كشف حقوقيون صحراويون أن مليشيات مسلحة، تعمل تحت قيادة البوليساريو بتندوف، تهدم بالقوة المنازل الطينية لعائلات حركة شباب التغيير وشباب الثورة الصحراوي. وأكد عدد من الملتحقين أخيرا بأرض الوطن، في لقاء خاص مع "المغربية"، أن قيادة البوليساريو رفعت استنفارها إلى الحالة القصوى، ما جعل مخيمات المحتجزين بتندوف تتحول إلى سجن كبير تبطش فيه بكل شباب الثورة الصحراويون وكل أحرار القبائل الصحراوية الرافضة للظلم والبقاء قيد الاحتجاز إلى ما لا نهاية. وأكد الصحراويين أن المليشيات المسلحة للبوليساريو، نفذت منذ شهر غشت الماضي، اغتيالات وعددا من الاختطافات في حق ناشطين صحراويين، مبرزين أن آخر جريمة بشعة ارتكبتها تتمثل في إطلاق الرصاص الحي على سيارة رباعية الدفع من نوع (جيب) اجتازت المنطقة المسموح بها للتجول في اتجاه الحدود الموريتانية، كان بها مجموعة من الشباب يعتزمون الفرار من جحيم البوليساريو، وأسفر إطلاق الرصاص، بدون رحمة عن قتل أغلبهم. وطالب الصحراويون بتدخل المجتمع الدولي لإطلاق سراح كل المعتقلين في سجون البوليساريو، ومن بينهم امربيه ولد أحمد محمود ولد ادا، الذي اختطفته استخبارات الجيش الجزائري، في شهر غشت الماضي، من أمام مقر اعتصامه الذي دام أكثر من عشرة أيام أمام منظمة غوث اللاجئين بتندوف. وقال أحدهم ل"المغربية": "نحن صوت المعارضة سنبقى دائما رافضين لاحتقار الصحراويين أو المس بحقوقهم وكرامتهم، ونوجه نداء عاجلا لكل المنظمات الحقوقية الدولية للتدخل لدى البوليساريو والسلطات الجزائرية من أجل إطلاق سراح المواطن الصحراوي امربيه ولد ادا، وتمتعه بكامل حريته، وجعل حد للانتهاكات الصارخة لحقوق الصحراويين على يد السلطات الجزائرية وقيادة الفساد بتندوف"، داعيا كل المدافعين عن حقوق الإنسان أن يقفوا ضد سياسة الاختطافات والسجون السرية والاعتقالات التعسفية، التي أصبحت من ذكريات الماضي في العديد من دول المنطقة، ما عدا، يقول، لدى "الجزائر وقيادة البوليساريو، وندعو كل ذي ضمير حي لا يرضى بالذل والعبودية، الضغط على الجزائر وقيادة البوليساريو للإطلاق الفوري والسريع لسراح المواطن امربيه ولد ادا، ومن معه من المعتقلين الصحراويين في سجون القيادة والجزائر". وذكرت عائلة ولد أحمد، في رسالة مسربة، أن ابنها مختطف من طرف البوليساريو بسبب معارضته للفساد والمفسدين، ومطالبته بتغيير القيادة الفاسدة والقبلية التي توجد بالسلطة منذ قرابة أربعين سنة، وهي تتحكم في مصيره ومصير آلاف المحتجزين الصحراويين. وفي تضامنه مع ثورة الشباب الصحراوي، حمل حزب الخضر الإسباني الحكومة الإسبانية مسؤولية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، في ختام مؤتمره المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، ودعا الحكومة الإسبانية إلى المساهمة الفعالة في إيجاد حل سلمي سياسي متفاوض حوله، على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، وتراعى مصالح المواطنين والعيش الكريم المبني على احترام قواعد حقوق الإنسان.