عاشت عدة مدن مغربية، خلال الأسبوع الجاري، على وقع جرائم قتل بشعة راح ضحيتها أطفال أبرياء في عمر الزهور، بعد أن سقطوا بين مخالب ذئاب بشرية، سرقت منهم أحلام الطفولة، وحولتهم إلى جثث وغيبتهم عن عالمنا، ياسين وخليل...إعادة تمثيل أطوار جريمة اغتصاب وقتل طفل بسيدي مومن والقائمة مليئة بأسماء أطفال، فارقوا أحضان عائلاتهم بين عشية وضحاها على يد مجرمين، انتزعوا البسمة من شفاههم، وحولوا حياة عائلات إلى جحيم لا يطاق. مسرح هذه الجرائم أحياء شعبية، إذ وقعت الجريمة الأولى بحي سيدي معروف أولاد حدو، التابع لمقاطعة عين الشق، وذهب ضحيتها طفل يبلغ من العمر 12 سنة، فيما كان حي إفريقيا التابع لمقاطعة ابن امسيك مسرحا للجريمة الثانية، التي أودت بحياة طفل صغير لا يتجاوز عمره ست سنوات، فيما ارتكبت الجريمة الثالثة بحي النسيم بالدارالبيضاء، والرابعة بأحد أحياء مدينة العيون. عائلات مكلومة والمصاب جلل لم يكن الركراكي بوجطاطة، والد الضحية، خليل بوجطاطة، يظن أن أيادي آثمة ستسرق منه متعة رؤية فلذة كبده يكبر أمام عينيه، ويلج المدرسة لأول مرة في حياته، ليكبر خليل وتكبر معه طموحاته وآماله، كما لم يكن الأب يتوقع أن يفقد ابنه بقدرة بشر، وفي لحظات مرت عليه كلمح البصر، أكد الأب في اتصال هاتفي مع"المغربية"، عقب الحادث أن المتهم اتصل به ثلاث مرات، الأولى الجمعة الماضي، من هاتفه المحمول، وطالبه بدفع فدية 10 ملايين سنتيم لاستعادة ابنه، وحينها، قال المتهم للأب "واش كتقلب على خليل؟ راه ولدك عندي، وايلى ابغيتيه، جيب 10 ديال المليون، راه زوهري، ودمو يساوي الملايين"، وأقفل الخط، قبل أن يعاود الاتصال مرتين، الاثنين الماضي، من هاتف عمومي، لكن مع تغيير الصوت، وقال له "واش فكرتي؟ راه ولدك توحشك؟ واش وجدتي لفلوس؟"، فأجاب الأب "أنا معاك"، وقاطعه المتهم "البوليس اللي اتصلتي بيه، آش نديرو معاه؟"، فرد الأب "أنا معاك غير جيب لي ولدي، نعطيك لفلوس، والبوليس غادي ندبر راسي معاه، هاديك مشكلتي نحلها براسي". من جهتها، لم تستطع زينب بوجطاطة، عمة الطفل الضحية، استيعاب تفاصيل ما حدث وعادت بشريط الأحداث إلى الوراء، وأكدت ل"المغربية" أن ابن شقيقها الضحية اختفى يوم الجمعة المنصرم، عندما عاد من المدرسة، وقال لوالدته إنه سيذهب عند والده، الذي كان عند الحلاق، القريب من المنزل، لكنه تأخر في العودة، فهرولت والدته نحو محل الحلاق لكنها لم تجده، فبحثا معا عنه لدى منزل أسرة الأب القريب من منزل أسرة الضحية، لكن دون جدوى، فاضطر الأب للذهاب إلى العمل من أجل تسجيل حضوره والعودة للبحث عن ابنه، ليبدأ مسلسل الاتصالات الهاتفية والمطالبة بالمال. أضافت العمة أن والد الضحية اعتقد، في البداية، بعد تلقيه الاتصال الهاتفي، أن فردا من العائلة يمازحه، وعاد إلى زوجته يخبرها أن شخصا ما أخذ الولد ويمازحه وسيعيده إلى البيت، لكن عندما لم يعد، تيقن أنه اختطف وذهب إلى الشرطة ليبلغ عنه، وأبرزت أن عناصر الشرطة شكت في كل واحد