ما تزال حوادث اغتصاب الأطفال تقض مضجع ساكنة إقليمالناظور والمناطق المحيطة به بعد توالي الأحداث التي تورط فيها أشخاص بالغون في الاعتداء جنسيا على قاصرين. فبعد حادثة الطفل «توفيق» (7 سنوات)، والقاصر (13 سنة) الذي اغتصبه أحد أعيان مدينة العروي قبل شهر، جاءت حادثة ثالثة تمثلت في اغتصاب طفلة قاصر يعتزم والدها الكشف عن تفاصيل ملف الاعتداء عليها خلال الأيام القليلة المقبلة. وعلمت «المساء» أن تعدد حوادث الاعتداء على أطفال وانتشارها جعل عددا من الناشطين الجمعويين يفكرون في تأسيس جمعية لمناهضة الاعتداء الجنسي على الصغار في منطقة الريف بشكل خاص. واعترف الناشط الجمعوي أمين الخياري في حديث مع «المساء» من جانبه بأن حوادث الاغتصاب كثيرة إلى درجة يصعب حصرها وأرجع السبب الرئيس إلى إهمال الآباء. وقال الخياري: «من خلال عملنا الميداني اكتشفنا بأن أغلب حوادث الاغتصاب يرجع سببها إلى إهمال الوالدين الذين يتركون أبناءهم عرضة لمن هب ودب في الشارع أو داخل منازل الجيران حيث يتعرضون لاعتداءات جنسية». ويؤكد الخياري، وهو عضو اللجنة الوطنية لدعم ملف الطفل توفيق، الذي تؤكد أسرته أنه تعرض لاغتصاب على يد أحد الجيران، أن الوقت حان لكي يتحرك الإطار الجمعوي في الناظور لتحريك ملفات اغتصاب الأطفال، وتشكيل لجان لمتابعة قضاياها أمام المساطر القانونية والقضائية «فلقد اكتشفنا من خلال متابعتنا لملف الطفل توفيق بأن هناك مكامن خلل في القانون وفي اشتغال بعض من الأجهزة الأمنية والقضائية في التعامل مع مثل هذه الملفات البالغة الخطورة». وتنتقد جمعيات تهتم بالطفولة في الناظور ما تسميه ب «التساهل» في التعامل مع ملفات الاعتداء على أطفال «إذ كيف يعقل أن يتم إطلاق سراح من يثبت في حقه الاعتداء الجنسي على طفل، ثم يتابع في حالة سراح ليتم إقبار الملف في نهاية المطاف بعد سلسلة من التأجيلات غير المبررة». ومن القضايا التي تشغل بال المهتمين في مدينة الناظور قضية اغتصاب الطفل «ع» بمدينة العروي، الذي اعتدى عليه أحد أعيان المدينة، في الأربعينات من عمره، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، حسبما جاء في رواية أب الضحية، الذي أوضح ل«المساء» أنه جدد رفضه مبادرة للصلح مع المتهم وقال: «سألجأ إلى كل المساطر القضائية للدفاع عن حق ابني». وذكر الأب أن ابنه عاد إلى صفوف الدراسة بعد جهد جهيد لكن «بنفس منكسرة محبطة وهو على كل حال ما يزال يتلقى حصصا في العلاج النفسي عند اختصاصي». وكان الطفل الذي يتابع دراسته في المرحلة الإعدادية (الثامنة) قد خرج ليلة الاعتداء عليه من منزله فصادف المتهم واقفا بجانب سيارته، فطلب منه الركوب إلى جانبه ثم شرع يتجول معه في أنحاء المدينة الصغيرة قبل أن يتوجه إلى مرأب منزله، حيث أجبره على مشاهدة أفلام جنسية قبل اغتصابه تحت تهديده بالقتل. أب الضحية أكد ل«المساء» أنه سارع للبحث عن ابنه وصعق عندما علم أنه برفقة المتهم الذي له سمعة سيئة ويروج أنه يعتدي جنسيا على الأطفال» يوضح الأب، مضيفا «اقتحمت المرأب فوجدت المتهم يلبس سرواله وابني في حالة يرثى لها فسارعت للاتصال برجال الأمن الذين حضروا إلى عين المكان». وتشير المعطيات إلى أنه تم اعتقال المتهم لمدة يومين قبل أن يتم إطلاق سراحه برغم ثبوت حالة التلبس، وهو ما أثار غضب أسرة الضحية التي تسلمت شهادتين طبيتين من طرف طبيب بمدينة العروي وآخر اختصاصي بمدينة بركان تؤكدان تعرض الطفل «ع» للاغتصاب من دبره الأمر الذي ألحق به ضررا جسديا بالغا.