تنطلق ٬يوم الجمعة بالعاصمة العلمية للمملكة٬ اشغال منتدى فاس التاسع حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي والشراكة الأورومتوسطية في سياق يتسم بتعدد وتنوع القراءات للوضع الراهن في الوطن العربي وبعدم الاستقرار خاصة في البلدان التي تشهد ما يسمى ب ( الربيع العربي ) . وسيبحث هذا المنتدى الذي ينظمه ( المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية ) بتعاون وتنسيق مع عدد من الشركاء المغاربة والأجانب موضوع ( التربية والتعليم وتنمية المجتمع في الوطن العربي .. التحديات والافاق ) . ويناقش المشاركون في هذا المنتدى الذين يتوزعون ما بين صناع القرار والفاعلين السياسيين ورجالات الفكر والأدب والدين والسياسة وممثلي المجتمع المدني من القارات الخمس المقاربات التي يجب اعتمادها لتقديم قراءة متأنية وواقعية لراهن ومستقبل التربية والتعليم والبحث العلمي وتطوير المناهج البيداغوجية وتنمية المجتمع في الوطن العربي في ظل التغيرات السياسية التي حدثت مؤخرا في بعض البلدان العربية . كما يبحث المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام مجموعة من القضايا والمواضيع التي تتعلق بآليات المنظومة التربوية بالعالم العربي والتصورات الكفيلة بتطويرها من اجل تنمية وتطوير البحث العلمي وضمان الجودة في مناهج التعليم إلى جانب دراسة ومناقشة كل القضايا المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في تقاطعاتها مع مجالات التربية والتكوين وتنمية المجتمع . وجاء في ورقة تقديمية للمركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية أن المطلوب من العالم العربي اليوم ” البحث عن قاعدة تعليمية صلبة ومتمكنة مما يستلزم جهدا كبيرا من كل المتدخلين والمعنيين بقضايا التعليم لمعرفة مدى ملاءمة المناهج التربوية والنظام التعليمي المعتمد مع الأهداف المرسومة ” مشيرا إلى الإكراهات التي يعاني منها قطاع التعليم بالوطن العربي والمتمثلة بالخصوص في ارتفاع نسبة الأمية في بعض الدول العربية وكذا انعدام التصورات العملية والقابلة للتنفيذ من أجل إيجاد الحلول للمشاكل المستعصية في السياسة التعليمية . وأوضح المصدر ذاته أن نظام التعليم العربي ” يحتاج إلى إصلاحات عاجلة لمواجهة مشكلة البطالة وغيرها من التحديات الاقتصادية خاصة وأن الدول العربية لا تزال متخلفة عن كثير من الدول النامية في هذا المجال لأن بعضها لم يخصص سوى نسبة 5 في المائة فقط من إجمالي الناتج المحلي و20 في المائة من إجمالي الإنفاق الحكومي على التعليم خلال الأربعين سنة الماضية ” . وفي مجال التنمية المستدامة أكد المصدر أن الدول العربية مدعوة إلى اعتماد مقاربة موحدة ” تمكن من إدماج كل الطاقات البشرية العربية والإسلامية في مجال التنمية التشاركية في أفق تحقيق وسائل للتغيير نحو الأنماط المجتمعية التي تسمح لهذه المجتمعات من الرفع من قدرتها على تحقيق التنمية ” . فالعالم العربي والإسلامي مطالب – حسب نفس المصدر – ب ” مأسسة نظم اقتصادية وتنموية متماسكة مع العمل على إدماج الشعوب في عملية التنمية وفي سيرورة سياسية واجتماعية واقتصادية مندمجة ترتكز على تحسين شروط الحياة بشكل دائم ومستمر مع تقوية مختلف المجالات المجتمعية بما فيها الاقتصادية والبيئية باعتبارها هي الاستثمار الأمثل لكل الموارد ووضعها في خدمة الإنسان ومن جهة أخرى سيتطرق المنتدى إلى التحولات السياسية والاجتماعية العميقة التي شهدتها ولا تزال العديد من البلدان العربية منذ السنة الماضية حيث سيحاول المشاركون الإجابة على التساؤلات الحارقة التي طرحتها الانتفاضات التي عرفتها العديد من البلدان والتي تهم بالخصوص قضايا الحريات والكرامة والفقر والتهميش والتنمية وغيرها . وعلى صعيد آخر سيتميز حفل افتتاح منتدى فاس بالإعلان الرسمي عن إنشاء ( الجامعة الاورو متوسطية ) التي سيكون مقرها بمدينة فاس . وتطمح هذه الجامعة التي حصلت على صفة ” مشروع أورومتوسطي” بمناسبة اجتماع الموظفين السامين للاتحاد من أجل المتوسط في يونيو 2012 إلى نشر المعرفة والتكوين والبحث من مستوى عالي مع التركيز على مواضيع ذات فائدة بالنسبة للفضاء الأورومتوسطي . كما تهدف الجامعة إلى أن تكون منبرا متميزا للتفكير المبني على القيم التي يحملها المغرب في مجال التسامح والحوار والتبادل بين الثقافات في المنطقة الأورومتوسطية وقطبا للامتياز في مجال الخلق والإبداع المتطابق مع المعايير الدولية في ميدان الهندسة والبحث . ومن شأن هذا المشروع ” أن يساهم في خلق الثروة بواسطة المعرفة والمهارات العلمية والتكنولوجية ” إلى جانب مساهمة الجامعة في تكوين نخبة من المفكرين والباحثين حول القضايا الأورومتوسطية والمجالات ذات الفائدة الكبرى بالنسبة للمغرب . وستتموقع الجامعة الأورومتوسطية التي عقدت جمعيتها العامة التأسيسية يوم 24 نونبر الماضي بفاس على شكل ( مدينة ) جامعية على مساحة تقدر بعدة هكتارات وستستقبل الطلبة والأساتذة والموظفين الإداريين والتقنيين من مختلف بلدان المنطقة الأورومتوسطية إلى جانب طلبة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقارة الإفريقية . وسيبدأ التكوين بهذه الجامعة مع الدخول الجامعي لسنة 2015 ومن المتوقع أن يصل عدد الطلبة المنتسبين إلى هذه المؤسسة التعليمية العالية إلى 6000 طالب خلال سنة 2024 و 10000 طالب سنة 2032 . يشار إلى أن المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية الذي تأسس سنة 2007 والذي يضم العديد من المفكرين والباحثين والخبراء يبحث في العديد من المجالات الاستراتيجية الكبرى سواء في منها الدبلوماسية أو السياسية الوطنية والدولية إلى جانب اهتمامه بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لدولة من الدول او لبعض الفضاءات الجيوسياسية