بدأ فصل الصيف ساخنا هذا العام، إذ ارتفعت درجة الحرارة في عدد من مناطق البلاد، مع حلول يوم 21 يونيو الجاري. وتتوقع مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن تتميز الحالة الجوية، اليوم الثلاثاء، بطقس حار مصحوب بهبوب "شركي" محلي، بالمناطق الداخلية للمملكة. وسيلاحظ تشكل سحب منخفضة بالواجهة الأطلسية شمال آسفي وبالبحر الأبيض المتوسط، وستظهر بعض السحب شيئا ما غير مستقرة فوق مرتفعات الأطلس، بينما سيظل الطقس مستقرا ومشمسا جدا بباقي الأرجاء. مراكش.. 47 درجة والأطفال يقتحمون النافورات عبد الكريم ياسين أجبرت موجة الحرارة، التي تعرفها مدينة مراكش منذ نهاية الأسبوع الماضي، على غرار عدد من المدن المغربية، عددا من المراكشيين على البقاء في منازلهم إحتماء من الحرارة، التي تجاوزت في بعض الأحيان 47 درجة، في الوقت الذي اضطر عدد منهم إلى استعمال رشاشات مياه بلاستيكية من الحجم الصغير، ما ساهم في انتعاش تجارة هذه الرشاشات في مختلف الأحياء الشعبية وشوارع المدينة الحمراء. وتحولت بعض النافورات، خصوصا في حي جيليز وشارع محمد السادس، إلى مسابح عمومية للهاربين من حرارة شمس مراكش الحارقة، إذ اضطر بعضهم للاستحمام بملابسهم لعدم تحملهم للحرارة المفرطة وقوة أشعة الشمس، واضطرت فتيات إلى تلثيم وجوههن خوفا من أن تحترق بشرتهن، واضطر بعض المواطنين إلى قضاء جل أوقاتهم في الأسواق التجارية الكبرى، التي تنعم ببرودة المكيفات الهوائية. بني ملال.. 40 درجة والناس يتدافعون نحو عين أسردون بني ملال: محمد رفيق ارتفعت درجة الحرارة بمدينة بني ملال، في اليومين الأخيرين، وبلغت 40 درجة، ما جعل الناس يبحثون عن ملاذ يؤويهم من الأجواء الساخنة، والفضاء السياحي الوحيد هو عين أسردون، بمياهها وشلالها الذي يوفر مكانا معتدلا وسط الأشجار التي تحيط بالفضاء السياحي، وسواقي المياه. ويختار الناس في هذا الفضاء أرضية بها ظلال وارفة، يفرشونها ويستفيدون من المطاعم القريبة من المكان أو يأخذون أطعمتهم معهم إلى هناك، وهناك مواطنون آخرون يختارون قضاء فترة ما بعد الظهيرة بالمقاهي التي توجد في أعالي الجبال، المحيطة بشلال عين أسردون، حيث تنخفض درجة الحرارة عن المدينة ب5 درجات على الأقل، رغم أن الناس في المدينة استفادوا من أسبوعين كانت فيهما درجة الحرارة منخفضة بشكل كبير، قبل موجة الحرارة، خاصة في ظل الاستعدادات لشهر رمضان. وفي الوقت الذي اختار البعض محيط المدينة بشلال "أوشرح" بمنطقة تاكزيرت، الذي يوفر فضاء للاستجمام، في ظل الحرارة المرتفعة، هناك فئة أخرى من الناس بالمدينة، التي تتوفر على وسيلة للنقل، تتجه نحو منطقة بحيرة بين الويدان التابعة لإقليم أزيلال، التي تبعد عن مدينة بني ملال بحوالي 45 كيلومترا. الخميسات.. إقبال على منتجعي الكنزرة وضاية الرومي الخميسات: حسن نطير تحولت جماعة الكنزرة، الواقعة على بعد 35 كيلومترا شمال مدينة الخميسات، خلال اليومين الأخيرين، إلى قبلة لأبناء المناطق المجاورة، كمدينة سيدي سليمان، والخميسات، ودار بلعامري، وآيت يدين، والجماعات المجاورة التابعة لولاية مكناس، إذ يتوجهون للترفيه عن أنفسهم والاستمتاع بالسباحة والبرودة الشديدة، التي تتميز بها مياه وادي بهت العابرة لضيعات الليمون والبرتقال، بعيدا عن أشعة الشمس الحارقة. وعرفت منطقة الكنزرة، خلال اليومين الأخيرين، توافد أعداد كبيرة من الزوار والعائلات، الذين يرغبون في قضاء وقت ممتع بعيدا عن ضجيج المدن والحرارة المرتفعة. وتقيم العائلات وجبات الغذاء تحت ظلال الأشجار، ومنهم من ذهب إلى البحيرة، التي تبعد عن المركز القروي بحوالي ثلاث كيلومترات لاصطياد الأسماك وممارسة السباحة والغطس. ولم