في العائلة، دون استثناء، للكشف عن اختفاء الطفل. في السياق ذاته أوضحت العمة العمة أن الرقم الهاتفي للمتصل، كان الخيط الأول، الذي أوصل الشرطة إليه، ليتبين أن المتهم يقطن بمحيط أسرة الضحية، وحضرت عناصر الشرطة، مساء يوم الاثنين الماضي، لاعتقال المتهم من داخل المنزل، حيث عثرت على جثة الضحية، التي بدأت في التعفن والتحلل، ورائحتها تزكم الأنوف. داهمت عناصر الشرطة القضائية المنزل مسرح الجريمة، وتمكنت من اعتقال المتهم، ونقلت جثة الضحية إلى مستودع الأموات من أجل التشريح الطبي، في حين اعترف المتهم، خلال التحقيق معه، بقتل الضحية، وأن الأشخاص الذين كانوا معه لا علاقة لهم بالموضوع، مضيفا أنه كان ينوي الحصول على المبلغ من والدي الضحية ثم يغادر إلى مكان بعيد ويتخلص من الجثة، ليبعد الشبهات حوله. وأبرزت المصادر أن عناصر الشرطة لقيت صعوبة كبيرة في إخراج المتهم من منزله، بعد تجمهر عائلة الضحية وسكان الحي حوله، الذين طالبوا بالقصاص منه. عند تلقي خبر وفاة الطفل مقتولا، أغمي على والدة الضحية، ونقلت إلى المستعجلات، بعدما أصيبت بصدمة عصبية، ولم تعد تردد على لسانها سوى أنها تنتظر ابنها للعودة مع والده، ولم تصدق، إلى جانب والده وباقي أفراد العائلة المكلومة، أن خليل اختطف وأنهيت حياته البريئة في غفلة منهم. جلادون يكتمون صوت الطفولة من جهتها، لم تدرك فاطمة جويمة، والدة الطفل ياسين مساعد (12 سنة)، معنى القولة المأثورة "اتق شر من أحسنت إليه" إلا بعد فوات الآوان، ولم تشك للحظة في أن استضافتها للمتهم (محمد. ب)، الذي يبلغ من العمر 19 سنة والمتحدر من مدينة إمنتانوت، خلال إفطار رمضان الماضي في بيتها، رفقة أطفالها، سيكون وبالا عليها، وأن هذا الشاب سيقابل الخير والإحسان بفعل الشر. قالت الأم المكلومة ل"المغربية"، إنها لم تتمالك أعصابها حين رأت لون طفلها، وقد أصبح أزرق قاتما من شدة الخنق، وتضيف بصوت مبحوح "ولد لحرام، جازاني، وقتل لي كبدتي، رمضان كولو وأنا كنفطرو، حرام عليه". وأضافت الأم المكلومة، بصوت محتنق، إنها لم تعتقد أن يتعرض ابنها للاغتصاب من قبل الشاب المذكور، الذي قالت إنها عاملته مثل ابنها الأكبر (22 سنة)، مؤكدة أنها "لولا ألطاف الله، للقيت ابنتي، التي تبلغ 14 سنة، المصير نفسه، ذلك أن القاتل طلب من الضحية مرافقة شقيقته، أيضا، من أجل تسليمهما الهدايا". وأكدت مصادر "المغربية" أن مصالح الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني عين الشق، بالدارالبيضاء، بمجرد ما علمت، أول أمس الثلاثاء، بتعرض طفل لجريمة هتك عرض وقتله، بحي سيدي معروف، انتقلت إلى عين المكان، وعملت، بتنسيق مع الفرقة الوطنية، التي انتقلت إلى مدينة إيمنتانوت، وألقت القبض على المغتصب/القاتل. ومن المقرر أن تعيد مصالح الشرطة القضائية لأمن الحي الحسني، بعد انتهاء التحقيق مع المتهم، تمثيل جريمة اغتصاب وقتل الطفل ياسين. يتحدر المتهم المذكور من منطقة إيمنتانوت، نواحي مدينة مراكش، وهو متهم