تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    مكتب الصرف يصدر دورية تنص على إجراءات تسهيل وتبسيط نظام السفر للدراسة في الخارج    متهم في "ملف إسكوبار" يكشف دوره في الزج بخصوم بعيوي في السجن بافتعال حوادث    أداة "ذكية" للكشف عن أمراض القلب قبل ظهور الأعراض    "آبل" تدفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية حول التنصت على محادثات خاصة للمستخدمين    تتقدمهم كربوبي.. خمسة حكام مغاربة لإدارة مباريات "الشان"    تتجاوز مليون ساعة تحليق .. المغرب يتسلم طائرات مسيّرة "بيرقدار TB2"    مروحية البحرية المغربية تنقذ مريضا على متن سفينة أجنبية    توقيف شخص بأكادير يشتبه تورطه في تزوير وثائق رسمية وعرضها للبيع بمقابل مادي    الموسم الثاني من "لعبة الحبار" يحقق 487 مليون ساعة مشاهدة ويتصدر قوائم نتفليكس    عبد الرحمان بن زيدان.. قامة مسرحية شامخة في الوطن العربي بعطائه المتعدد وبَذْله المُتجدّد    إحداث أزيد من 78 ألف مقاولة جديدة خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2024    إدارة سجن طنجة 2 توضح: حالات الحصبة محدودة والوضع مستقر    الوزير مزور ينفي وجود خلاف أو توتر بينه وبين نواب حزب الاستقلال    توقيف "طبيب نفساني" متورط في عمليات اغتصاب بمركز للمعوقين في بلجيكا    أيت منا يجدد الثقة في موكوينا ويمنحه 3 مباريات للاستمرار في تدريب الوداد البيضاوي    الوداد لمداواة الجراح أمام "الماط" وقمة ملتهبة بين تواركة و"الماص"    وزير العدل يقاضي صحافي    "الوسيط" يتلقى أزيد من 7 آلاف شكاية وتظلم .. والفئات الهشة تتصدر    النقابة الوطنية لصناعة البترول والغاز…نداء عاجل لإنقاذ شركة سامير    بعثة نهضة بركان تشد الرحال صوب باماكو تأهبا لمواجهة الملعب المالي    2025: عام الاعتراف الدولي النهائي بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية    وثيقة فرنسية مسربة تكشف المستور بخصوص تندوف والمناطق المجاورة    الذهب يرتفع بدعم من الطلب على الملاذ الآمن    بورصة البيضاء تفتتح التداولات بارتفاع    سليمان الريسوني.. رعديد في الفايسبوك    الHCP: واردات المغرب تنخفض ب1.6% والصادرات تسجل ارتفاعاً ب0.5%    الودائع البنكية تتجاوز 1.225 مليار..    كيوسك الجمعة | الحكومة تكشف أسرار المفتشية العامة للمالية بعد 65 سنة من تأسيسها    باب برد وإساكن.. المرتفعات الجبلية لجوهرة الريف تتزين برداء أبيض ناصع    الصين: مطارا شانغهاي يسجلان أكثر من 124 مليون رحلة ركاب في 2024    إطلاق مسابقة لتصميم محطات القطار الفائق السرعة والقطار الإقليمي    نهضة بركان يجدد عقدي لبحري وخيري لموسمين    وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في دمشق في أول زيارة غربية رفيعة منذ سقوط الأسد    غابة الأمازون البرازيلية سجلت في 2024 أكبر عدد من الحرائق منذ 17 عاما    أعلى حصيلة منذ حرب 1973.. جيش الاحتلال ينشر عدد قتلاه خلال عدوان غزة    الشاعرة الأديبة والباحثة المغربية إمهاء مكاوي تتألق بشعرها الوطني الفصيح في مهرجان ملتقى درعة بزاكورة    تعليق محاولة توقيف رئيس كوريا الجنوبية    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    