تختتم أوركسترا شقارة، وشباب الفلامينكو، فعاليات مهرجان الضفتين، في حلتها الثالثة، بحفل فني، ستقدمه الفرقتين الموسيقيتين يوم غد الجمعة، بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء.وتميزت هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس وسفارة اسبانيا بالمغرب والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، في إطار التعاون الاسباني - المغربي "المعتمد"، بمشاركة أكثر من 150 فنانا من المغرب وإسبانيا قدموا 23 عرضا، كما أن برنامج هذه الدورة شمل مجموعة من العروض الفنية من توقيع فنانين مغاربة وإسبان، إلى جانب إبداعات جاءت ثمرة تعاون بين فعاليات فنية تنتمي إلى الضفتين. وجلال شقارة، الحائز على الجائزة الوطنية للكمان المغربي، هو نجل عازف العود عبد الله شقارة، وحفيد الراحل عبد الصادق شقارة، مؤسس الأوركسترا، الذي أصبح جلال خلفا له، ومكملا لأعماله. وتتجلى أهمية أعماله في إبداعاته المنجزة في إطار علاقته بموسيقى الفلامينكو الأندلسية، فخلال العشر سنوات الماضية، شارك في عدة أعمال بتنسيق مع أسماء كبيرة، وشابة معروفة في الوسط الإسباني. وتأتي هذه المبادرة، في إطار التفتح على ثقافة الآخر، إذ أنه رغم اختلاف اللغة، والنمط الموسيقي لكل جانب، إلا أن لون الموسيقى يوحد بينهما، لتخلق أعمال فنية متميزة، تحظى باهتمام جماهيري كبير. وتهدف إدارة المهرجان، من خلال هذا العرس الفني والثقافي، الذي استمرت فعالياته تسعة أيام، استمتع خلالها الجمهور بعروض متنوعة، جمعت بين فن المسرح، والرقص، والسيرك، والسينما، والموسيقى، والأوبرا، إلى التحسيس بأهمية التعدد الثقافي، والحرص على تقديم أعمال مشتركة بين فنانين مغاربة وإسبان، كما أن مهرجان الضفتين يوفر إمكانية للتعايش والتفاعل بين كل الفعاليات، لمعرفة أنفسهم بشكل أفضل، وكي يتعلم كل طرف كيف يقدر ويحترم الآخر في تنوع مكوناته الثقافية، وتتضافر كل الجهود والخبرات للتأكيد على القيم المشتركة. وتميز برنامج التظاهرة، التي تنظم بكل من الرباط، والدارالبيضاء، وطنجة، ومراكش والجديدة، بحضور الفنانة المغربية إلهام لوليدي والإسبانية كارمين ألكايدي، اللتين قامتا بإنتاج فني مشترك يحمل عنوان "نساء المتوسط" ويشمل الطرب الأندلسي والموسيقى الإسبانية، ويمثل هذا الحفل دعوة إلى اكتشاف تراث مشترك، غني بنغماته وألحانه وبإيقاعاته، وأيضا بعظمة ورهافة شعره، وهو حفل تكريم تقيمه امرأتان تنتميان إلى ضفتين مختلفتين، تحاولان من خلاله، تكريم التقاء الحضارات، وهو تكريم للأندلس وللعالم المتوسطي ولزمن التعايش واحترام التعددية والاختلاف.