اهتزت مدينة الدارالبيضاء، خلال اليومين الأخيرين، على وقع جريمتي قتل بشعتين أوديتا بحياة طفلين بريئين، أما مسرحا الجريمتين فكانا حيين شعبيين، حيث وقعت الأولى بحي سيدي معروف أولاد حدو، التابع لمقاطعة عين الشق، وذهب ضحيتها طفل يبلغ من العمر 14 سنة، فيما شهد حي إفريقيا التابع لمقاطعة ابن امسيك الجريمة الثانية والتي أودت بحياة طفل صغير لا يتجاوز عمره ست سنوات. لم تكن فاطمة جويمة، والدة الطفل ياسين مساعد (12 سنة)، تظن أن إحسانها إلى أبناء السبيل واستضافتها لأحد الشبان خلال جلسات الإفطار في رمضان الماضي رفقة أطفالها بمنزلها المتواضع سيكون وبالا عليها وأن هذا الذئب سينهش لحم فلذة كبدها، «أنا عزيز عليا ولاد الناس، كان كيفطر عندنا في سبيل الله، كما قام بإصلاح بعض الأثاث بالمنزل»، تقول الأم التي آلمها فراق ابنها. المتهم (محمد. ب)، الذي يبلغ من العمر 19 سنة والمنحدر من مدينة إمنتانوت، استقر مؤخرا -حسب والدة الضحية- بحي النجاح للعمل بمحل لصنع الأثاث المنزلي. ومنذ حوالي أسبوع، انتقل للعمل بمحل يوجد بتجزئة النسيم بنفس الحي. وخلال هذه المدة -تروي والدة الطفل والدموع لا تفارق عينيها- بدأ يتردد كثيرا على منزل الضحية ويطلب من هذا الأخير القدوم رفقة أخته الصغيرة لتسلم هدايا اشتراها له ولأخته قبل سفره. وحسب رواية عدد من الشهود، فقد عمل على استدراج الطفل الضحية إلى ورشة لصنع الأرائك قبل أن يعمل على تجريده من ملابسه واغتصابه بطريقة وحشية. وعلى إثر الشكاية التي تقدمت بها والدة الضحية حول اختفاء ابنها، وترددها على مصالح كل من دائرة الشرطة بسيدي معروف صباح أول أمس الاثنين وعلى مصالح الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية بالحي الحسني عين الشق زوال نفس اليوم، تحركت عناصر الشرطة بدائرة سيدي معروف، وتم اقتحام مكان الجريمة في الساعة الواحدة والنصف زوالا ليجد عناصر الشرطة والمحققون جثة الطفل عارية وعليها آثار الاعتداء الجنسي. ويرجح -حسب مصادر قريبة من التحقيق- أن يكون الضحية قد بدأ في الصياح وإطلاق صرخات الاستنجاد لحظة اغتصابه، مما دفع جلاده ومغتصبه إلى كتم أنفاسه حتى الموت. وفور الانتهاء من جريمته الشنعاء، لاذ الجاني بالفرار، قبل أن يتم اكتشاف جثة الضحية عارية داخل الورشة. هذا، وقد بادرت مصالح الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية عين الشق بالحي الحسني إلى فتح تحقيق في الموضوع وتعميم مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حق الجاني. وعلى إثرها، انتقلت عناصر الفرقة إلى مسقط رأس الجاني حيث ألقي عليه القبض صباح أمس لحظة وصوله إلى دوار «بوابوط» بمدينة إمنتانوت. «لا حول ولا قوة إلا بالله.. هاذ الشي كثر بزاف. عمر هاذ الشي ما وقع فهاذ الحي»، واحدة من عبارات الحسرة والتذمر التي جاءت على ألسنة سكان حي إفريقيا وهم يتابعون مشهد القبض على المجرم الذي يبلغ من العمر 26 سنة ويدعى «مراد». هذا الأخير اعترف لرجال الشرطة الذين داهموا مسكنه بأنه القاتل الفعلي لطفل صغير لا يتجاوز عمره ست سنوات. وحسب مصادر متطابقة، فإن خيوط القضية تعود إلى الأيام الأخيرة الماضية حين اتجه أفراد إحدى العائلات إلى اقرب دائرة أمنية قصد تسجيل طلب بحث لفائدة العائلة بعد أن اختفى الطفل الضحية ذو ال6 سنوات وغاب عن بيت والديه. وتضيف نفس المصادر أن الأجهزة الأمنية أولت القضية اهتماما بعد أن عاد أفراد عائلة الضحية لإبلاغ الشرطة بتلقيهم مكالمات هاتفية من شخص مجهول يطالبهم بفدية مالية كبيرة (حوالي 10 ملايين من السنتيمات) لقاء إطلاق سراح الطفل الذي أضحى محتجزا كرهينة على شاكلة ما تصوره الأفلام السينمائية. ووفق تفس المصادر، فإن مصالح الشرطة القضائية كثفت من تحرياتها وأبحاثها، كما عملت على تتبع الاتصالات الهاتفية التي كان يجريها المختطف مع أهل الضحية قبل أن تتمكن من إيقاف الجاني مساء يوم الاثنين. وتضيف نفس المصادر أن نهاية حادث الاختطاف كانت محزنة بعد أن صعق الفريق الأمني بعثوره على الطفل، ضحية الاختطاف المفعم بالبراءة، وهو جثة هامدة بين يدي الجاني. وأضاف شهود عيان أن جثة الطفل تعفنت وبدأت روائح كريهة تنبعث من شقة الجاني عند مداهمتها. في نفس السياق، أحال وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة العيون، خلال بداية الأسبوع الحالي، سائقا بإحدى المؤسسات الخاصة التعليمية يبلغ من العمر 30 سنة، بتهمة هتك عرض قاصر لم يتجاوز سنته الرابعة بعد. وحسب مصادر «المساء»، فإن القضية أحيطت، في البداية، بكامل السرية قبل أن تخرج عائلة الطفل الضحية عن صمتها، رغم مساعي مسؤول المؤسسة التعليمية لثني العائلة المصدومة عن تقديم شكاية في الموضوع إلى الوكيل العام للملك لدى المحكمة الابتدائية بالعيون.