مع ارتفاع درجة الحرارة، نهاية الأسبوع الماضي واليوم الاثنين، بشكل غير معهود، في مجموعة من المناطق بالمغرب من بينها مدينة فاس، اضطرت فئات مجتمعية عديدة إلى البحث عن الأماكن الباردة خارج المنازل التي تحولت إلى أشبه بأفران منزلية بعد ارتفاع درجة الحرارة، خصوصا وسط النهار. أمام هذا الأمر يقصد مجموعة من الأطفال والشباب الوديان والعيون التي تقع على أطراف المدينة، من أجل الانتعاش بمائها البارد، لكن فئة أخرى منهم تضطر إلى الاستحمام في نافورات المدينة رغم خطورة مائها على صحة أجسادهم، الأمر الذي يضطر السلطات المختصة بالمدينة إلى قطع المياه بشكل مؤقت عن هذه النافورات تجنبا لهذه السلوكيات المتكررة. البحث عن الهواء والمياه البارد، يقود أطفالا وشباب إلى اللجوء إلى مياه السدود التي تعرف في هذا الوقت إقبالا متواصلا وكبيرا مع استمرار إغلاق المسابح العمومية والخاصة وتعليق المخيمات الصيفية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وهو ما ينتج عنه أولا تجمع أعداد كبيرة من الأطفال والشباب في مكان واحد، وثانيا تهديد الغرق في هذه السدود، حيث تسجل وكالة الحوض المائي لسبو سنويا حوادث متفرقة بهذا الشأن. وتحاول وكالة حوض سبو وباقي السلطات الأخرى المتدخلة في مجال المحافظة على السدود وتأمينها، القيام بحملات تواصلية يتم فيها توزيع المنشورات وتعليق اللافتات للتذكير بخطورة الإقدام على السباحة في مياه السدود، مع دعوة أولياء الأمور إلى مراقبة فلذات أكبادهم وعدم السماح لهم بالتنقل إلى أطراف السدود للسباحة، مما يهدد حياتهم بالخطر. وبحثا عن الملاذ البارد، تضطر أسر بكاملها إلى التنقل صوب الغابات والفضاءات الخضراء للبحث عن البرودة والهواء المنعش والعليل، إذ تقصد مجموعة من الأسر إقليمإفران للاستمتاع بمناظره الجبلية واعتدال مناخه في مثل هذا الوقت من شهر يوليوز الذي يتسم بارتفاع كبير في درجة الحرارة تصل أحيانا إلى 45 درجة مائوية. وتشكل "عين بصميم" و"عين فيتال" و"عين اللوح" ومدينة آزرو أفضل الوجهات التي يقصدها سكان جهة فاسمكناس بحثا عن البرودة، في حين يقصد آخرون منابع وشلالات بسكورة بإقليم بولمان، كما يفضل البعض الآخر اللجوء إلى عين سلطان بإموزار كندر التابعة لإقليمصفرو... وعموما تزخر جهة فاسمكناس بأماكن طبيعية وجبلية غاية في الروعة، تغري على المشاهدة وتنظيم أسفار ورحلات جبلية للاستمتاع بسحر الطبيعة والموروث الحضاري والإنساني الذي تركه الأجداد.