تنظر الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمراكش، صباح اليوم الخميس، في قضية الملقب ب"عمي"، زعيم الشبكة الدولية للاتجار في مخدر الكوكايين، الذي جرى إيقافه من طرف مصالح الشرطة القضائية بمدينة تطوان، رفقة شخص آخر بمدينة المضيق، وهو يعتزم الدخول إلى مدينة سبتةالمحتلة. ويتابع المتهم الرئيسي رفقة باقي أفراد الشبكة البالغ عددهم 28 متهما، التي تم تفكيكها من طرف المصالح الأمنية بمراكش، خلال شهر شتنبر الماضي، في حالة اعتقال طبقا لملتمسات وكيل الملك والدعوى العمومية بمجموعة من التهم من ضمنها الحيازة والاتجار الدولي في المخدرات. ويتحدر أفراد الشبكة، الموجودون رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز، من مدن أكادير، تيزنيتبجنوب المغرب، وطنجة والعرائش والناظور وطنجة بشمال المملكة، حيث يعمل الأشخاص المتحدرين من مدن جنوب المغرب، باستقبال أطنانا من الكوكايين المهرب من أمريكا اللاتنية، وأطنان من مخدر الشيرا المقبلة من الشمال ويشرفون على تهريبها عبر سواحل الجنوب إلى الخارج، في حين تتكفل عناصر الشبكة المتحدرة من مدن الشمال بتصدير الكوكايين القادم من الجنوب إلى أوروبا عبر سواحل العرائش وطنجة. وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها المصالح الأمنية، مع زعيم الشبكة، عن مراكمة هذا الأخير لثروات هائلة مكنته من عيش حياة الترف، وامتلاكه لعقارات في مدن مختلة وضيعتين فلاحيتين بضواحي مدينة العرائش تبلغ مساحتهما أزيد من 40 هكتارا، إضافة إلى العديد من الشركات بكل من المغرب وإسبانيا، كما أن الابحات المعمقة التي باشرتها المصالح الأمنية بمراكش، بينت أن الشبكة الدولية تعمل على تنظيم عمليات التهريب، مسخرين مجموعة من الأشخاص يجري انتقائهم واستغلال وضعيتهم الاجتماعية. وجاء تتبع عناصر الشبكة، التي تتخذ المغرب كنقطة عبور إلى دول أوروبا، من قبل عناصر الشرطة الولائية للشرطة القضائية لمراكش، بناء على تحريات قامت بها مديرية مراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا ب "الديستي" حول شبكة دولية لتهريب المخدرات عبر البحر تستعين بباخرة، تدعى "لحجي3"، بتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني، والمديرية المركزية للشرطة القضائية بمراكش، بعد مراقبة انطلقت من ميناء مدينة أكادير، قبل أن تجري عملية توقيف أربعة عناصر من الشبكة اثنين على متن شاحنة مخصصة لنقل الأسماك واثنين آخرين على متن سيارة من نوع "ميرسيدس 220" بنقطة الأداء الرابطة بين أكادير ومراكش، وحجز كمية من مخدر الكوكايين الخام بلغت 226 كيلوغراما، كانت موجهة إلى أوروبا، تقدر قيمتها المالية ب 22 مليارا و600 مليون سنتيم، بالإضافة إلى مبالغ مالية مهمة من العملة الوطنية وسيارتين من نوع "مرسيديس 220" تستغل لنقل وشحن المخدرات، في حين تم إيقاف باقي المتهمين بمدينة الرباط بمقهى قريب من المحطة الطرقية القامرة، التي تشكل نقطة التقاء أولي لأفراد الشبكة، قبل استئناف عملية التهريب في اتجاه أوروبا.