توقع كل من مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، عبد الكبير العلوي المدغري، ورئيس مؤسسة ياسر عرفات، ناصر القدوة، أن يخرج الملتقى الدولي للقدس، الذي ستحتضنه الرباط يومي 28 و29 من الشهر الجاري، بتوصيات سيكون لها «تأثير على القرار السياسي»، في الوقت الذي أحجم المسؤول الفلسطيني عن الجواب عن سؤال عما إذا كان الملتقى سيكون فرصة للمصالحة بالنسبة إلى حركتي «حماس» و«فتح» ، مبررا ذلك بأن الملتقى ينبغي أن لا يخرج عن إطاره الذي عُقد من أجله وهو إعادة قضية القدس إلى الواجهة الدولية باعتبارها جوهر الصراع، خاصة في ظل الهجمات المتتالية على المدينة من طرف الاحتلال، وإن دعا في نفس الوقت إلى اعتبار الهجمات المتكررة التي يتعرض لها الفلسطينيون سببا كافيا للمصالحة. وأضاف المدغري، في الندوة الصحفية، التي عقدها مساء أول أمس الاثنين بالرباط، عشية انعقاد ملتقى القدس الدولي إلى جانب المسؤول الفلسطيني، أن هذا الاجتماع يدخل في إطار جهود لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس، والتي لبت دعوة مؤسسة ياسر عرفات لعقد هذا الملتقى، باعتبار أن «الظرف الخاص» الحالي، الذي تمر منه مدينة القدس والأقصى على وجه الخصوص، يستدعي اتخاذ مزيد من المبادرات من أجل إرجاع القضية إلى صدارة الاهتمام العربي والدولي. ويهدف الملتقى، الذي تحتضنه الرباط اليوم وغدا بدعوة من المؤسسة الفلسطينية، وبتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف وتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، والذي ستشارك فيه شخصيات سياسية بارزة عربية وأجنبية، إلى «خلق فرص» جديدة أمام القيادات السياسية والفكرية والدينية من أجل إرساء حوار بناء وسمح وهادئ من شأنه دعم جهود السلام والانخراط فيها. كما سيتدارس المشاركون الوضع في المدينة المقدسة على جميع الأصعدة السياسية والقانونية والإنسانية، ووضعها كنموذج للتعايش بين الديانات التوحيدية الثلاث. ونبه مدير وكالة بيت مال القدس الشريف إلى أن العدوان والهجوم على المسجد الأقصى أصبح متواصلا وبشكل يكاد يوميا، و تسعى من ورائه قوات الاحتلال إلى تقسيم المسجد الأقصى واحتلاله، محذرا المسلمين من مغبة الاستسلام للأمر الواقع الذي تريد إسرائيل فرضه عليهم من خلال الهجمات المتكررة على الأقصى والقدس الشريف، داعيا في نفس السياق، بعدما حذر أيضا من خطورة تلك الهجمات، الأمةَ الإسلامية إلى أن تهب لنصرة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ومن جهته، أشار ناصر القدوة، رئيس مؤسسة ياسر عرفات، بعدما ذكر بضرورة إرجاع قضية القدس إلى المكانة الخاصة والجوهرية التي تحتلها على كافة الأصعدة، إلى أن الملتقى سيكون فرصة من أجل إقامة حوار جدي وعميق على مستوى عال بين المسؤولين السياسيين والأكاديميين والدينيين، وهو ما من شأنه المساعدة على إيجاد حل للقضية الفلسطينية والقدس الشريف. وأضاف القدوة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تعطي سببا آخر إضافيا لمختلف الفصائل الفلسطينية قصد تجاوز الخلافات وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، مبرزا أن الوضع الحالي هو مناسبة ومبرر مناسب لتحقيق هذه المصالحة باعتبارها الطريق الوحيد الذي يمكن الفلسطينيين من الدفاع عن حقوق القدس ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.