تفيد الفيدرالية، التي نظمت ندوة حول الموضوع، يوم الخميس المنصرم، بالدارالبيضاء، أن المغاربة يستهلكون الحليب ومشتقاته بشكل ضئيل لاسيما الأطفال، بمقدار لا يزيد على 22 لترا من الحليب سنويا للفرد الواحد، أي ما يعادل 60 مليلترا في اليوم، بينما توصي المنظمة العالمية للصحة باستهلاك 92 لترا من الحليب للفرد سنويا، أي ما يعادل 500 مليلترا في اليوم. وتفيد الفيدرالية أن استهلاك منتجات الحليب يساعد على تغطية الاحتياجات الغذائية الموصى بها من البروتين والكالسيوم والفوسفور والفيتامينات والمعادن، وأن الكالسيوم يساهم في بناء الهيكل العظمي، والحفاظ على كتلة العظام في جميع مراحل الحياة. ويتميز الحليب بقدرته على المحافظة على صحة العظام، والسيطرة على الضغط الدموي، والتحكم في الوزن أو خفض خطر الإصابة بداء السكري نوع 2 وسرطان القولون والمستقيم. من جهته، قال جعفر هيكل، اختصاصي في الطب الوقائي، وطبيب متخصص في التغذية، إن الأمراض المرتبطة بنقص المغذيات الدقيقة تطرح مشكلة صحية، إذ يعرض الاستهلاك المنخفض لمادة الحليب الطفل إلى خطر إصابته بالكساح المزمن والتأخر في النمو. وذكر أن ضعف استهلاك البالغين للحليب يسبب لديهم انخفاضا في معدل الكالسيوم، وبالتالي تيسير الإصابة بعظام هشة، ما يزيد من خطر الإصابة بداء هشاشة العظام. وذكرت الفيدرالية المهنية المغربية للحليب التي تضم مختلف الفاعلين في مجال إنتاج الحليب، أن استهلاك الحليب أثار، خلال الأشهر الماضية، جدلا واسعا حول تسببه في مشاكل صحية متنوعة، وهو ما نفت صحته، وانخرطت لتصحيح هذه المعلومات، التي تعتبرها مجانبة للصواب، بدعم من وزارة الصحة، من خلال تنظيم مبادرة حملة تواصل تبيّن الكمية الجيدة للحليب الواجب استهلاكها يوميا، أي كأسين من الحليب. وتفيد الفيدرالية أن الدراسات الأخيرة المنجزة بالمغرب، أن انتشار العادات الغذائية السيئة ساهم في ظهور مشاكل صحية تهم سوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة، مثل الحديد والفيتامين "أ" و"اليود". وتتجلى هذه العادات الغذائية في وجبات غير متوازنة، وعناصر غذائية لا تراعي التوصيات الدولية.