تكن الكنزرة المنطقة السياحية الوحيدة التي يلجا إليها أبناء مدينة الخميسات والمناطق المجاورة، بل هناك أيضا منتجع ضاية الرومي، على بعد حوالي 15 كيلومترا جنوبالخميسات، على الطريق الثانوية 407 المؤدية إلى والماس، وتعتبر من أهم المنتجعات السياحية التي تزخر بها منطقة زمور. مكناس.. لا طير يطير ولا وحش يسير في فترة القيلولة مكناس: عبد الصمد تاج الدين "لا طير يطير، ولا وحش يسير"، إنه المثل الشعبي الذي ينطبق على نهار يوم أمس الاثنين بمدينة مكناس، التي بدت شوارعها وطرقها وأزقتها شبه خالية من المارة، باستثناء من أجبرتهم الحاجة الملحة على الخروج والتعرض للفحات الشمس الحارقة. أما الأطفال واليافعون، فسارعوا منذ الساعات الأولى من أمس الاثنين إلى الاحتماء من الحر بالنقط المائية على قلتها بالمدينة، مثل السواقي والنافورات العمومية، في حين تشهد المسابح اكتظاظا غير مسبوق، كالمسبح البلدي. وعلى النقيض من ذلك، تشهد المدينة في الفترة الليلية حركة دؤوبة، إذ تختنق حركة المرور، وتعج الشوارع والحدائق والساحات بمختلف الشرائح والفئات العمرية، في الوقت الذي تفضل بعض النساء افتراش عتبات البيوت والمنازل هربا من جحيم حرارتها المرتفعة، ما يحولها إلى ما يشبه فرن، علما أن جل هذه البيوت لا تتوفر على مكيفات الهواء. وأمام هذا الوضع يلجأ البعض إلى المبيت فوق سطوح المنازل، طمعا في هبة نسيم تجود بها السماء. آسفي.. تراجع الحرارة وضباب على المدينة آسفي: عبد الرحيم النبوي عرفت مدينة آسفي، صبيحة أمس الاثنين، انخفاضا في درجة الحرارة، عكس ما توقعته مصلحة الأرصاد الجوية في ارتفاع درجة الحرارة في العديد من المناطق الداخلية والساحلية. واجتاحت المدينة موجة من الضباب، تحول في بعض الأحيان إلى رذاذ. ويرى المتتبعون أن أسباب هذه الظاهرة تعود إلى خصوصية منطقة آسفي التي تتميز بها عن باقي المناطق المطلة على المحيط الأطلسي، وتتجلى هذه الخصوصية في ارتفاع درجة الحرارة في وسط النهار وانخفاضها في الصباح والمساء على العموم، مع هبوب رياح محلية. ويفسر هذا التحول بمجموعة من العوامل، أبرزها القرب من المحيط الأطلسي، ذلك أن وصول رياح مشبعة بالرطوبة إلى المنطقة من المحيط الأطلسي يغير من الحالة الجوية، بالإضافة إلى عدم وجود حواجز طبيعية تحول دون وصول الرياح الباردة إلى المنطقة، كما أن المحيط الأطلسي يعمل على تعديل من درجة الحرارة المرتفعة التي تجتاح المناطق الداخلية والبعيدة عن الساحل. فاس.. الهروب إلى شارع الحسن الثاني والضواحي فاس: رشيد الكويرتي بلغت درجة الحرارة بمدينة فاس، خلال الثلاثة أيام الماضية، مستويات لا تطاق، ناتجة عن هبوب رياح "الشركي" القوية، ما دفع السكان إلى البحث عن "ملاجئ" للملاذ من قيض الحر، ففي النهار يلازم السكان منازلهم، وانطلاقا من فترة المساء يتقاطرون على شارع الحسن الثاني، الذي لا يغادرونه إلا في ساعات متأخرة من الليل. ويعتبر الحزام الأخضر الممتد على طول شارع الحسن الثاني، وصولا إلى شارع علال بن عبد الله، متنفسا لسكان فاس خلال ليالي فصل الصيف، لوجوده وسط المدينة وقربه من قاطني مختلف الأحياء، كما أن حديقة شارع الحسن الثاني المتوفرة على عدد من النافورات والأشجار الباسقة وعلى أرضية مغطاة بالعشب الأخضر، تجعل منه فضاء جذابا خلال فترات ارتفاع درجة الحرارة، خاصة بالنسبة للفئات ذات الدخل المحدود، التي ليس بيدها حيلة للتنقل إلى المنتجعات القريبة من مدينة فاس، كغابة عين الشقف، أو مدينتي إيموزار وإفران المجاورتين، اللتين تحولتا، خلال الأيام الماضية، إلى وجهة لعدد كبير من الأسر الفاسية، خاصة تلك لها من الإمكانيات المادية ما يسمح لها بالتنقل خارج المدينة.