خبير يكشف عن 4 فوائد أساسية "لفيتامين د" خلال فصل الشتاء    سقوط طائرة ركاب في كازاخستان    مجازر إسرائيل مستمرة في غزة... 25 شهيدا بينهم قائد الشرطة في القطاع    رأس السنة الأمازيغية الجديدة.. "ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط" يوم 15 يناير الجاري بالرباط    الجيش الملكي يضع اللمسات الأخيرة قبل مواجهة مانيما    وفاة أكبر بطلة أولمبية في العالم المجرية أغنيش كيليتي عن 103 أعوام    الفيفا تعتبر إبراهيم دياز نقطة تحول في مسار المنتخب الوطني سنة 4202    مدوّنة الأسرة… استنبات الإصلاح في حقل ألغام    هولندا.. العثور على جثة مهاجر ينحدر من الريف بعد 11 يوما من اختفائه    قطب الريسوني ورشيدة الشانك ومحمد العناز يفتتحون سنة 2025 في دار الشعر بتطوان    إختتام الدورة السادسة للمهرجان الدولي للسينما و التراث    كلشي بالمكتاب .. الدوزي يختتم 2024 بإصدار جديد    أحكام ‬قضائية ‬‮‬ضد ‬‮"صناع ‬التفاهة" وارتياح ‬كبير ‬لدى ‬للرأي ‬العام    الطهي يتجاوز الفواكه والخضروات باستخدام أجزاء الأشجار    بنكيران: الملك لم يورط نفسه بأي حكم في مدونة الأسرة ووهبي مستفز وينبغي أن يوكل هذا الموضوع لغيره    الثورة السورية والحكم العطائية..    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلطان أبو عرابي: ننظر إلى المغرب باحترام لأن لديه إرادة لتحقيق نهضة شاملة بقيادة جلالة الملك محمد السادس
رئيس اتحاد الجامعات العربية قال لالمغربية إن دعم البحث العلمي ومحاربة البطالة أفضل سلاح لمواجهة التخلف والتطرف
نشر في الصحراء المغربية يوم 30 - 05 - 2014

قال الدكتور سلطان أبو عرابي العدوان، رئيس اتحاد الجامعات العربية، إن عدة عوامل أثرت تأثيرا إيجابيا على الحالة في المغرب أولها رؤية جلالة الملك محمد السادس الذي قاد إلى معالجة المشاكل علاجا جذريا، قبل ما يحدث الآن في العالم العربي بسنوات.
تصوير (هشام الصديق)
وثمن في حديث خص به "المغربية" النموذج، الذي يقدمه الشعب المغربي، والصورة الحضارية التي قال إنه قدمها لأنه لم ينخرط في الأمور السلبية والتخريبية التي تعود ببعض البلدان العربية إلى الخلف.
وعبر الدكتورسلطانأبوعرابي عن انشغاله بمشكلة البطالة، التي تستشري في البلدان العربية، التي قال إنها ستكون مطالبة بتوفير 50 مليون منصب شغل في غضون 15 عاما المقبلة، مشددا على أهمية اضطلاع القطاع الخاص بمهمته في هذا المجال، وفي ما يلي نص الحوار:
لنبدأ حوارنا بإتاحة الفرصة لكم للحديث عن اتحاد الجامعات العربية، الذي تتحملون مسؤولية رئاسته.
إن اتحاد الجامعات العربية هو المظلة الرئيسية، التي تهتم بشؤون الجامعات والتعليم العالي في العالم العربي، وتنخرط في الاتحاد 280 جامعة من 22 دولة عربية، وتتجلى مهمته في التنسيق ودعم التعاون بين الجامعات العربية في كافة المناحي التعليمية، والتربوية، والبحث العلمي، وتنقل الطلاب والأساتذة من وإلى الجامعات العربية، ومن خلال المؤسسات المختلفة في اتحاد الجامعات العربية يكون هذا العمل المشترك. وتضم هذه المؤسساتتسعة مراكز ومجالس موزعة في العالم العربي،وهناك 22 جمعية علمية أكاديمية تسمى الجمعيات العلمية المتناظرة.
