في مدينة وجدة، تعرض طفل لا يتجاوز عمره أربع سنوات ونصف لاعتداء جنسي في إحدى المؤسسات الخاصة للتعليم الأولي، يوم الأربعاء 3 مارس الماضي، على يد أحد الأشخاص البالغين له علاقة بالمؤسسة التعليمية الخاصة، مسرح الاغتصاب.. اكتشفت الأم التهابات على مستوى دُبُر الطفل، مع خروج الدم منه عند قضاء الحاجة، قبل أن تقوم بعرضه على الأطباء الذين أكدوا واقعة الاعتداء الجنسي... وتعرض طفل في ربيعه الثالث عشر، يتابع تعليمه في إحدى الإعداديات، يوم 28 شتنبر الماضي، لهتك عرضه، بالعنف، تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وقد تربص الجاني بضحيته، قبل أن يضع قطعة قماش مبللة ب«السيلسيون الخانق»، حسب الشكاية التي تقدمت بها أسرة الطفل الضحية للجمعية. سقط الطفل الضحية مغمى عليه، بعد أن فقد وعيه، بفعل المخدر، في مكان معزول وخالٍ، حيث قام الجاني بالاعتداء عليه جنسيا واغتصابه. وما زالت القضية /الجريمة بين أيدي العدالة في محاكم وجدة... وسبق أن فتحت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية وجدة -أنجاد تحقيقا في قضية اعتداء جنسي على تلميذة من طرف أستاذها، في مركز إحدى مجموعات المدارس الابتدائية في وجدة، خلال الموسم الدراسي الماضي. وتعود تفاصيل الاعتداء على التلميذة، التي كانت تتابع دراستها في القسم الخامس، إلى صباح يوم الثلاثاء 15 أبريل 2008، عندما اختلى الأستاذ المعني بالأمر، البالغ من العمر 43 سنة، (متزوج وأب لثلاثة أطفال)، بضحيته الصغيرة، بعد أن طلب منها الدخول إلى الحجرة، قبل الساعة الثامنة صباحا، موعد الدخول إلى الأقسام، بحجة قراءة نص من النصوص من كتابها. ولما تبعتها 3 زميلات لها، أمرهن بالبقاء خارج الحجرة، حسب تصريح الضحية، وطلب منها تقبيله على الفم، لكنها رفضت وشرع في تقبيلها بالقوة، باحثا عن لسانها... وبعد أن أخلى سبيلها، أصيبت التلميذة البالغة من العمر 11 سنة بالغثيان، الأمر الذي جعلها تقصد المرحاض خلال الحصة الدراسية لعدة مرات بغرض التقيؤ. إذ ذاك، أخذها الفاعل إلى مدير المدرسة، طالبا منه تسليمها دفترَها الصحي، بحجة أنها مريضة، قبل أن يرسلها إلى بيت والديها، لتعود بعد ذلك مصحوبة بوالدها، الذي هرع إلى مكتب المدير ليصرخ بالفضيحة. وقام مدير المدرسة باستدعاء الأستاذ المتهم، الذي التزم الصمت، بعد مواجهة الطفلة ووالدها... وقد وجه مدير المدرسة الابتدائية تقريرا في النازلة إلى النيابة الإقليمية في وجدة، التي بعثت بدورها، لجنة نيابية للتحقيق في الموضوع مع المعنيين بالأمر واستمعت إلى التلميذة -الضحية ووالدها وإلى المدير وأستاذين وست تلميذات من زميلاتها، دون أن تتمكن من الاستماع إلى الأستاذ المتهم، الذي تقدم بشهادة طبية من طبيب اختصاصي في الأمراض العقلية والنفسية مدتها 10 أيام. وقد حررت اللجنة النيابية تقريرا مفصلا في الواقعة رفعته إلى النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، الذي رفع، بدوره، تقريرا في الاعتداء إلى الجهات المختصة... وقد اعتقلت عناصر الدرك الملكي المتَّهَم، صباح يوم الخميس 