مثل كرة ثلج تبدأ صغيرة وتكبر بتدحرجها من أعلى الجبل إلى أسفل السفح، اتسع عدد أفراد العصابة التي تم القبض على أفرادها، صباح الجمعة المنصرم، والتي تنشط في التهريب الدولي لمخدر الكوكايين، ليصبح 21 عضوا بعد أن تم القبض في البداية على ستة أفراد فقط. واستطاعت مصالح الأمن بمراكش توفيق 21 شخصا ثبت تورطهم في شبكة دولية للاتجار في المخدرات، في عملية وُصفت بكونها الأكبر من نوعها في المغرب وشمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، حيث تم حجز كمية من مخدر الكوكايين بلغت 226 كيلوغرام تقدر قيمتها المالية ب22 مليار و600 مليون سنتيم. وأفاد مصدر أمني أن عمليات البحث والتحري الميداني والعلمي والتقني بولاية مراكش أسفرت عن إلقاء القبض، في مراحل مختلفة وبعدة مدن من المملكة، على 21 شخصا متورطين في هذه القضية، ستة منهم تم توقيفهم في بداية الأمر، عرضوا اليوم أمام أنظار المحكمة. وتبعا لذات المصدر، فإن عمليات الحجز، التي طالت الوسائل المستعملة في هذه الجريمة، طالت شاحنة من نوع "ميتسوبيشي" مجهزة بوسائل التبريد، وسيارتين من نوع "مرسيديس" وباخرة بميناء أكادير، وقنينة غاز مسيل للدموع، وعصا كهربائية، وهاتف نقال من النوع الذي يعمل بواسطة الأقمار الصناعية، ومجموعة من الهواتف النقالة الأخرى/ بالإضافة إلى دفاتر شيكات. ووجدت مصالح الأمن الكمية المحجوزة من مخدرات الكوكايين، والتي وُصفت بأنها قياسية، مخبأة ومعبأة بعناية وسط صناديق السمك على متن شاحنة تبريد مخصصة لنقل الأسماك، قادمة من إحدى مدن الجنوب في اتجاه شمال المملكة. ويمتد نشاط هذه الشبكة الإجرامية إلى عدد من الدول، حيث تمكنت خلالها مصالح الأمن المغربية من تحديد مسالك التهريب القادمة من دول أمريكا اللاتينية، مرورا بسواحل غرب إفريقيا، ثم المغرب الذي يتخذ كنقطة عبور في اتجاه أوروبا. ويبدو أن عناصر عصابة تهريب الكوكايين كانوا يهيئون لتوجيه بضاعتهم للسوق الخارجية، وتقدر القيمة المالية لهذه الكمية بأزيد من 22 مليار و600 مليون سنتيم، فيما لازال البحث جاريا من أجل تحديد هوية كافة الأشخاص المتورطين وتفكيك هذه الشبكة الدولية للاتجار في المخدرات القوية.