انطلقت مساء أمس الاثنين، بسينما كوليزي بمدينة مراكش، فعاليات الدورة السابعة والعشرين لأسابيع الفيلم الأوروبي، بعرض فيلم "الحقيقة" لمخرجه يروكازو كوري إيدا، الذي شارك في الدورة الأخيرة من مهرجان البندقية، ويحكي قصة فابيان وهي نجمة سينمائية معروفة والدة لومير السيناريست الذي يشتغل في نيويورك، سبق له نشر مذكرات هذه الممثلة الكبيرة باعثا ليومير وأسرته على العودة إلى المنزل الذي عاش فيه طفولته، لكن سرعان ما تحول اللقاء في بيت الطفولة إلى صدامات أسرية على إيقاع الحقائق المخيفة والحقد الدفين والحب المستحيل، أحداث تختلط فيها الحقيقة والخيال وترغم الأم والابنة على معاودة اللقاء بينهما. وسيكون جمهور مدينة مراكش، وعشاق السينما على وجه الخصوص، طيلة أسبوع كامل، مساء كل يوم على نبض السينما، حيث سيلتقي الجمهور هذه السنة مع عميد السينما الاجتماعية كين لوتش من خلال فيلم سياسي قوي يهز المشاعر نال إعجاب جمهور مهرجان كان في ماي الماضي، يتناول فيه موضوعا من مواضيع الساعة ويتعلق بأنماط الشغل الجديدة عبر التطبيقات الالكترونية على شاكلة "أوبير"، "آسفون، مررنا لكن لم نجدك". ويلتقي الجمهور المراكشي وعشاق السينما، خلال دورة هذه السنة مع ثمانية أفلام من تلك التي اختيرت أو توجت أو هما معا في المهرجانات والتظاهرات السينمائية الدولية الأكثر عراقة، من ضمنها فيلم "كبار في الغرفة" للمخرج الأسطوري كوسطا كافراس، وهو فيلم مقتبس من رواية يانيس فاروفاكيس، يقوم من خلاله المخرج بتحليل عميق للازمة اليونانية، وكذا ثلاثة أفلام قصيرة من جنوب المتوسط. وتشمل باقي الأفلام المبرمجة خلال هذه الدورة، كل من فيلم "الخائن" الذي اختارته إيطاليا لتمثيلها في مهرجان الأوسكار لمخرجه ماركو بيلوكيو يروي قصة عن المافيا مستوحاة من أحداث واقعية، وفيلم "المملكة" لمخرجه رودريغو سوروكويين يتناول بدوره موضوعا سياسيا، حصل على سبع جوائز في الدورة الأخيرة لجوائز كويا باسبانيا، بما فيها جائزة أحسن مخرج وأحسن ممثل، والفيلم الدانماركي "المذنب" الذي يعتمد فيه مخرج على عنصري الإثارة والتشويق، والفيلم السويدي "يوم أبيض" لمخرجه هلينور بالماسون الذي نال جائزة الموهبة الصاعدة خلال الأسبوع الدولي للنقد في الدورة الأخيرة لمهرجان كان، وفيلم "بيني" للمخرجة نورا فينكشيد الحائز على جائزة "أفريد باور" في مهرجان برلين الأخير. وبخصوص الأفلام القصيرة، سيجري عرض ثلاثة أفلام من بلدان جنوب المتوسط، قاسمها المشترك هو المغرب، ويتعلق الأمر بفيلم "باب سبتة" لرائدا معروفي، وفيلم "بطيخ الشيخ" لكوثر بنهنية، وفيلم "نادي نفتة لكرة القدم" للمخرج إيف بيا. وتهدف هذه التظاهرة السينمائية، المنظمة بمبادرة من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومعاهدها الثقافية بالمغرب، والتي لطالما احتفت بأجود انتاجات السينما الأوروبية في المغرب منذ 1991، إلى التعريف بالأعمال السينمائية الأوروبية الناجحة التي تعكس نظرة أشهر المخرجين الأوروبيين الى واقع أوروبي يتسم بالتنوع. وأكدت سفيرة الاتحاد الأوربي بالمغرب كلاوديا فيداي، في كلمة ألقتها خلال افتتاح الدورة ال 27 لأسبوع الفيلم الأوروبي بمراكش، أن هذه التظاهرة السينمائية تشكل مناسبة للتبادل بين متتبعي هذه الأفلام، وفرصة لاغناء الفكري أكثر من رؤية الأفلام . وقالت كلاوديا فيداي، إن أسبوع الفيلم الأوربي هو أيضا مناسبة مواتية لتقديم كل سنة مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة لجنوب البحر الأبيض المتوسط . وأضافت أنه بالرغم من تطور الإمكانات الرقمية في المجال السمعي البصري، لازال الفن السابع يمارس سحره على المشاهد. وأوضحت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب أن إقبال الجمهور بكثافة خلال افتتاح هذه التظاهرة، يعزز ثقتنا في اختياراتنا في الاستمرار لاقتراح أعمال فنية رائدة لكتاب كبار قام بإخراجها مخرجين شباب، والتي ستمكن هذه التظاهرة من الوقوف على نظرتهم للمجتمع. وأشارت إلى أن السينما تعتبر وسيلة مهمة للتعرف على وقائع أو حالات أخرى، وأن الثقافة والسينما على الخصوص، تعتبران عاملا مهما في تعزيز المعرفة وتعزيز الحوار بين مجتمعاتنا. من جانبه، أوضح علي حجي المدير الفني لهذه الدورة، أن أسابيع الفيلم الأوروبي التي بادر الاتحاد الأوروبي لإطلاقها بالمغرب منذ 1991، أصبحت أحد المواعد القديمة والأكثر حظوة بين هواة السينما المغاربة من مختلف الأعمار. وأضاف حجي أن الأفلام المختارة لدورة هذه السنة تعكس، تنوعا كبيرا سواء من حيث الأجناس السينمائية، أو المواضيع المقترحة التي اهتمت بتيمات اجتماعية وسياسية وتاريخية. وأشار حجي إلى أن نجاح الفيلم الأوربي في استقطاب المزيد من المتفرجين، يعود الى اعتماد الجودة كمعيار أساسي في انتقاء الأفلام والرغبة الاكيدة في تقديم أحسن ما في السينما الأوروبية كل سنة.