعلية بين المبدعين المغاربة والفنانين الإسبان، وآخرين برزوا من خلال التعاون مع بعضهم البعض. بل هي برمجة متنوعة ومتعددة التخصصات، تدمج فن المسرح والرقص، والسيرك، والسينما، والموسيقى، والأوبرا، إذ تأخذ بعين الاعتبار المبادئ والأسس، التي تدعم الثقافة باعتبارها الفضاء الأرحب للتلاقي والتعايش والتسامح، وتعزز الحوار الحضاري، من خلال الإبداع والخيال والذاكرة. وعن برنامج التظاهرة، أكد الحارثي حضور الفنانة المغربية إلهام لوليدي، والإسبانية كارمين ألكايدي، اللتين قامتا بإنتاج فني مشترك يحمل عنوان "نساء المتوسط" ويشمل الطرب الأندلسي والموسيقى الإسبانية، لتقدما في قالب جميل حفلا فنيا، يوم 26 يناير بالرباط، و24 يناير بطنجة، ويوم 27 يناير بالدارالبيضاء. ويمثل هذا الحفل دعوة إلى اكتشاف تراث مشترك، غني بنغماته وألحانه وبإيقاعاته، وأيضا بعظمة ورهافة شعره، وهو حفل تكريم تقيمه امرأتان تنتميان إلى ضفتين مختلفتين، تحاولان من خلاله، تكريم التقاء الحضارات، وهو تكريم للأندلس وللعالم المتوسطي ولزمن التعايش واحترام التعددية والاختلاف. ودائما في إطار برنامج الدورة، التي ستحيي عروضها بالمسارح، والقصور القديمة، والرياضات، والساحات العمومية، والمدارس، ستحيي مجموعة شقارة التطوانية، وشباب الفلامينكو، حفلا فنيا يوم 29 يناير الجاري بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، ويوم 27 من الشهر نفسه بالجديدة، و26 يناير برياض دار الشريفة بمراكش. وجلال شقارة، هو نجل عازف العود عبد الله شقارة حفيد الراحل عبد الصادق شقارة، ومؤسس الأركسترا. وخلال العشر سنوات الماضية، شارك في عدة أعمال بتنسيق مع أسماء كبيرة معروفة في الوسط الفني الإسباني. كما سيضم المهرجان عرضا جميلا يضم 40 شابا تحدوا الإعاقة، لأنه حسب المدير الفني، لا يجب النظر إلى هذه الفئة من المجتمع بأنها غير عادية، نظرا للطاقات الإبداعية الواعدة، التي تحمل بداخلها، إذ استطاعت أن تقدم أعمالا فنية قيمة، تظهر للجمهور أنه لا فرق بين الشخص السوي والمعاق. وسيعرف المهرجان تنظيم مسرح السينما "طاطاراسيني" وهو عمل إسباني موجه لجمهور الأطفال، سيقدم يوم 22 يناير بمسرح محمد الخامس بالرباط، و24 يناير بالمسرح الإسباني بتطوان، و26 يناير من الشهر نفسه بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء. ويرتكز هذا العرض على تناغم الحركات مع نغمات الموسيقى ويجمع بين تقنيات السينما والمسرح. ويحاول الفنان من خلال العرض، تقريب جمهور الأطفال من روح السينما، ليس فقط كشاشة توفر ظروفا مؤقتة للمتعة، بل أيضا كآلية تربوية من خلال تفاعل ما يعرض من مواقف وأحاسيس، سواء كانت إيجابية أو سلبية. وبخصوص مسرح الميم، سيقدم عرض "متر مكعب" يوم 22 يناير بتطوان، و24 يناير بمسرح محمد الخامس بالرباط، و25 يناير بالدارالبيضاء. ويتحدث هذا العرض عن مشكل السكن. وستنظم، دائما، في إطار العروض المخصصة للأطفال، "رسالة سارة"، وهي عبارة عن كراكيز، وهي إنتاج مغربي تنظمه مجموعة الخيمة يوم 23 يناير بالدارالبيضاء، و24 يناير بالجديدة، و25 يناير بالرباط. وتحكي قصة سارة، التي تتلقى ذات يوم رسالة غامضة استعصت قراءتها على كل من حولها، ومن شدة حيرتها، قصدت جدها، فأشار إليها بالذهاب إلى السوق للبحث عن كاتبها. كما ستعرف الدورة تنظيم عرض أوبرا "كارمن"، وهو نص مسرحي إسباني يوم 28 يناير بالرباط. وسيستمتع الجمهور بعروض السيرك، التي تحمل عنوان "آحاد هادئة" يوم 25 يناير بطنجة، و27 يناير بساحة جامع لفنا بمراكش، ويوم 28 من الشهر نفسه بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء. والعرض يتيح الفرصة للجمهور للعودة إلى الوراء واستحضار ما كان يعيشه الأطفال في طفولتهم. فهو شكل من أشكال مقارعة الشوارع مع التواصل بواسطة لغة السيرك. وبخصوص الأنشطة التي سيعرفها برنامج التظاهرة، سيكون الجمهور على موعد مع ورشات وندوات سيؤطرها مجموعة من الطلبة المجازين وخريجي المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي بالرباط، إذ سيسهرون على تنظيم ورشات مختلفة في العشرات من المراكز والمدارس في كل المدن، التي سينظم فيها المهرجان. وذكر المنظمون بأن المهرجان، الذي انطلق من المغرب سنة 2007 واحتضنت دورته الثانية سنة 2008 شبه الجزيرة الإيبيرية، يعود إلى المغرب، تزامنا مع الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي.