تهاطلت على تطوان، وعموم المناطق المجاورة لها، صباح أول أمس السبت، أمطار طوفانية، استغرقت نحو ساعتين. وخلفت هذه التساقطات موجة من الهلع والحذر في صفوف السكان، سيما الذين توجد مساكنهم بمحيط مجرى واد المحنش، كأحياء كويلما، وكيتان، وموكلاتة، والطوب، وهي أحياء شعبية تتميز بكثافة سكانية عالية، وأيضا الأحياء الممتدة على سهل مرتيل، كما هو الشأن بالنسبة إلى حيي الإنارة، وعين ملول، وكلها تقع في منحدر أرضي. وتسببت الأمطار في تسرب مياه الواد الحار، بالنسبة إلى مجموعة من التجمعات السكانية، الواقعة قرب قنطرة واد المحنش، كما هو حال حي الأطلس. وكشفت هذه التساقطات، من جديد، تحفظا كانت عبرت عنه بعض المصالح الخارجية للجنة التقنية الولائية، الموكول إليها أمر الاستشارة التقنية، قبل الحصول على تراخيص البناء لبعض الأوراش الكبرى، ومنها ورش بناء العمارة الكائنة بشارع الجيش الملكي، التي تطلبت أشغال إنجازها إقامة أساس على عمق أكثر من عشرة أمتار، ما تسبب في الحيلولة دون تدفق مياه الأمطار إلى المجاري تحت باطن الأرض، وبالتالي، تجمع المياه في مساحة شاسعة من حي عين جديدة، وتدفقها إلى العديد من المنازل. وفي مرتيل دائما، غمرت مياه الواد الحار العديد من الأحياء، التي ظل سكانها، إلى جانب السلطات المحلية وأعوان المجلس البلدي، يعانون الأمرين، في غياب شركة أمانديس، التي يفترض، حسب قول المتضررين أن "تكون أول المتجندين لمساعدة السكان، والحيلولة دون تدفق مياه الواد الحار إلى منازلهم". وعلى طول الطريق الرابطة بين مرتيل وتطوان، تعثرت حركة السير، وتدفقت التيارات المائية القوية على مقر الوحدة 25 للقوات المساعدة، وغمرت محيط مدرسة "براعم الرازي"، الخاصة، وطريق مسجد الأمة، إضافة إلى مدخل حي السكنى والتعمير، وجنبات شاسعة من الطريق المزدوجة، المنجزة أخيرا، الرابطة بين تطوان ومرتيل.