تسببت لسعات العقارب في وفاة 12 طفلا دون 15 سنة في كل من قلعة السراغنةومراكشوالصويرة وبني ملال وسطات، حسب آخر نشرة إحصائية صادرة عن المركز الوطني لمحاربة التسمم. وكشفت سناء بلعربي، طبيبة بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، عن تسجيل المركز ل2700 حالة إصابة، منها 31 % في صفوف أطفال دون 15 سنة، مشيرة، في تصريح ل»المساء»، إلى أن أكثر المناطق تضررا من لسعات هذه الحشرة هي قلعة السراغنةومراكش، تليهما كل من الصويرة وبني ملال وسطات. وبخصوص حالات التسممات العامة، غير لسعات العقارب، سجل المركز 1100 حالة خلال الفترة الممتدة ما بين مارس ويونيو الماضيين، موزعة على 44 إقليما، ذهب ضحيتها 35 % من الأشخاص ما بين 15 سنة و25 سنة. وتأتي النساء في مقدمة ضحايا هذا النوع من التسممات، التي تكون ناجمة إما عن التسممات الغذائية بنسبة 17 %، أو تناول أدوية فاسدة (%15)، ومبيدات الحشرات (10%)، أو الناتجة عن المواد المصنعة (%8)، والأعشاب (%2.5). وتأتي كل من مراكش والدار البيضاء في مقدمة المناطق التي تسجل فيها أكثر حالات التسمم بنسبة 17 %، تليها مكناس (%13)، وتطوان (%10)، ثم دكالة-عبدة ب7 %. وحسب النشرة الإحصائية للمركز، فإن مدينة الرباط تبقى أقل المناطق إصابة بحالات التسمم، حيث لا تتجاوز فيها نسبة الإصابة 5%. وبخصوص التسممات الجماعية، فقد سجل المركز 169 حالة أغلبها بالمناطق الحضرية، 60 % منها وقعت داخل المنازل، و34 في المائة في الأماكن العمومية، بما فيها التسممات التي تنجم عن تناول وجبات فاسدة في الأعراس أو في مطاعم لا تتقيد بشروط السلامة الصحية. واستنادا إلى الدكتورة سناء بلعربي، فإنه لوحظ ارتفاع حالات التسمم في الأماكن العمومية مباشرة بعد العمل بنظام التوقيت المستمر، الذي أصبح معه الموظفون يضطرون إلى تناول وجبات غذائية خارج منازلهم. وأمام تنامي حالات الإصابة بلسعات العقارب، تم تنظيم مجموعة من الحملات التحسيسية بخصوص هذه الظاهرة، حيث تم مؤخرا تنظيم تظاهرة إعلامية وعلمية بالصويرة وبنجرير التي تعرف استوطانا كبيرا لهذه الحشرة. كما ركزت الحملة على توزيع عدد من الأدوية المضادة للتسممات على عدد من المستوصفات التي تقع في مناطق نائية. ويشتكي عدد من المواطنين من فقدان المصل المضاد للسعات العقارب، وإجبارهم على التوجه إلى المستشفيات الكبرى إن هم أرادوا الاستفادة من العلاج. لكن مصدرا طبيا أوضح أن طريقة علاج لسعات العقارب تقتضي وضع المصاب تحت المراقبة لمدة أربع ساعات متوالية للتأكد مما إذا كان قد أصيب بتسمم نتيجة تلك اللسعة أم لا، على اعتبار أن حالات التسمم الناجمة عن اللسعات لا تقع إلا في حالات نادرة ونسبة الإصابة لا تتجاوز 10 %. وأضاف المصدر ذاته أن المصاب، بعد أن تقاس درجة حرارته ودرجة الضغط، تتم مراقبته على مدار أربع ساعات، فإن ظهرت عليه علامات التسمم يتوجب وضعه تحت العناية المركزة، حينئذ يمكن أن يعطى الأدوية المضادة للتسمم، وهذه الإمكانية غير متوفرة في المستوصفات الصغرى، الشيء الذي ينصح معه بالتوجه إلى المراكز الاستشفائية الكبرى.