قال عبد السلام لعزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، إن الشروط ناضجة الآن للمرور إلى مرحلة الانكباب بجدية على التحضير للمؤتمر الاندماجي لأحزاب فدرالية اليسار (تضم أحزاب الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الوطني الاتحادي، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي). وأكد لعزيز، في حوار مع "الصحراء المغربية"، على ضرورة الاندماج قبل انتخابات 2021، مشددا على أن وحدة اليسار اليوم هي ضرورة موضوعية لتقديم الأجوبة السياسية حول واقع بلادنا، ومن جهة أخرى ضرورة للحفاظ على وجود واستمرار فكر اليسار ومشروعه. - أين وصلت مراحل اندماج الأحزاب المشكلة لفيدرالية اليسار الديمقراطي في حزب واحد؟
**نحن الآن بصدد إنهاء برنامج تمت المصادقة عليه في آخر اجتماع للهيئة التقريرية، برنامج الهدف منه تعميق النقاش حول كل القضايا التي يمكن أن تكون موضوع اختلاف أو تمايز على المستوى المرجعي والتنظيمي والممارسة النضالية، من أجل إيجاد الصيغ الجامعة والموحدة وبلورتها في مشروع سياسي، اقتصادي، اجتماعي وثقافي. وهو ما راكمت الفيدرالية أهم عناصره منذ انطلاق العمل المشترك بين مكوناتها. لقد بدأنا في تنفيذ هذا البرنامج من خلال تنظيم جامعة صيفية فكرية منفتحة، وسننظم جامعة أخرى شتوية خلال شهر دجنبر، كما نظمت عدة لقاءات جهوية ومحلية من تأطير الأمناء العامين لتنزيل النقاش حول الاندماج وفتحه على المستوى القاعدي، وسيتم تنظيم مجموعة لقاءات أخرى خلال الشهر المقبل. كما تمت هيكلة مجموعة من اللجان المحلية للفيدرالية ولجان مشتركة لبعض القطاعات الموازية. أعتقد أن الشروط ناضجة الآن للمرور إلى مرحلة الانكباب بجدية على التحضير للمؤتمر الاندماجي.
- هل استطاعت الأحزاب المشكلة للفدرالية التغلب على الخلافات والمشاكل التي تؤخر هذا الاندماج؟
**من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات وتباين في التقديرات، لكننا نعتقد أنها يجب أن تكون في اتجاه تحقيق هدف إعادة بناء اليسار. الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلادنا صعب جدا وكنا قد وصفناه بحالة الانحباس الشامل، واليسار اليوم مطالب بإيجاد الأجوبة والمداخل الضرورية لتغيير هذا الواقع والفعل فيه، ولن يتأتى ذلك إلا ببناء الأداة الحزبية القادرة على قيادة النضالات في الشارع ومن داخل المؤسسات، ونحن في حزب المؤتمر الوطني الاتحادي نعتبر أن المدخل الممكن اليوم يتمثل في الوحدة الاندماجية بين مكونات فيدرالية اليسار في انفتاحها على أوسع التنظيمات والفعاليات والأطر التي تتقاسم معها أهم عناصر مشروعها السياسي والمجتمعي. إذن فوحدة اليسار اليوم هي ضرورة موضوعية لتقديم الأجوبة السياسية حول واقع بلادنا، ومن جهة أخرى هو ضرورة للحفاظ على وجود واستمرار فكر اليسار ومشروعه.
- في نظركم، هل حققت فدرالية اليسار الأهداف التي خلقت من أجلها؟
**أعتقد أن فيدرالية اليسار بشكلها الحالي استنفدت مهامها، فبعد الاشتغال كتحالف انتخابي فقط مررنا إلى الفيدرالية كشكل تنظيمي بين التحالف الانتخابي والحزب الواحد، حيث وضعنا ورقة سياسية تحدد عناصر التقدير السياسي المشترك ونظاما داخليا يحدد أجهزة الفيدرالية والقضايا التي لا يمكن اتخاذ قرار فيها إلا من داخل الفيدرالية وهي قضية الوحدة الترابية والمسألة الدستورية والمشاركة في الانتخابات. أعتقد أن هذا الفيدرالية شكلت تمرينا مهما في العمل المشترك، لكنها لم تحقق المأمول على مستوى نتائج المشاركة في الانتخابات، وأنا أعتقد أن ذلك يعود لعدة أسباب فيها الموضوعي، لكن ما يهمني الآن هو الذاتي، وأستطيع أن أؤكد أن الفيدرالية بشكلها الحالي تهدر طاقات في الانتخابات ولا تشتغل بكامل إمكانياتها، وهذا كذلك من المبررات التي تجعلني أؤكد على ضرورة الاندماج قبل انتخابات 2021 حتى لا ندخل في متاهات وحالة إحباط كالتي عاشها اليسار التونسي بسبب تشتته وصراعه وعدم توحيد إمكانياته.
- بعد ميلاد فدرالية اليسار الديمقراطي سنة 2014، أعلنتم أن الفدرالية منفتحة على كل القوى الديمقراطية واليسارية بالمغرب، ألم تتوصلوا بطلبات انضمام من أحزاب تتقاسم معكم المرجعيات نفسها؟
**لقد عبر مجموعة من المناضلين اليساريين بشكل فردي أو جماعي عن الرغبة في الانخراط في الدينامية الاندماجية للفيدرالية، حيث أن مجموعة من الفعاليات اليسارية ترغب في الالتحاق بالفيدرالية، ولكن ليس عبر أحد مكوناتها الثلاث. لذا فأنا أعتقد أن التأخير في الإعلان عن الاندماج سيخلق حالة من الانتظارية والشك في محيطنا، ووقع سلبي على الفيدرالية ومكوناتها.