وجه عبد العلي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط، انتقادات لاذعة لما يسمى ب"الإبراهيمية"، معتبرا أنها محاولة لاختلاق دين جديد لأغراض سياسية وإيديولوجية.
وأشار حامي الدين إلى أن مفهوم الدين في الإسلام واضح ومحدد، ويشمل العقائد والعبادات والمعاملات، مستشهدا بالآية القرآنية: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه".
وأوضح المتحدث الذي كان يتحدث خلال محاضرة فكرية نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة الجمعة 21 مارس 2025 بالرباط، تحت عنوان "الدين والقانون والمجتمع"، أن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية منذ آدم إلى البعثة المحمدية، بينما الشرائع تتفاوت وفق حاجات الأمم.
وانتقد حامي الدين بشدة الدعوات الحديثة للانتساب إلى ما يسمى ب"الإبراهيمية"، معتبرا أن هذه الفكرة تسعى إلى إضفاء شرعية دينية على مشاريع سياسية لا تمت بصلة للواقع الديني والتاريخي.
وأضاف أن القرآن الكريم ردّ على ادعاءات اليهود والنصارى والمشركين بالانتساب إلى إبراهيم عليه السلام، حيث جاء في قوله تعالى: "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين"، مما يؤكد أن دين إبراهيم هو الإسلام، وليس أي صيغة هجينة يجري الترويج لها تحت مسمى "الإبراهيمية".
وفي السياق ذاته، شدد حامي الدين على أن محاولات توظيف هذا المفهوم تهدف إلى خلق إطار ديني مزيف لتبرير اتفاقات سياسية، محذرا من أن هذه الفكرة تتعارض مع الأسس العقدية للدين الإسلامي، كما أنها تسعى إلى تمييع المفاهيم الدينية لصالح أجندات دولية وإقليمية.