5 يونيو 2008، بتهمة التحرش الجنسي وهتك عرض قاصر من بين تلميذاته لا يتعدى عمرها 9 سنوات... وسبق لمدرِّس في مجوعة مدارس قرية في إقليمالناظور أن حاول الانتحار، يوم الأربعاء 15 يونيو 2005، بإلقاء نفسه في أحد الآبار، بعد أن اكتُشِف أمره المتمثل في الاعتداء الجنسي -وبطريقة شاذة- على مجموعة من تلميذاته، اللائي يتراوح عددهن ما بين 9 و14 تلميذة أو بين 10 و13 سنة، حسب بعض المصادر. وقام الفاعل بممارسة سلوكاته الشاذة على الطفلات البريئات، بشكل وحشي وشاذ. كما أكدت نفس المصادر أن المدرس عاود الكَرَّة للمرة الثانية، حيث كان قد ضُبِط سنة 2003 وتم طمس الواقعة، «خوفا من الفضيحة»، خصوصا أنه ينتمي إلى القرية. وحسب المصادر ذاتها آنذاك، فقد أقر المُدَرّس بأفعاله المشينة والشاذة –كتابة- في رسالة وقع عليها وسلم الاعتراف إلى مدير المدرسة، الذي أخبر النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية في نيابة الناظور... جريمة اغتصاب الأطفال تعد جريمة اغتصاب الأطفال من أبشع الجرائم التي يمكن أن تُرتكَب في حق أشخاص غالبا ما لا حول لهم ولا قوة، لأنهم صغار وقاصرون أو ضعاف أو تحت رحمة أقرب الأٌقربين أو تحت التهديد بأي وسيلة كانت قوة أو سلاح أو لقمة عيش.. أو غير ذلك من الوسائل التي تُمكّن الجاني المجرم من السيطرة على فريسته ومنعها من الإفلات من قبضته. كما يُعتبَر زنا المحارم الحالة الأبشع في الجرائم الجنسية وتفوق حتى بشاعة غرائز وحوش الغابة، حيث يستنكف الحيوان أن يؤذي صغاره أو صغار الآخرين ليفرغ مكبوتاته في جسد غير قابل لذلك ولا مستوعب له... «الاغتصاب عنف جسدي ونفسي يُرتكَب في حق شخص غير مستعد، جنسيا، وخاصة إن كان طفلا أو طفلة، مع العلم بأن أجهزته الجنسية غير ناضجة ولا مكتملة وفي وضعية ضعف»، يقول الدكتور الحسن خرواع، الاختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية والعقلية والأمراض الجسدية والنفسية والإدمان على المخدرات، ثم يضيف: «لكن العنف يكون أقوى وأكبر على الحالة النفسية، لأنه يُقصي الشخص ويؤثر عليه، حاضرا ومستقبلا وعائليا، وهو ما يعتبره العديد من الأخصائيين «أبشع من جريمة قتل». ومن الناحية القانونية، أصدرت الأممالمتحدة اتفاقية حقوق الطفل وصادقت عليها الدول الأعضاء عام 1990، وحددت هذه الوثيقة الطفل بأنه: «كل إنسان لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة، ما لم تحدد القوانين الوطنية سنا أصغر للرشد». ويوصف هذا الشخص المعتدي أو المريض بالانحراف الجنسي، لأن العلاقة الجنسية العادية تحدث ما بين شخصين بالغين، على الأرجح، أو من 15 سنة فما فوق، ومن جنسين مختلفين، ويكون ذلك بالتراضي من الطرفين، وإلا اعتُبر اغتصابا، ولو كانت زوجة... إذن، يعتبر الاغتصاب كذلك إذا تنافى التراضي، كاعتراض سبيل أو استغلال طفل قاصر واستدراجه بأشياء يحبها والتغرير به. شخصية المنحرف جنسيا «البيدوفيل» في ما يتعلق بشخصية المغتصب، فهو منحرف جنسيا وشاذ جنسيا، له رغبات ولذة جنسية لا يبلغها إلا بطريقة معينة، فالبيدوفيلياLa pédophilie