في أي إطار تأتي زيارتكم للمغرب؟
تأتي زيارتي إلى المملكة المغربية الشقيقة في إطار المشاركة في الجمعية العمومية لجمعية كليات الآداب في الوطن العربي، بدعوة كريمة من جامعة سيدي محمد بنعبدالله بمدينة فاس، وحضر الاجتماع حوالي 60 عميدا لكليات الآداب بالوطن العربي.
وألقيت محاضرة رئيسية تناولت واقع الحال في التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، وتحدثت عن تاريخ نشأة الجامعات العربية ومنها بطبيعة الحال جامعة القرويين التي أسست في عام 859 ميلادية، وكانت الجامعة التي يرتادها العلماء العرب والعلماء الأوروبيون، الذين كانوا يتلقون العلم على أيدي العلماء العرب بمدينة فاس، وتحدثت عن المعوقات المختلفة التي تواجه البحث العلمي والتعليم العالي في الوطن العربي وتناولت ظاهرة هجرة العلماء العرب إلى أوروبا وأمريكا. على سبيل المثال هناك 20 في المائة من طلبتنا يهاجرون سنويا، وهناك إحصائية تؤكد أن 54 في المائة من الطلبة العرب الذين يدرسون في الجامعات والمعاهد الأوروبية والأمريكية ليست لديهم نية العودة إلى أوطانهم، و34 في المائة من الأطباء الممارسين في بريطانيا هم من أصول عربية أو مسلمون.
أرى أن عدة أسباب تقف وراء ذلك، منها عدم وجود الاستقرار السياسي في عدد من الدول العربية وغياب البيئة العلمية المناسبة في الوطن العربي للباحثين، بالإضافة إلى عدم وجود العدالة الاجتماعية والحرية الفكرية وضعف الرواتب والحوافز في الوطن العربي.
ما هي الأمور التي ركز عليها المؤتمر المنعقد في فاس؟
تركز المؤتمر الذي عقد في مدينة فاس على بحث مجال التعاون بين كليات الآداب في الوطن العربي والتعاون المشترك من خلال الإشراف المشترك على رسائل الماجستير والدكتوراه، وجرى بحث ضمان جودة التعليم في الجامعات العربية وملاءمة التعليم بسوق العمل.
وجرى البحث في واقع المجلة العربية لكليات الآداب وتأكيد أهمية أن يصبح لها رئيس تحرير وهيأة استشارية دولية من الجامعات العربية، وأن تنشر أبحاث الأساتذة في الجامعات، وأن تعتمد الجامعات العربية وتعترف بالبحوث التي تنشر في المجلة، التي أصبحت محكمة ومفهرسة ولها سمعة عالية في الجامعات العربية.
بحثنا، أيضا، موضوع تنقل الطلبة وحركات الأساتذة وأن تستفيد بعض الدول العربية، التي هي في حاجة إلى طاقم أكاديمي من بعض الدول، التي تتوفر فيها أعداد كثيرة فعلى سبيل المثال دول الخليج في حاجة إلى أساتذة من الأردن، والمغرب، وتونس، ومصر، لأن هذه الدول لديها فائض،في حين يوجد نقص حاد في دول الخليج العربي.
باسمي وباسم اتحاد الجامعات العربية أشكر المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا على استضافة هذا المؤتمر المهم، الذي يعتبر من المؤتمرات التي نهتم بها نحن في اتحاد الجامعات العربية.
إن زيارتي ليست الأولى إلى المملكة المغربية، إذ كنت قبل عامين تحديدا في زيارة لجامعة سيدي محمد بنعبدالله في فاس، حيث انعقد المؤتمر العام للدورة الخامسة والأربعين في مارس 2012، وحضره أكثر من 200 رئيس جامعة عربية على مدار ثلاثة أيام.
خلال مقامي في المغرب زرت جامعة محمد الخامس في الرباط، والتقيت الدكتور وائل بنجلون وتباحثنا بخصوص وسائل التعاون المشترك بين اتحاد الجامعات العربية وجامعة محمد الخامس، التي نعتز ونفتخر ببرامجها المختلفة، وما قامت به خلال العقود الماضية، إذ تخرج منها آلاف الطلبة العرب الذين كانوا يدرسون فيها.
وتباحثت مع الدكتور أحمد نجم الدين، رئيس جامعة الحسن الأول، أيضا،بخصوص التعاون، بالإضافة إلى اجتماعي مع رئيس جامعة سيدي محمد بنعبد الله الدكتور عمر الصبحي والدكتور عمر حلي، رئيس جامعة ابن زهر في أكادير وتناولنا العمل المشترك.
تحدثت هاتفيا مع وزير التعليم العالي الدكتور لحسن الداودي عن وسائل التعاون المشترك بين الجامعات العربية والجامعات المغربية، وطلبت منه أن يحث الجامعات المغربية غير الأعضاء في الاتحاد على الانخراط فيه قريبا.
تواجه الدول العربية والإسلامية مشكلة الخروج عن السطر والجنوح نحو التطرف فما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه التعليم في مواجهة التطرف؟
عندما ننظر إلى الواقع في الوطن العربي نجد أن نسبة عالية من الشباب لا تجد العمل في أوطانها فتهاجر إلى الخارج، ومع ذلك فإن نسبة البطالة ما تزال عالية، وهذا كان له تأثير كبير على موجة ما يسمى الربيع العربي، إذ كانت هناك حركات للشباب في كثير من الدول مثل تونس، وليبيا، ومصر، واليمن، وأتت على ما أتت عليه، ونأمل حقيقة في أن يتحسن الوضع الاقتصادي في كثير من الدول العربية وإذا كان هناك تكامل وتنسيق بين هذه الدول يمكن وضع حد للبطالة المتزايدة في الوطن العربي. إن عدم وجود الوظائف المناسبة في كافة الدول العربية يخلق مشكلات اجتماعية واقتصادية وعدم الثبات السياسي، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى مختلف الظواهر، التي نراها الآن وعلى رأسها التطرف، والبعد عن الوسطية، فالدين الإسلامي يحث على الوسطية ومجتمعاتنا العربية كانت دائما تحث على الوسطية، ولذلك نأمل من حكوماتنا أن توفر الوظائفللشباب باعتباره عُدة المستقبل، كما علينا أن نبذل الجهود ونستعمل كافة الوسائل للحد من البطالة وإيجاد الوظائف المناسبة لهؤلاء الشباب وتمكينهم من الانخراط في العمل لأن عدم وجود العمل يؤدي إلى الكسل والكبت والانفجار، وهذه كلها عوامل تؤثر على الاستقرار في الوطن العربي، لكن نأمل أن يتغير الحال ويحدث تعاون بين دولنا العربية والدول الأوروبية المجاورة، التي تحتاج إلى ذوي المؤهلات العلمية في الكثير من التخصصات، وهناك طلبات تركز على الفنيين والمهرة خاصة في دول مثل ألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وهناك مئات الآلاف من العرب المهاجرين إلى هذه الدول.
في غالب الأحيان لا يجنح الكثير من الشباب الذي نال حظه من التعليم العالي، وتمكن من الحصول على شهادات عليا، لكن هناك نسبة انجرفت وراء التطرف وتورطت في ارتكاب أعمال إرهابية، في نظركم ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه التعليم في تحصين هذه الفئة؟
إن التعليم يسجل حضوره بشكل فعال، ويلعب دوره على أحسن وجه، لكن التحصين هو مهام الحكومات التي يفترض أن تضع برامج اقتصادية واجتماعية كفيلة بأن تشعر الشباب العربي بالوجود والانتماء، إذا لم يكن هناك إشراك فعلي للشباب في الحياة العامة، ولم تكن هناك برامج هادفة تحتضن هذه الفئة المهمة من المجتمع فعلينا أن ننتظر الأسوأ لأن الشباب الذي يفترض فيه أن يكون بمثابة العمود الفقري سيتحول إلى قنبلة موقوتة في الوطن العربي على غرار ما شاهدناه في الربيع العربي خلال السنوات الماضية.
ألا ترون أن تفادي ذلك يتطلب ملاءمة البرامج التعليمية مع متطلبات سوق الشغل؟
إن القطاع الخاص في الدول العربية مازال ضعيفا، ولا يلعب دورا كبيرا عكس ما هو عليه الأمر في الدول المتقدمة، من شأن القطاع الذي نحن بصدد الحديث عنه أن يساهم في حل مشكلة البطالة عبر خلق مناصب الشغل. في الغرب سواء في أوروبا أو أمريكا يوفر القطاع الخاص مناصب الشغل للشباب، ويخلق البيئة المناسبة، ويحمل على عاتقه مهمة التكوين المستمر، أما في الوطن العربي فإن القطاع الخاص ما يزال حضوره باهتا ومحدودا، وأنا آمل أن تعي الشركات وأيضا البنوك بالدور الذي ينبغي أن يلعبه القطاع، وأن تحفز الحكومات، أيضا، أرباب الشركات على توفير مناصب الشغل.
دخل المغرب في السنوات الأخيرة تجربة تتمثل في تشجيع الشباب على خلق مقاولته بدل الانتظار في صف طويل فرصة الحصول على منصب شغل بات الأمل فيه ضئيلا، وأكيد أنكم سمعتم عن سياسة دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا فكيف ترون هذا الأمر؟
بكل صراحة هذه علامة فارقة بين المغرب والكثير من الدول العربية. إنها تجربة رائدة دون شك وجديرة بالاهتمام، أثمن هذا التوجه المغربي، وأتمنى أن تحذو الدول العربية الأخرى حذو المملكة المغربية.
حقيقة نحن ننظر إلى المغرب باحترام لأن لديه إرادة لتحقيق نهضة شاملة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، ويواصل السير في هذا الاتجاه لاستثمار ما لديه من مؤهلات تتمثل في المصانع والمعادن والثروات الحيوانية والسمكية، وسياسة فلاحية توفر ثروات زراعية متنوعة وهذه مجموعة عوامل تعد مصدر قوة بالنسبة إلى الاقتصاد المغربي.
أرى أنه بات لزاما على الحكومة المغربية أن تهتم أكثر بالتعليم وتكوين كفاءات مؤهلة لاستثمار كل الفرص، التي تتاح لها سواء من خلال الثروات والإمكانيات، التي أسلفت ذكرها أو الحوافز المتمثلة في دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا، وأيضا ليستفيد المجتمع المغربي من مؤهلات كفاءاته.
إن الشركات الصغيرة تغرس في أوساط المجتمع خاصة الشباب روح المبادرة وتخفض نسبة البطالة وبإمكان هذه الشركات أن تصبح ذراعا مهما للشركات الكبرى ورافدا مهما من روافد التنمية الاقتصادية.
كيف يمكن للجامعة أن تؤهل الشباب علميا وتحضره نفسيا ليعي أن الوظيفة ليست الوسيلة الوحيدة لضمان المستقبل، بل إن الفكر المقاولاتي له أهميته؟
توجد في الوطن العربي حوالي 700 جامعة يدرس فيها حوالي 12 مليون طالب وخلال السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة يجب أن توفر الدول العربية حوالي 50 مليون منصب شغل أو وظيفة.