باغتصاب الطفل، وقتله في مرآب منزل كان يكتريه بتجزئة النسيم، بحي سيدي معروف. وأوضحت المصادر ذاتها أن المتهم تعرف على ضحيته ،أخيرا، بحي النجاح بسيدي معروف، خلال رمضان الماضي، ولأن المتهم لا ينتمي إلى الدارالبيضاء، ولا يعرف أحدا من سكانها، كانت والدة الطفل/الضحية تطلب من ابنها دعوة المتهم إلى تناول وجبة الإفطار صحبة العائلة، لتتوثق العلاقة بين عائلة الضحية والمتهم، قبل أن ينتقل للسكن بتجزئة النسيم بالحي ذاته. تركت الأم طفلها، الأحد الماضي، رفقة المتهم بالمرآب، الذي يكتريه بالحي، وغادرت صوب منزلها، لينفرد الأخير بالطفل ويمارس عليه الجنس، قبل أن يضع حدا لحياته ويلوذ بالفرار. وبعد عودة الأم لمنزل المتهم للسؤال عن ابنها، الذي تأخر في الالتحاق بالبيت، سألت الحارس الليلي، فأخبرها أن المحل مغلق، منذ مدة، وأن أحدا لم يأت إليه، حينها، ساورت الأم شكوك قوية حول تعرض طفلها لمكروه، واتصل سكان الحي بصاحب المنزل، الذي حل للاستفسار عما يحدث، فطالبته والدة الضحية بفتح المرآب، لكنه رفض ذلك وغادر المكان. أباء يغتصبون أبناءهم في صمت وفي السياق ذاته، أحالت الدائرة الأمنية بسيدي معروف بالدارالبيضاء، أخيرا، على الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني عين الشق، أبا متهما بالاعتداء الجنسي على ابنه، الذي لم يتجاوز عمره 4 سنوات، بمنطقة سيدي معروف بالدارالبيضاء. وأفادت مصادر "المغربية" أن عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني عين الشق، اعتقلت المتهم بعد الشكاية التي رفعتها زوجته، وتفيد من خلالها أن الأب كان يستدرج ابنه البالغ من العمر أربع سنوات إلى داخل الحمام الموجود بالمنزل، بدعوى أنه سيقوم باستحمامه ليمارس عليه الجنس إلى أن يشبع رغباته. وأفادت المصادر أن أم الضحية، صرحت أمام عناصر الشرطة، أن ابنها بدأت تظهر عليه أعراض المرض، نتيجة الاعتداءات الجنسية المتكررة، وأنها توجهت رفقته إلى أحد الأطباء بالمدينة، لإجراء فحص طبي له، إذ أكد لها الطبيب تعرض الضحية لاعتداء جنسي، منذ مدة طويلة، وسلمها شهادة طبية، تثبت هذا الاعتداء، وحدد نسبة العجز في 20 يوما. وأضافت مصادرنا أن الأم هرولت من هول الصدمة نحو مصلحة الديمومة بالدائرة الأمنية سيدي معروف، لتقديم شكاية في الموضوع، أوضحت فيها ملابسات الحادث، كما تحدثت عن الاعتداءات الجنسية المتكررة التي تعرض لها الطفل من أقرب الناس إليه. وفي سياق متصل، أحال وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة العيون، خلال بداية الأسبوع الحالي، سائقا بإحدى المؤسسات الخاصة التعليمية، يبلغ من العمر 30 سنة، بتهمة هتك عرض قاصر لم يتجاوز سنته الرابعة. وحسب مصادر «المغربية»، فإن القضية أحيطت، في البداية، بسرية كاملة، قبل أن تخرج عائلة الطفل الضحية عن صمتها، رغم مساعي مسؤول المؤسسة التعليمية لثني العائلة المصدومة عن تقديم شكاية في الموضوع إلى الوكيل العام للملك لدى المحكمة الابتدائية بالعيون.