نظم اليوم الاثنين بالداخلة مهرجان خطابي تخليدا للذكرى ال38 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري وتم خلاله استحضار عدد من المحطات المضيئة في مسيرة الكفاح من أجل الوحدة. وتطرق السيد الكثيري خلال هذا اللقاء الذي حضره كل من والي الجهة عامل اقليم وادي الذهب، وعامل اقليم اوسرد ، ورؤساء المجالس المنتخبة وعدد من الفعاليات المحلية وقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير الى دلالات تخليد هذه الذكرى المجيدة التي تتزامن وتخليد الشعب المغربي ومعه اسرة المقاومة وجيش التحرير للذكرى السادسة والخمسين لمعركة الدشيرة الشهيرة التي تعد معلمة وازنة في سجل تاريخ المغرب الوحدوي الحافل بالامجاد. وأكد أن أبناء الأقاليم الصحراوية شاركوا في معركة التحرير والوحدة، واسترخصوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الدفاع عن حياض الوطن وحماية مقدسات الامة وثوابتها ، وابلوا البلاء الحسن في مختلف المحطات الجهادية التي كانت هذه الربوع مسرحا لها في مواجهة الاستعمار الاجنبي ، متمسكين بروابط البيعة التي تجمعهم ابا عن جد منذ عدة قرون بملوك الدوحة العلوية الشريفة. وذكر السيد الكثيري بتجديد ممثلي واعيان وشيوخ قبائل اقليم وادي الذهب البيعة لجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه يوم 14 غشت 1979 ومخاطبة مبدع المسيرة الخضراء ومحرر الصحراء لرعاياه من ابناء هذه الربوع بقوله " اننا قد تلقينا منكم اليوم البيعة وسوف نرعاها ونحتضنها كاثمن واغلى وديعة". كما ذكر بزيارة جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه لوادي الذهب يوم 8 مارس بمناسبة تخليد الذكرى ال 19 لعيد العرش المجيد حيث تجددت اواصر التلاحم المتين والوشائج الوحدوية القوية بين العاهل الراحل وابناء هذه الربوع المجاهدة لتنطلق مسيرة النماء والبناء بكافة الاقاليم الجنوبية وادماجها في المجهود الوطني للتنمية الشاملة والمستدامة. وفي معرض حديثه عن المسيرة الوحدوية والتعبئة الوطنية لحماية مقدسات الامة وثوابتها اكد السيد الكثيري ان المغرب بقيادة عاهله المفدى جلالة الملك محمد السادس يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة وصيانة وحدته الترابية و يسعى الى تقوية اواصر الاخوة بالمنطقة خدمة لشعوبها واستشرافا لافاق مستقبلها المنشود. وذكر في هذا السياق بمبادرة المغرب الجريئة بمنح حكم ذاتي موسع للاقاليم الصحراوية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية، مؤكدا انه رغم مناورات خصوم الوحدة الترابية فان المغرب مقتنع بعدالة ونجاح قضيته وسيظل متمسكا بحقوقه الشرعية في صحرائه ومتشبثا بإيجاد حل سياسي متفاوض عليه لقضية الصحراء المغربية تحت اشراف هيأة الاممالمتحدة. وبعد ان تطرق السيد الكثيري الى اهمية الاوراش الاصلاحية الكبرى التي يعرفها المغرب تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس اشار الى ان ما شهدته وتشهده الجهة والاقاليم الجنوبية بصفة عامة في عهد الوحدة من اوراش البناء والتنمية في مختلف المجالات ، يجعلها تسير قدما وباصرار في طريق الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المنشود. ومن جهة اخرى ذكر السيد الكثيري بالجهود التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير في مجال صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية سواء من خلال تنظيم العديد من الندوات واللقاءات والمنشورات والاصدارات او من خلال تكريم اعلام المقاومة ورجالاتها وابراز ما اسدوه من خدمات جلى في سبيل الحرية والاستقلال لتعريف الاجيال الصاعدة بتاريخ المقاومة المغربية وملاحم المغرب البطولية. والقيت خلال هذا الحفل الذي حضره ايضا ممثلون عن عدد من المنظمات وجمعيات المجتمع المدني كلمات اجمعت على ابراز اهمية تخليد ذكرى جلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية يوم 28 فبراير 1976 كحدث وطني بارز في سجل تاريخ المغرب الحديث حينما رفرف العلم المغربي خفاقا في سماء الاقاليم الجنوبية المسترجعة لتبدأ مرحلة جديدة في ملحمة الوحدة والبناء التنمية. واستعرض المتدخلون المشاريع التنموية التي تشهدها جهة وادي الذهب لكويرة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وما تتوفر عليه من مؤهلات وامكانات هامة تجعلها قطبا هاما في الجنوب المغربي الذي يعتبر بوابة المملكة نحو العمق الافريقي. وجددوا التأكيد على تعبئة ساكنة الجهة المتواصلة وراء جلالة الملك محمد السادس للدفاع عن مغربية الصحراء وصد كل المناورات والدسائس التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية. وقد تم بمناسبة تخليد هذه الذكرى المجيدة تكريم 16 من منتخبي جهة وادي الذهب لكويرة وفاء لما اسدوه من خدمات جليلة لجهتهم ووطنهم