سيعيش جمهور مدينة مراكش، وعشاق السينما على وجه الخصوص، طيلة أسبوع، مساء كل يوم على نبض السينما، بين أفلام تمثل مختلف الأجناس السينمائية، وأحسن إنتاجات السينما الأوروبية، التي توجت في أكبر المهرجانات السينمائية، وحصلت على السعفة الذهبية والأسد الذهبي، وجائزة أحسن ممثل في مهرجان كان الفرنسي. وتسعى هذه التظاهرة السينمائية، التي طالما احتفت بأجود منتجات السينما الأوروبية في المغرب منذ 1991، لجعل المدينة الحمراء عاصمة للسينما، ومحطة لاستقطاب ألمع الأسماء السينمائية الدولية، فضلا عن جعل السينما فضاء للإبداع العالمي، ومناسبة لترسيخ قيم الحوار والتواصل الكوني، وتكريس روح التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والأجناس. ويلتقي الجمهور المراكشي وعشاق السينما، خلال دورة هذه السنة، مع مخرجين أوروبيين مرموقين سبق أن عرضت أفلامهم بنجاح في الدورات السابقة، من قبيل الفرنسي جاك أوديار (النبي)، الذي يعود بفيلم مشوق بعنوان "ديبان"، الحائز على السعفة الذهبية لهذه السنة في مهرجان كان الدولي، والمخرج الإيطالي ناني موريتي بفيلم "غرفة الابن"، الحائز على السعفة الذهبية لسنة 2001 وفيلم درامي مؤثر بعنوان "ميا مادري"، الذي نال إعجاب النقاد عبر العالم. ويعود المخرج البريطاني مايك ليغ بفيلم "أسرار وأكاذيب"، الحائز على السعفة الذهبية سنة 1996، يحكي سيرة الرسام الشهير تورنر بعنوان "السيد تورنر". وسيكون عرض الفيلم الدرامي الرائع "فينيكس" للمخرج الألماني كريستيان بيتزولد فرصة لمشاهدة الممثلين الرئيسيين، الذين أدوا أدوارا في فيلمه السابق "باربارا"، الذي عرض سنة 2013، إضافة إلى الفيلم الروماني "الكنز"، وهو من النوع الكوميدي للمخرج كورنليو بورومبوان، الذي نال إعجاب جمهور مهرجان "كان" الدولي، وحصل على جائزة "الموهبة السينمائية". وبخصوص الأفلام القصيرة، ستعرض ثلاثة أفلام من بلدان جنوب المتوسط، هي فيلم "الرجل صاحب الكلب" للمخرج كمال لزرق (المغرب) و"الملك الثائر" لمحمد مكدول (الجزائر) و"ما بعد تدشين المراحيض العمومية بالنقطة الكيلومترية 375" للمخرج عمر زهيري (مصر). وحسب علي حجي، المدير الفني لهذه الدورة، فإن الأفلام المختارة تعكس تنوعا كبيرا، سواء من حيث الأجناس السينمائية أو المواضيع المقترحة، مضيفا أن القاسم المشترك بين الأفلام التي ستعرض هو الصرامة في الاختيار. وأوضح حجي، في تصريح ل"المغربية"، أن "كل فيلم من الأفلام الثمانية المختارة يختلف عن الآخر وكأن مخرجي أفلام هذه الدورة أرادوا أن يعرفوا أكثر بالإمكانيات الحيوية، التي تزخر بها القارة الأوروبية أكثر من الدورات السابقة". وأشار حجي إلى أن هذه الأفلام الثمانية تعكس رؤية أكبر السينمائيين المعاصرين، أمثال مايكل هانيكي، والأخوين داردين، وكين لوش، والفرنسي جاك أوديار، والألماني فيم فندرز، والإيطالي ناني موريتي، وغيرهم من المؤلفين من دول الاتحاد الأوروبي، وتمكن المشاهد من اكتشاف القارة الأوروبية المتعددة الهويات، والمدافعة عن القيم الإنسانية الكونية.