هي «الميل جنسيا إلى الأطفال» أو الاعتداء على الأطفال جنسيا. و«البيدوفيل» أو الشخص المنحرف جنسيا والذي لا يجد متعته الجنسية إلا بممارستها مع الأطفال، هو -في بعض الأحيان- ذكي جدا، لأنه يمارس طرقا معينة لاستدراج الطفل، بعد أن يحدد ضحيته ويبحث عن أسهل الطرق للوصول إليه، ليستدرجه، مع العلم بأنه ليس سهلا استدراج كل الأطفال. وحتى يبقى مجهولا، فهو يتّخذ الاحتياطات اللازمة... إن المنحرف الجنسي لا يستطيع مقاومة دافعه الجنسي الهائج، حيث يعتبره الأطباء النفسانيون «حالة مرضية»، وتفوق الرغبة الجنسية للمنحرف قوة الرغبة العادية، حيث يمكن لهذه الأخيرة أن تنطفئ بالطريقة العادية وبسهولة مع الزوجة أو مع الخليلة أو مع باغية.. ورغم لا مشروعية بعضها، فإنها تعتبر أكثر أمنا وأقل ضررا. أما بالنسبة إلى فعل «البيدوفيل»، ففيه مجازفة ومخاطرة ومغامرة وصعوبة وركوب تحدٍّ.. وكلما صعب الوصول، كلما هاجت الغريزة واحتدت الرغبة وانعدم التفكير وغاب العقل وطغت «الحيوانية»، حيث يجد «المريض» متعة حتى في البحث عن الضحية، لإشباع غريزته. وهناك من تجاوزت رغبتهم الجنسية المنحرفة حدود الغريزة الحيوانية، حيث يمارسون شذوذهم على «جثة».. وهذا ما اصطُلح عليه ب«الميول الجنسي إلى الجثث» (La nécrophilie). ويرى الاخصائيون في علم النفس أن اغتصاب الأطفال يشكل نموذجا من نماذج الانحرافات الخطيرة، وتدل الإحصائيات العالمية والجهوية كذلك على أن الظاهرة في نمو مستمر. إن الجرائم الجنسية التي تمس الأطفال تشكل –إحصائيا- نسبة أكبر بكثير من الجرائم التي تُرتكَب ضد الأطفال (السن الوسطى 11 سنة، ولكن قد يتعرض الأقل سنا إلى الاغتصاب)، كما أن الفتيات أكثر تعرضا للاغتصاب من الذكور. وفي أغلب الحالات، يكون المجرم معروفا من قِبَل الضحايا والعائلة، حيث تبلغ النسبة %75 وحوالي %30 من المعتدين كانوا يعيشون مع الضحية، كالأب والأخ وعشيق الأم. كما أن عددا من المجرمين المغتصِبين ينتمون إلى محيط الضحية، كالبقال أو الجيران مثلا، أو أشخاص أوكلت إليهم الحراسة المؤقتة للطفل أو الاهتمام به، فيما تشير الاحصائيات إلى أن نسبة الغرباء تبلغ %25. ويرى الدكتور خرواع، الطبيب النفساني، أن المعتدين جنسيا على الأطفال لا يختلفون عن غيرهم من الناس، سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى الفكرية، لكنهم يختلفون في النمو النفسي والاجتماعي أو عندما يتعرضون لمتاعب الحياة التي تفوق طاقاتهم، فإنهم يبحثون عن «الراحة» في علاقاتهم مع الأطفال... ويمكن التمييز بين نوعين من مستغلي الأطفال جنسيا، إذ يجد الأول في نفسه ميلا إلى لأطفال منذ بداية نضجه الجنسي ويصبح الطفل هو موضوع الجانب الجنسي له، وحتى لو كان متزوجا وله أطفال، فإن هذه الرغبة تستمر معه نفسيا وتتحول إلى أطفاله. أما الثاني فقد يكون ميله إلى الأطفال نتيجة ضعف النمو الجنسي. وهذا النوع ينجذب إلى الأطفال، لرغبته في البقاء «طفلا»... أما عن الدوافع، فهناك سببان رئيسيان يدفعان المعتدي إلى تفضيل العلاقة الجنسية مع الأطفال، يرتبط أُولهما بنقص وضعف