تمكن 177 مغربيا قادمين من ليبيا من الدخول إلى تونس، عبر معبر "رأس جدير" الحدودي، رغم تعليق السلطات التونسية لنشاط المعبر الحدودي، بشكل جزئي، كإجراء وقائي جراء تدفق الوافدين من ليبيا ومحاولاتهم العبور بالقوة نحو التراب التونسي. (أرشيف) وعلمت "المغربية"، أن الدول المغاربية والولاياتالمتحدة الأمريكية ومصر تؤيد قرار السلطات التونسية في تعليق نشاط معبرها الحدودي مخافة تسلل إرهابيين، فارين من ليبيا، إلى دول الجوار. إلا أن جهودا دبلوماسية مغربية تمكنت من فتح المعبر، بشكل استثنائي، في وجه عدد من المغاربة. وأوضح جمال حسن، القنصل العام للمغرب بتونس، أن معبر "رأس جدير" الحدودي بين ليبيا وتونس شهد، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، توافد 177 مواطنا مغربيا، قادمين من ليبيا، نتيجة اقتتال الليبيين في ما بينهم، وهو ما تسبب في عدم استقرار الأوضاع الأمنية. وأضاف القنصل العام للمغرب بتونس، في تصريح إعلامي، أن "30 مواطنا مغربيا آخرين لم يتمكنوا من دخول التراب التونسي بسبب عدم توفرهم على جواز السفر وتذاكر السفر من مطار تونس في اتجاه المطار الدولي للدارالبيضاء كما تشترط ذلك السلطات التونسية"، مشيرا إلى أن المصالح القنصلية للمملكة المغربية "تبذل قصارى جهودها من أجل إيجاد حل لوضعية هؤلاء حتى يتسنى لهم الالتحاق بالأراضي التونسية عبر هذا المعبر الحدودي، قبل التوجه إلى أرض الوطن". من جانب آخر أعرب المغرب والولاياتالمتحدة والجزائر ومصر وتونس، عن قلقها العميق إزاء التحديات السياسية والأمنية التي تواجه ليبيا وتأثير تلك التحديات عبر شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. وأعلنت الدول الخمس، في بيان مشترك حول ليبيا أول أمس الأربعاء بالولاياتالمتحدة الأمريكية، توصلت "المغربية" بنسخة منه، بأنها تؤيد مشاركة جميع الأطراف في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، موجهة الدعوة إلى جميع الأطراف في ليبيا إلى تبني وقف إطلاق نار فوري، وإلى إجراء مفاوضات لمعالجة احتياجات الأمن والاستقرار في البلاد. وجاء في البيان المشترك إن "استمرار العنف بين الليبيين يخلق أزمة إنسانية مأساوية تؤثر على حياة أشد الفئات ضعفا وتهدد التحول الديمقراطي في ليبيا". وأكد مكتب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن أن اجتماع ممثلي حكومات المغرب، والجزائر، ومصر، وليبيا، وتونس، والولاياتالمتحدة، حضره مسؤولون حكوميون في الدول الخمسة. وأن الولاياتالمتحدة الأمريكية لها الرغبة في التعاون مع دول المغرب العربي لإحلال الأمن والاستقرار في ليبيا. ودعا بيان الدول المغاربية والولاياتالمتحدة الأمريكية جميع الليبيين إلى رفض الإرهاب والعنف واستبدالهما بالحوار السياسي لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي تنتشر في جميع أنحاء البلاد، مجددين دعوتهم لمجلس النواب الليبي، المنتخب في وقت سابق، والمؤسسات الديمقراطية الأخرى في ليبيا إلى "تبني سياسات شاملة تعود بالفائدة على جميع الليبيين، وبتشكيل حكومة تلبي احتياجات الشعب الليبي للأمن والمصالحة والازدهار". وثنى بيان الدول الخمس، على "تصميم الشعب الليبي لضمان أن الحكم الديمقراطي وسيادة القانون يشكلان حجر الأساس لمستقبل بلدهم"، مؤكدين أن المجتمع الدولي يقف "بحزم وراء الشعب الليبي، ويدعم المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا في ليبيا، ويرفض التدخل الخارجي في المرحلة الانتقالية في ليبيا".