في نظري تلعب الجامعات دورها في ما يخص التكوين والتأهيل، والمطلوب هو التركيز بشكل أكبر على الاختصاصات العلمية والتكنولوجية المطلوبة في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، لكن السؤال الذي يجدر طرحه هو هل أنجزت الدول العربية دراسات تمكنها من توفير الشغل لهؤلاء الخريجينالذين سيفوق عددهم في غضون 15 عاما 50 مليون خريج، وإذا لم توفر لهم الوظائف، فإنهم سيشكلون خطرا على أوطانهم، لهذا قلت إن المغرب يشكل علامة فارقة لأنه يبحث عن مخرج لمشاكل الخريجين، الذين سيصبحون أرباب شركات ويوفرون الشغل للآخرين.
كيف يمكن للجامعة في العالم العربي أن تهيئ الأرضية الصالحة للانتقال الديمقراطي؟
-لو نظرنا إلى واقع البحث العلمي في الوطن العربي يتضح لنا أنه مازال ضعيفا، ويعود هذا إلى ضعف نسبة تمويل البحث العلمي، التي لا تتجاوز خمسة أعشار في المائة من الدخل القومي لأي دولة عربية، في حين يبلغ في الدول الصناعية نسبة تتراوح بين 4 و6 في المائة من الدخل الوطني، ثانيا في ما يخص الباحثين هناك 500 باحث عربي لكل مليون نسمة، في حين يبلغ عدد الباحثين في الدول الصناعية مثل كوريا واليابان وأمريكا 6000 باحث لكل مليون.
يبلغ عدد السكان في الوطن العربي حوالي 400 مليون نسمة، أي حوالي 6 في المائة من سكان العالم، لكن نسبة المساهمة في البحث العلمي لا تتجاوز ثلاثة أعشار في المائة، في حين تعادل نسبة مساهمة أمريكا 35 في المائة، أما بريطانيا، وألمانيا، والصين، فتمثل مساهمة كل دولة منها 8 في المائة، وإسرائيل للأسف تبلغ مساهمتها في البحث العلمي أربعة أضعاف ما يصرفه العالم العربي على البحث العلمي.
خلاصة القول نحن في حاجة إلى مردود ملحوظ للبحوث العلمية من الناحيتين العلمية والاجتماعية، نطالب الحكومات العربية بزيادة ودعم تمويل البحث العلمي وإيجاد مراكز الأبحاث العلمية الجيدة وإرسال الطلبة المتفوقين إلى الخارج، وحثهم على العودة إلى أوطانهم، لأننا إذا نجحنا في تعليم هؤلاء الطلبة وتدريبهم وأعدناهم إلى أوطانهم وهيأنا لهم الفرص المناسبة، فإن هذا سيكون أفضل سلاح لمواجهة مشاكل التطرف وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي اللذين يهددان البلدان العربية.
تحصر النظرة الكلاسيكية العربية التقدم علميا واقتصاديا في أوروبا وأمريكا، في حين هناك اقتصاديات صاعدة في آسيا ألا ترون أنه آن الأوان لتوجه العرب نحو هذه البلدان لرفع مستوى التحصيل والبحث العلميين؟
هذا بطبيعة الحال ما ينبغي، وعلينا أن نطرح السؤال على أنفسنا حول أسباب تقدم ماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، لماذا نهضت في السنوات الثلاثين الأخيرة؟ لماذا لم تنهض الدول العربية؟
صراحة بدأ الوعي متأخرا بأهمية التوجه نحو بلدان شرق آسيا المتقدمة، وبدأ الطلبة العرب بنسبة معينة يتابعون دراستهم في هذه الدول، لأنهم يرغبون في الاستفادة من تجارب الدول سالفة الذكر، ولابد من انخراط القطاع الخاص في ضمان فرص الشغل لخريجي الجامعات في شرق آسيا لتحفيزهم على العودة إلى بلدانهم، لهذا نعتزم في اتحاد الجامعات العربية عقد مؤتمرات نهدف من ورائها إلى تمكين الدول العربية استرجاع علمائها لتستفيد من خبراتهم ودراساتهم، وتمكينهم من المساهمة في تنمية ونهضة بلدانهم.