عقلي لديه، حيث يكون له عقل طفل في جسد رجل.. ويكون عاجزا عن إقامة علاقة مع الكبار. ويكمن السبب الثاني في كون المجرم المعتدي على الطفل تعرض لاعتداء في طفولته ولم يُعْتنَ به، نفسيا وعائليا واجتماعيا، فيكون بذلك مجرما /وضحية في آن واحد. إن شخصية المغتصب تتسم ببعض الصفات، كالانطوائية والبرودة في حياته الاجتماعية وعلاقاته مع الشريك الآخر. ويلاحَظ في كثير من الحالات اعتداء الأب على بناته، لفترات طويلة، وبعلم الأم وبموافقتها ضمنيا، إما لتجنب عنفه أو لأسباب نفسية خاصة بها، كالبرود الجنسي، وغالبا ما يفتضح الأمر عند ظهور الحمل... مضاعفات نفسية خطيرة لدى الطفل المغتصَب يعاني الطفل المغتَصَب، الذي يمارَس عليه الجنس، من عدة مضاعفات نفسية، وحتى إذا لم يكن ذلك بالعنف، تظهر في السنين الأولى التي تلي الاعتداء وإلا «تؤجَّل» إلى سن الرشد، ومنها الاضطرابات التي تتمثل في حالات القلق والانفعال، مرورا بحالات شدة الغضب والاكتئاب (La schizophrénie) والانهيار العصبي، وصولا إلى «انفصام الشخصية»، خصوصا إذا كان الطفل مهيئا لهذا المرض، وله قابلية لذلك، وهو من الأمراض الأكثر شيوعا والأصعب علاجا. ثم إن الطفل يعيش حيرة وارتباكا، حيث لا يعرف ما إذا كان عليه أن يحب ذلك الذي يمارس أفعاله الشاذة عليه أم يكرهه.. وهل تلك الأفعال تمارَس أم لا؟.. وهكذا يتعلق تفكيره بعدد من التساؤلات تلهيه عن دراسته وتشغله عن تحصيله وتعيق نموه وتخلق لديه شعورا وإحساسات تفوق قدراته وتفقده حياة متزنة. وعند وصوله سن البلوغ، تتولد لديه كراهية للجاني، ولو كان أباه، تتحول إلى رغبة ودافع في الانتقام قد يصل إلى حد القتل. أما على المستوى الأسَري، فبمجرد اكتشاف جريمة الاغتصاب، تتحول الحياة إلى جحيم يؤدي إلى تفكك الأسرة، بالإضافة إلى لفظ المجتمع للفاعل وانحراف المراهقين والأطفال المغتصبين وتعاطيهم أنواع المخدرات، لمحاولة نسيان لحظات قذرة عنيفة وارتكابهم الجرائم والاعتداءات... تعزيز الحماية من كافة أشكال العنف والإهمال والاستغلال تعززت هذه الحماية من خلال مقتضيات تشريعية جديدة تهم المجال الجنائي ومجال الشغل. جاء القانون رقم 24.03 (الصادر بتنفيذه الظهير رقم 207 بتاريخ 11 نونبر 2003) المتعلق بتغيير وتتميم مجموعة القانون الجنائي، بمقتضيات تتمثل في تجريم التحريض أو التشجيع أو تسهيل استغلال أطفال قاصرين في مواد إباحية، وذلك بإظهار أنشطة جنسية بأي وسيلة كانت، سواء أثناء الممارسة الفعلية أو بالمحاكاة أو المشاهدة أو تصوير للأعضاء الجنسية للأطفال، يتم لأغراض ذات طبيعة جنسية (الفصل 503.2)، وتشديد العقوبات بالنسبة إلى أفعال جرمية مختلفة تمس الطفل في جسده أو صحته أو كرامته، ومن ذلك تحريض أو تشجيع القاصرين على الدعارة أو البغاء (الفصل 497)، عدم التبليغ عن جناية أو محاولة ارتكابها كان ضحيتها طفل يقل سنه عن 18 سنة (الفصل 299)، ارتكاب جريمة البغاء في حق قاصر دون الثامنة عشرة (الفصل 499)، وتصل العقوبة إلى السجن المؤبد، إذا ارتُكبت الجريمة بواسطة التعذيب أو أعمال وحشية (الفصل 499.2).