في ظل التطورات الخطيرة، التي تشهدها مدينة القدس، على ضوء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على بيت المقدس، يستضيف المغرب، اليوم وغدا الخميس، في الرباط، ملتقى دوليا حول القدس.تحضره دول عربية وإسلامية وغربية. ويتوخى الملتقى تحديد وضع المدينة المقدسة، والحفاظ على معالمها، وتحديد مسار المفاوضات بشأنها بين الجانيين الفلسطيني والإسرائيلي. وتعليقا على توقيت عقد "ملتقى القدس والدولي"، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أنه يأتي في ظرف "بالغ الحساسية" في ضوء التوترات، التي تشهدها مدينة القدس بشكل متوال، بسبب ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي. وشدد المسؤول المصري، في تصريح صحفي، أمس الثلاثاء بالقاهرة، على أهمية هذا المحفل العربي والدولي، الذي سيشهد مشاركة عربية ودولية مهمة، تسعى إلى بحث هوة الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي، بشأن الحقوق الفلسطينية في المدينة المقدسة، لافتا إلى ما يحمله هذا اللقاء من دلالات ورسائل، موجهة لكافة الأطراف. ووصل وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أمس الثلاثاء، إلى الرباط، حيث يشارك في أشغال ملتقى القدس الدولي، الذي ينعقد بدعوة من مؤسسة ياسر عرفات، بتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف، وتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون. وفي سياق متصل، دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، أول أمس الاثنين، مجلس الأمن، إلى الإسراع في التحرك لفرض احترام القانون الدولي، ووقف الأعمال غير الشرعية والعدوانية، التي تمارسها إسرائيل في المسجد الأقصى، بالقدسالمحتلة. وقال منصور في رسالة بعثها إلى رئاسة مجلس الأمن، التي تتولاها فيتنام هذا الشهر، إثر صدامات الأحد الماضي بين فلسطينيين وعناصر من الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى، إن "المجموعة الدولية لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي، فيما تستمر إسرائيل، القوة المحتلة، في ارتكاب الأعمال غير الشرعية والعدوانية، خصوصا في القدسالشرقية". ودعا المجلس إلى تحمل مسؤولياته "لفرض احترام القانون الدولي، والحيلولة دون أن يشهد الوضع الهش مزيدا من التدهور". وأضاف المندوب الفلسطيني أن على إسرائيل أن "تدرك أن المجموعة الدولية لن تعترف ولن توافق، على الأوضاع غير الشرعية، التي تحاول فرضها وترسيخها في الأراضي المحتلة، بما فيها القدسالشرقية"، مؤكدا ضرورة "تحرك عاجل لإرغام إسرائيل على وقف ممارساتها غير القانونية". وكانت بلدان عدة ومنظمات عربية وإسلامية أدانت سلوك الشرطة الإسرائيلية، الأحد الماضي، ودعت إلى الوقف الفوري لهذه الممارسات الاستفزازية. من جهته، كان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعا، بداية الأسبوع، إلى احترام الطابع المقدس للأماكن المقدسة في القدس الشريف، معربا عن "قلقه" لأحداث الأحد بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية بباحة المسجد الأقصى. وأوضحت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ميشيل مونتاس، خلال ندوة صحفية بمقر المنظمة، أن الأمين العام أعرب عن قلقه إزاء هذه الأحداث، وإزاء التوتر في القدس، ودعا إلى تهدئة الوضع .