لفظ ستة أطفال، منذ بداية الأسبوع الجاري، أنفاسهم الأخيرة بالمستشفى الإقليمي السلامة بقلعة السراغنة، متأثرين بمخلفات لسعات العقارب السامة. في حين لقيت بتلميذة كانت تدرس بالمستوى السادس ابتدائي بأولاد زاد الناس التابعة لمجموعة مدارس الجبابرة بالجماعة الترابية سكورة الحدرة التابعة لقيادة أولاد اتميم بإقليم الرحامنة، مصرعها بمقر منزل العائلة جراء تعرضها للسعة عقرب، لتتواصل الإصابات والوفيات بلسعات العقارب في الارتفاع على مستوى جهة مراكشآسفي. وحسب مصادر مطلعة، فإن الأطفال الستة نقلوا في البداية إلى المستوصفات الصحية القريبة من منازلهم غير أن غياب المصل المضاد للسعات العقارب، دفع أولياء أمورهم لنقلهم إلى المستشفى الإقليمي لإخضاعهم للإسعافات الأولية، إلا أن انتشار سم العقرب بمختلف أنحاء جسد الضحايا عجل بوفاتهم، ما جعل الجمعيات الحقوقية تحتج على غياب الأمصال بمختلف المستوصفات والمراكز الصحية القريبة من مختلف التجمعات السكنية البعيدة عن المستشفى الإقليمي لمدينة قلعة السراغنة. وفي هذا الصدد، أوضح احمد بلمان رئيس الفرع الإقليمي للجمعية المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن وفاة ستة أطفال في ظرف وجيز وبسبب سم العقارب، يعبر بالملموس عن الوضعية الكارثية للمنظومة الصحية بالإقليم ، محملا مسؤولية ماوقع للمسؤولين عن قطاع الصحة بقلعة السراغنة، ورؤساء المجالس الجماعية المطالبين بتوفير سيارات إسعاف مجهزة بالوسائل التي تمكن من تقديم الإسعافات الأولية للمصابين. وكانت المديرية الجهوية للصحة نظمت العشرات من الحملات التحسيسية بالمناطق الأكثر تعرضا للسعات العقارب، ودعت من خلالها إلى ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتفادي مزيدا من الضحايا، كما شددت على ضرورة نقل المصاب في أسرع وقت إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج الطبي بدل اللجوء إلى العلاجات التقليدية التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الصحي للمصاب. وحسب المديرية الجهوية للصحة بجهة مراكشآسفي، فإن حوالي 70 في المائة من حالات لسعات العقارب يتم تسجيلها داخل البيوت، وأن 68 في المائة من الإصابات تم تسجيلها على مستوى الأيدي والأرجل، ما جعلها تدعو في حملاتها التحسيسية إلى تفادي مشي الأشخاص حفاتا، وكذا اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند لمس الأحجار أو الخشب أو عند إزالة الأعشاب. وأوضحت المديرية الجهوية للصحة أن العدد الأكبر من الإصابات على صعيد الجهة يسجل بإقليمي الصويرةوقلعة السراغنة وأكبر نسبة يقع بين شهري ماي وشتنبر، فيما تبلغ ذروة الإصابات خلال شهري يوليوز وغشت. وتعتبر جهة مراكشآسفي من بين الجهات المشهورة بانتشار العقارب السامة، وتحتل المرتبة الأولى وطنيا في لسعات العقارب، حيث سجلت حوالي 8662 لسعة خلال السنة الماضية، توفي منها 23 ضحية. وتعاني هذه الجهة أكثر من غيرها من لسعات العقارب، حيث يقدر عدد حالات لسعات العقارب ب 8000 حالة سنويا من أصل 30 ألف حالة وطنيا، خاصة بأقاليم الرحامنة وقعلة السراغنة والصويرة وشيشاوة، وتساهم تربة المناطق القروية على تكاثر نسبة العقارب بشكل كبير، لاسيما مع بداية فصل الصيف واشتداد الحرارة، إذ يكون المناخ ملائما لتكاثر هذه الحشرات المسمومة، وغالبا ما تكون لسعاتها قاتلة ومسمومة، بالنسبة للضحايا في المناطق البعيدة عن الخدمات الصحية والأطفال الصغار منهم على وجه الخصوص، لعدم قدرتهم على المقاومة.