قال عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، إن ملتقى القدس الدولي، الذي تحتضنه الرباط، اليوم وغدا الخميس، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، يهدف إلى خلق فرصة أمام القيادات السياسية والفكرية والدينية، من أجل إرساء حوار بناء، وسمح، وهادئ، من شأنه دعم جهود السلام، والانخراط فيها. وأضاف المدغري أن من أهداف الحوار، أيضا، الرجوع بالقدس الشريف إلى صدارة الاهتمام العربي والإسلامي والدولي، بوضعه السياسي والقانوني، موضحا أن الملتقى ينعقد بدعوة من مؤسسة ياسر عرفات، بتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف، وتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون. وأكد المدغري، في ندوة صحفية، عقدها رفقة ناصر القدوة، رئيس مؤسسة ياسر عرفات، أول أمس الاثنين بالرباط، أن الملتقى يدخل في إطار جهود لجنة القدس، التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن الملتقى ينعقد في ظل الهجمات الإسرائيلية على القدس الشريف، وأنه سيخلص إلى توصيات ستُبلغ إلى جميع الجهات ذات الصلة بالموضوع. وقال المدغري إن "العدوان الواقع على المسجد الأقصى أصبح مستمرا ودائما، ولن يتوقف بالنسبة للإسرائيليين، إلا إذا وصلوا إلى غاياتهم باحتلال المسجد الأقصى، أو تقسيمه، ولا حظنا، خلال الأحداث الأخيرة، أن الإسرائيليين منعوا المقدسيين من الوصول إلى المسجد الأقصى، مدعومين بوحدات من الجيش والأمن الإسرائيلي، لكن شباب القدس استطاع، بكل شجاعة واستماتة، أن يدافع عن المسجد الأقصى ويحميه". ونبه إلى الخطر، الذي يهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إذا لم تدافع عنه الأمم العربية والإسلامية، محذرا من العواقب الوخيمة للاستسلام لهذا الواقع المر. من جهته، أوضح ناصر القدوة أن ملتقى القدس الدولي يهدف إلى إعادة قضية القدس إلى الواجهة الدولية، والتأكيد على مركزيتها، باعتبارها جوهر الصراع، وإبراز الوضع الحالي للقدس على ضوء التطورات الأخيرة، والهجوم على المدينة المقدسة. كما يهدف الملتقى، حسب القدوة، إلى إظهار المكانة الدينية، والأهمية الثقافية، التي يتميز بها القدس الشريف، مع التركيز على الجانب السياسي، من خلال توفير مناخ لإقامة حوار جدي وعميق، بين المسؤولين السياسيين، والأكاديميين، والدينيين، وأهل الفكر والمعرفة. وأشار إلى أن الملتقى سيعرف حضور عدد من المسؤولين العرب والأجانب، والقيادات الدينية والخبراء في الشأن المقدسي، ما من شأنه تحقيق الأهداف المتوخاة، عبر إيجاد حل للقضية الفلسطينية. وحول الخلافات الداخلية، اعتبر القدوة أن الهجمة الإسرائيلية على القدس سبب كاف لتجاوز الفصائل الفلسطينية كل الخلافات، وتحقيق المصالحة الوطنية، من أجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وزحف الاستيطان الإسرائيلي.