تحدثتم عن أهمية دور القطاع الخاص في ضمان الاستقرار اقتصاديا واجتماعيا فماذا عن دوره في التعليم والتكوين الجامعي؟
أرى أنه مجال جدير بأن يستثمر فيه العرب، ألاحظ أن الكثير من بلدان الخليج تستثمر في أوروبا وأمريكا، وآن الأوان لتستثمر في العالم العربي، لأنها ستساهم في حل الكثير من المشاكل وفتح أبواب التعاون واندماج الشباب العرب.
نحن في المشرق وخاصة في الأردن أنشأنا الكثير من الجامعات الخاصة التي ساعدت على حل العملية الصعبة والمعقدة وجعلت الطلبة أكثر تشبثا بأوطنهم وبذلك حافظنا على العملة الصعبة وعلى شبابنا والتغيرات الاجتماعية. وعلمت أن المغرب سار بدوره في هذا الاتجاه، وهذا أمر مهم لأن الجامعات الخاصة تساهم في حل الكثير من المشاكل، لكن لا ينبغي إنكار ما قد تخلف من آثار سلبية في جامعاتنا العربية.
لم يتأثر المغرب بالفورة التي شهدها ويشهدها العالم العربي وما تلاها من عدم استقرار
أعتقد أن عدة عوامل أثرت تأثيرا إيجابيا على الحالة في المغرب أولها رؤية جلالة الملك محمد السادس الذي قاد إلى معالجة المشاكل علاجا جذريا قبل ما يحدث الآن في العالم العربي بسنوات، وبالتالي لم يكن الشعب المغربي لينجرف وراء هذه الموجة، لأنه متعلم ويهمه الاستقرار السياسي والاقتصادي.
يقدم الشعب المغربي صورة حضارية ونموذجا ينبغي الاقتداء به، إذ لم ينخرط في الأمور السلبية والتخريبية التي تعود ببعض البلدان إلى الخلف.
لهذا، نبارك كل المبادرات المغربية والانخراط المسؤول في التجربة الديمقراطية ما يؤثر إيجابيا على مسار هذا البلد الشقيق.
وصف الإعلام بما فيه الغربي التحولات التي تحدث في المغرب ومن بينها ما جاء به الدستور الحالي بأنها صناعة للمستقبل، فكيف تنظرون أنتم إلى الأمر؟
إنه وصف صحيح ودقيق وهذا ما ننشده في البلدان العربية الأخرى، أي عليها أن تجعل المواطن في مركز اهتماماتها، وتهتم بالشباب كثيرا ولا تسمح للدول أو الهيآت والأشخاص الأجانب بالتدخل في شؤونها الداخلية والخاصة.
بماذا تودون أن نختم هذا الحوار؟
حقيقة الشعب المغربي متعلم ومثقف، وهذا ليس وليد اليوم بل ضارب في القدم، فعندما تنظر مثلا إلى فاس عاصمة للثقافة المغربية، فإنها ساهمت بشكل وافر في تكوين الشباب المغربي القادم من كل المناطق، وأيضا الوافدين من مختلف الأقطار، واليوم أصبحت لديكم جامعات في مختلف المدن، وهذا أمر إيجابي.
لديكم حوالي مليونين من المهاجرين وأرى أنه بإمكان الكثيرين منهم أن يعودوا للمساهمة في التنمية الاقتصادية التي تشهدها بلادهم والتنمية الشاملة.
أتمنى لهذا الشعب مزيدا من التقدم في مختلف المجالات وأن يواصل مساره بعيدا عن التطرف، لأن النمو الاقتصادي والسياسي الذي تشهده بلادكم مفخرة حقيقية.
وأشكركم على الاستضافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.