في كل مرحلة من التاريخ، يظهر أفراد يختارون الاصطفاف مع أعداء أوطانهم، إما بحثًا عن مصالح شخصية أو بدافع الانتقام، متناسين قيم الولاء والانتماء. هشام جيراندو، الذي تحول من مجرد ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي إلى شخصية مثيرة للجدل، يعدّ واحدًا من هذه النماذج التي أثارت استياء الرأي العام المغربي. من النقد إلى التآمر بدأ هشام جيراندو كمدون يبث فيديوهات يدّعي فيها كشف الفساد وتسليط الضوء على قضايا سياسية واجتماعية، غير أن أسلوبه لم يكن يعتمد على النقد البناء، بل على التحريض والتشهير، مما جعل نشاطه محل تساؤلات. ومع مرور الوقت، بدأت تتكشف خيوط ارتباطه بجهات معادية للمغرب، وعلى رأسها النظام العسكري الجزائري، الذي لطالما سعى إلى استهداف استقرار المملكة عبر أدوات إعلامية مأجورة. الهروب من كندا : هروب من العدالة؟ بعد سنوات من النشاط المثير للجدل، وجدت السلطات القضائية في كل من المغرب وكندا نفسها أمام شكاوى متعددة ضد جيراندو، تتعلق بالابتزاز، والتشهير، ونشر أخبار كاذبة. وأمام تزايد الضغوط القانونية، لم يجد أمامه خيارًا سوى الهروب من كندا، في خطوة تعكس محاولة يائسة للإفلات من المساءلة. علاقة مشبوهة بالنظام الجزائري التقارير المتوفرة تشير إلى أن جيراندو لم يكن مجرد ناقد عادي، بل تحول إلى أداة في يد جهات معادية للمغرب، حيث تلقى دعمًا غير مباشر من مؤسسات إعلامية ومنصات رقمية محسوبة على النظام الجزائري. هذا الدعم لم يكن بغرض مناصرته كمدون مستقل، بل لاستخدامه كوسيلة لبث الدعاية المضللة، وتشويه صورة المغرب في الخارج. مواقف تفضح التواطؤ من المثير للانتباه أن جيراندو، الذي يدّعي محاربة الفساد، لم يسبق له أن انتقد النظام الجزائري أو سياساته القمعية، رغم أن حرية التعبير في الجزائر تعاني من تضييقات شديدة. هذا الصمت الانتقائي يكشف ازدواجية خطابه، ويطرح تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هجومه الممنهج على المغرب دون غيره. نهاية متوقعة الخيانة ليست وجهة نظر، بل موقف يعكس فقدان القيم والمبادئ، وهشام جيراندو اختار طريقًا يضعه في مواجهة القانون والتاريخ، فالهروب من العدالة لا يعني البراءة، والتآمر ضد الوطن لا يمكن تبريره تحت أي مسمى. ويبقى مصيره في النهاية مصير كل من خانوا أوطانهم، حيث يظل مطاردًا بتبعات أفعاله، غير قادر على العيش في سلام، لا في وطنه ولا في أي مكان آخر.