خلد سكان جهة وادي الذهب لكويرة ومعهم الشعب المغربي أول أمس الخميس، في أجواء من الاعتزاز، الذكرى ال35 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، التي تشكل محطة بارزة في مسيرة استكمال وصيانة الوحدة الترابية للمملكة. وأقيم أول أمس بالداخلة، بعد مراسيم تحية العلم، مهرجان خطابي بمناسبة تخليد هذه الذكرى المجيدة، ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، رفقة والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، لامين بنعمر، بحضور عدد من البرلمانيين ورؤساء المجالس المنتخبة والمقاومين وفعاليات جهوية ومحلية وممثلين عن النسيج الجمعوي. وأبرز مصطفى الكثيري أهمية تخليد هذه الذكرى وما ترمز إليه من دلالات، مشيرا إلى أن سكان هذه الربوع من الوطن كانوا في مثل هذا اليوم من سنة 1979 على موعد مع التاريخ حينما توجه شرفاء هذه الجهة وعلماؤها ووجهاؤها وأعيانها وممثلو كافة القبائل الصحراوية إلى الرباط، مجددين البيعة لعاهل البلاد، وآيات ولائهم وإخلاصهم للعرش العلوي المجيد، ومؤكدين تمسكهم بمغربيتهم. وقال إن أبناء هذه الربوع "بهذا الموقف الوطني الوحدوي صنعوا حدثا تاريخيا متميزا، ومنعطفا حاسما في مسلسل استكمال المغرب لوحدته الترابية واسترجاع أقاليمه الجنوبية"، وفوتوا الفرصة من خلال تمسكهم بمغربيتهم وتشبثهم بالوحدة الترابية للمغرب من طنجة إلى لكويرة، على مخططات ومناورات خصوم وحدتنا الترابية. وأبرز أنه منذ أن ألقى وفد إقليم وادي الذهب بين يدي جلالة المغفور له الحسن الثاني نص البيعة معلنا ارتباط سكان الصحراء الوثيق بوطنهم المغرب، بدأ بالجهة فصل جديد من ملحمة الوحدة قوامه إرادة التنمية وتكريس الوحدة. وأضاف أن جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش يواصل مسيرة البناء والوحدة بحكمة وتبصر وبعد نظر، بحيث جعل من تنمية الأقاليم الجنوبية وتحصين الوحدة، أولوية الأولويات، كما تجسد ذلك خطبه السامية وزياراته المتعددة لهذه الأقاليم، ومبادرته الشجاعة المتمثلة في الحكم الذاتي لهذه الأقاليم تحت السيادة المغربية، وهي المبادرة التي لقيت دعما دوليا متناميا كمبادرة واقعية وذات مصداقية وكشكل حضاري وديمقراطي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء. وأبرز أن الإرادة الملكية الراسخة في أن تتبوأ الأقاليم الصحراوية المكانة التي تستجيب لتطلعات سكانها تجد صداها في المشاريع القطاعية والمشاريع المهيكلة وفي التصور الجديد الذي جاء به النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم، الذي أغنته المقاربة التنموية التشاركية التي اعتمدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من أجل إطلاق دينامية حقيقية للتنمية بهذه الأقاليم. وذكر الكثيري بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال15 لعيد العرش المجيد، الذي أكد فيه جلالة الملك محمد السادس عزم المغرب على مواصلة إنجاز أوراش التنمية والتحديث بالصحراء المغربية، مجددا دعوته إلى التعبئة الجماعية واتخاذ المبادرات اللازمة لاستباق مناورات خصوم وحدة المغرب الترابية. كما ذكر الكثيري بما تضمنه هذا الخطاب السامي من تأكيد على حرص المغرب الأكيد على بناء صرح اتحاد مغاربي قوي، عماده، كما قال جلالة الملك "علاقات ثنائية متينة ومشاريع اقتصادية اندماجية". وقال إن أسرة المقاومة وجيش التحرير تجدد بهذه المناسبة "تعبئتها المستمرة ووقوفها الموصول تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية، كما تؤكد دعمها للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية في ظل السيادة الوطنية. وقبل ذلك كان ألقى كل من رئيس مجلس الجهة، المامي بوسيف، وممثل عن أسرة المقاومة بالجهة، كلمتين أكدا فيهما أهمية تخليد هذه الذكرى وما ترمز إليه من معان كمحطة بارزة في مسيرة الوحدة والتنمية. واستحضر المتدخلان المواقف البطولية لأبناء الجهة ولكافة أبناء الأقاليم الصحراوية في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، من خلال العديد من المحطات النضالية وتعبئتهم الدائمة وراء العرش العلوي المجيد للدفاع عن مقدسات البلاد وثوابتها، واعتزازهم بالمنجزات التي تحققت بالجهة في مختلف المجالات. وتم خلال هذا الحفل تكريم ثلة من المقاومين المتوفين والأحياء تقديرا لإسهاماتهم في معركة التحرير واستكمال الاستقلال، وما قدموه من خدمات جليلة وتضحيات جسام في سبيل الوحدة الترابية. كما تم بالمناسبة توقيع اتفاقية شراكة بين المندوبية السامية وعدد من الشركاء لبناء فضاء تربوي تثقيفي ومتحفي بجماعة بئر كندوز بإقليم أوسرد، سيتم إنجازه بكلفة مليوني درهم تصل فيها مساهمة وكالة الجنوب إلى مليون درهم، ومليون درهم مناصفة بين كل من مجلس الجهة والمجلس الإقليمي لأوسرد، فيما ستتكلف المندوبية بعملية التأطير والتجهيز.