بعد تعقب دام أزيد من 15 يوما، تمكنت الأجهزة الأمنية، صبيحة أول أمس الثلاثاء، من الإيقاع بزعيم الشبكة الإجرامية التي تم تفكيكها عقب حجز 226 كيلوغراما من الكوكايين الخام بمراكش فجر يوم الخامس من شتنبر الجاري. وحسب المعطيات المتوفرة لدى الجريدة، فإن «الحراق»، العقل المدبر للشبكة، يتحدر من إقليمالعرائش، وتم توقيفه بمدينة تطوان التي يبدو أنه اتخذها كملاذ له، عقب انفجار القضية، في انتظار اقتناص الفرصة لمغادرة التراب الوطني. وفور اعتقاله من طرف عناصر الشرطة القضائية لمراكش، تم استقدامه إلى مدينة طنجة، حيث يمتلك بها العديد من العقارات( فيلات ومجموعة شقق)، وعند مداهمتها تم حجز بندقية وأجهزة اتصال متطورة، وهواتف تشتغل عبر الأقمار الصناعية لتفادي المراقبة الأمنية. و لم يتسن للجريدة التأكد من نوعية البندقية المحجوزة وأوجه استعمالها، نظرا للتكتم الذي تضربه أجهزة الأمن على التحقيقات. يذكر أن مصالح الأمن بمراكش كانت قد تمكنت صبيحة يوم الخامس من شتنبر الجاري، بناء على معلومات دقيقة لمديرية مراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة دولية ينشط أفرادها في التهريب الدولي للكوكايين، اعتبرت الأكبر في المغرب وشمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، حيث تم حجز كمية من الكوكايين بلغت 226 كيلوغراما، تقدر قيمتها ب 22 مليارا و 600 مليون سنتيم، كانت معبأة داخل شاحنة لنقل السمك قادمة من مدينة أكادير في اتجاه شمال المملكة. لتنطلق بعدها عمليات البحث الميداني والتقني الذي أسفر عن إلقاء القبض، على مراحل مختلفة وبعدة مدن من المملكة، على 29 شخصا، ثبت تورطهم جميعهم في العملية، وتمت إحالتهم على ابتدائية مراكش، كما تم الحجز على شاحنة من نوع «ميتسوبيشي» مجهزة بوسائل التبريد، وسيارتين من نوع «ميرسديس»، وباخرة للصيد بميناء أكادير، ومبالغ مالية، وقنينة غاز مسيل للدموع، ومجموعة من الهواتف المتطورة. وقادت التحقيقات أيضا إلى حجز كميات كبيرة من مخدر الشيرا بمدينة القصر الكبير، حيث تبين أن الشبكة لها امتداد بمدن شمال المملكة. ولم تستبعد مصادر الجريدة أن تكشف التحقيقات مع المدعو «الحراق» عن معطيات على قدر كبير من الأهمية، قد تميط اللثام عن الوسائل التقنية واللوجستيكية والمالية التي تتوفر عليها شبكات تهريب المخدرات الصلبة بشمال المملكة، والتي بدو أنها أصبحت متخصصة في إدخال الكوكايين القادم من أمريكاالجنوبية، عبر دول جنوب الصحراء وإعادة تهريبها نحو أوروبا.