تعد منطقة دكالة بإقليم الجديدة، من المناطق المشهورة بانتشار العقارب السامة ،وتحتل المرتبة الثالثة على مستوى الحوادث المرتبطة بالتسمم الناتج عن لسعات العقارب على الصعيد الوطني، بعد كل من قلعة السراغنة وإقليم سطات. وتساعد تربة منطقة دكالة وكثرة الأحجار فيها على تكاثر العقارب بشكل كبير، ولا سيما، مع بداية فصل الصيف واشتداد الحرارة، حيث يكون المناخ ملائما لتكاثر هذه الحشرات المسمومة. وتشير المعطيات المتوفرة في هذا الباب، إلى أنه كلما كان الطقس حارا، كلما ساعد ذلك على انتشار سريع للحشرات السامة من بينها العقارب السوداء التي تعتبر من أخطر السموم، لكون لسعاتها غالبا ما تكون قاتلة، بالنسبة للضحايا في المناطق البعيدة عن الخدمات الصحية الأطفال الصغار منهم على الخصوص. وتعاني المستوصفات في القرى و البوادي النائية،من انعدام دواء مضاد للسعات العقارب حتى أن الممرضين في هذه المؤسسات الصحية، كلما سئلوا عن أمصال ضد سم العقارب،لا يجدون ما يقدمون من أجوبة إلا تبريرات مختصرة في أن الوزارة منعت دواء العقارب. ويستغرب سكان هذه المداشر مستوصفات في مناطقهم بدون دواء مضاد لسم العقارب، حيث إن أغلب الحالات التي يتعرض فيها الضحايا للسعات العقارب، ولا يتم إسعافهم في الوقت المناسب تنتهي بالموت، خصوصا الاطفال الصغار لضعف القدرة لديهم على المقاومة. وتؤكد الإحصاءات، أن الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب، تحصل في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن الخامسة، وذلك بسبب التأخير في تقديم الإسعاف للضحية، والذي غالبا ما يكون سببه البعد عن المستشفى و غياب سيارة الإسعاف. ويبقى على مندوبية وزارة الصحة بإقليم الجديدة أن تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من الإكراهات المتمثلة في غياب أمصال ولقاحات ضد السموم في المستوصفات وبعد المستشفى الإقليمي عن عدد من المناطق وكذا قلة سيارات الإسعاف فيها، وتقوم بتقريب الخدمات الصحية وتوفير اللقاحات المضادة لسم العقارب في هذه الأماكن للحد من عدد الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب. وفي تصريح لبيان اليوم، عبر أحد سكان جماعة أولاد حمدان بخصوص انعدام مضادات سم العقارب بالمستوصف بالجماعة، بقوله : «من غير المعقول أن لا يتوفر مستوصف على دواء لسم العقارب التي تكثر في فصل الصيف ،وتهدد حياتنا وحياة أبنائنا». والواقع أن مندوبية الصحة بالجديدة لا تزور المناطق القروية المعزولة لتعرف حجم معاناة سكانها والرعب الذي يعيشونه طيلة فترات الصيف بسبب حشرة العقرب، ولم تتخذ أي إجراءات عملية لحماية أطفال البادية من سم هذه الحشرة القاتلة. وتكتفي المندوبية بتنظيم لقاءات تحسيسية بالمدينة لا يصل صداها إلى العالم القروي حيث الحشرات السامة تهدد حياة السكان، نموذج ما فعلته مندوبية وزارة الصحة، السنة الماضية عندما نظمت لقاء تحسيسيا بمقر العمالة تحث شعار «معا لإنقاذ أطفالنا من الموت بلسعة العقرب» شارك فيه ثلة من الأطباء. إلا أن الغاية من هذا اللقاء بقيت محدودة جدا، لكونها لم تصل إلى تحسيس وتوعية سكان البوادي الذين ينتظرون تدابير ميدانية لمواجهة لسعة العقارب. كما على الجماعات المحلية تحمل المسؤولية في توفير الدواء المضاد لسم العقارب بالمستوصفات التابعة لها، وخاصة في المناطق المهددة بشكل كبير والتي تعرف انتشارا واسعا لحشرة العقرب، وأن يبرمجوا ضمن آخر دورات المجلس، وقبل حلول فصل الصيف، نقطة في جدول الأعمال تتعلق بالتدابير التي يجب اتخاذها من أجل حماية السكان من لسعات العقرب، وأن تخصص ميزانية لتوفير الدواء المضاد لسم العقرب، وتلك لعمري أهم خدمة تقدمها الجماعة للسكان.