"الخوف..الاكتئاب ..الترهيب ..الانعزال..محاولات الانتحار.."، إنها جزء من مجموعة من المخاطر، التي يتعرض لها القاصرون والقاصرات في مواجهة العنف الرقمي الممارس عليهم. ففي يوم دراسي بالدارالبيضاء، اليوم الخميس، سلطت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة "أتيك"، الضوء على مخاطر العنف الرقمي الممارس ضد القاصرين والقاصرات، من خلال استعراض "الممارسات الفضلى في مجال محاربة العنف الرقمي المبني على النوع ... المبادرات والبرامج الهادفة إلى حماية القاصرات والقاصرين". وكشفت جمعية "أتيك" في إحصاءاتها السنوية عن توصلها ب 112 حالة عنف رقمي ضد القاصرات والقاصرين في سنة 2020. هذه الحصيلة التي وصفتها رجاء حماين، منسقة مراكز الاستماع لجمعية التحدي للمساواة والمواطنة "أتيك" ب "الخطيرة"، أكدت من خلالها أن ظاهرة العنف الرقمي عرفت في السنوات الأخيرة انتشارا مهولا بسبب تطور وسائل التكنولوجيا ووسائل الاتصال والتواصل ما زاد من ارتفاع نسبة هذا النوع من العنف المبني على النوع. وكشفت الاختصاصية في تصريحها ل "الصحراء المغربية"، أن جمعية "أتيك" وقفت على حالات لطفلات وأطفال وقاصرات وقاصرين، تعرضوا ل "الابتزاز المالي والابتزاز الجنسي والتحرش الجنسي، وأيضا، التعرض لنشر صور حميمية أو نشر فيديوهات جنسية" وهو ما يدخل هؤلاء القاصرين والقاصرات في دوامة من الخوف والقلق والاكتئاب والترهيب والانعزال عن محيطهم العائلي والمدرسي والمجتمعي الذي وصل في حالات كثيرة إلى التفكير في الانتحار أو تنفيذه بالفعل. وأبرزت منسقة مراكز الاستماع أن هذه الحالات جرى استقبالها عن طريق لقاءات مباشرة داخل المؤسسات التعليمية، في إطار الحملات التوعوية والتحسيسية التي تقوم بها هذه الجمعية وتستهدف جميع الأسلاك التعليمية أو عن طريق طفلات وأطفال حضروا إلى مركز الاستماع بمقر الجمعية رفقة آبائهم. وفي هذا الصدد، قالت سعاد الطاوسي، خبيرة ومهتمة بقضايا الطفولة والمرأة - مديرة مؤسسة تعليمية، خلال الندوة، إنه من خلال اشتغالها إلى جانب جمعية التحدي على ملف العنف الرقمي لأزيد من 3 سنوات، خاصة على مستوى العمل الميداني الذي يركز على الرصد ومحاولة تحليل المعطيات، تبين أن العنف الرقمي في تصاعد مهول، وهو جعل الجمعية تتسائل عن "أي مبادرات وبرامج كفيلة وهادفة إلى حماية القاصرات والقاصرين وعن الممارسات الفضلى في مجال محاربة العنف الرقمي المبني على النوع خاصة لدى القاصرين والطفولة بشكل عام". الخبيرة والمهتمة بقضايا الطفولة، أبرزت أنه إذا كانت معظم الآليات القانونية تهتم بحماية هذه الفئة، فإنه ليس هناك أي توازن على أرض الواقع بينها وبين الأفعال المرتبطة بالعنف الرقمي والتي هي في تزايد وتطور مستمر. وعرجت المتخصصة على "ما فرضته الجائحة من دخول على العالم الرقمي بدون تهييئ مسبق لا نفسيا ولا اجتماعيا ولا ثقافيا ولا تربويا وهو الشيء الذي أدى إلى الإدمان على الانترنت، وأيضا ممن يمارسون هذا النوع من العنف، حيث استغلوا الفرصة لتطوير أساليب ممارساتهم أيضا"، مشددة على أن غياب التنسيق والتعاون بين كل التدابير والاستراتيجيات والقوانين يؤدي إلى ظهور حالات أكثر خطورة. وبخصوص المخاطر المرتبطة بالعنف الرقمي، قالت الطاوسي إنها "لا تمس فقط الأطفال والطفلات، والقاصرين والقاصرات، بل تمتد إلى المجتمع وبالتالي تمس مستقبله أخذا بعين الاعتبار المستقبل والتنمية وبشكل أساسي العنصر البشري الذي هو مهم جدا في أي بناء مستقبلي مجتمعي، خاصة في ظل وجود حالات خطيرة ومتنوعة وصلت إلى حد الاغتصاب والانتحار عن طريق العنف الرقمي".
تصوير: حسن السرادني توصلت بأكثر من 100 حالة عنف رقمي ضد القاصرين.. جمعية "أتيك" تستعرض الممارسات الفضلى لحمايتهم