افتتح منتدى فاس حول الاتحاد من أجل المتوسط اليوم الأربعاء أشغال دورته الثالثة بالدعوة إلى التزام متوسطي من أجل النهوض بالمبادلات التربوية والثقافية كدعامة أساسية لإنجاح مشروع الاتحاد. وأجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى،الذي يتناول تحديات التربية والثقافة بالنسبة للاتحاد من أجل المتوسط،على أهمية تخصيب العنصر البشري وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين الضفتين في مجال التعليم والتكوين والتنشيط الثقافي لإعطاء الاتحاد مدلوله الإنساني العميق. وسجل الشاذلي النفاتي،الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية،القيام بخطوات هامة في إطار التعليم والتكنولوجيا والموارد البشرية على مستوى الشراكة الأورومتوسطية،مشددا على أهمية بناء فضاء ثقافي وعلمي مفتوح يقوم على تكثيف المبادلات الطلابية والعلمية وتوحيد برامج التكوين وتعزيز شبكة المؤسسات العلمية في جنوب المتوسط. وأشار النفاتي إلى أن بناء اتحاد متوسطي فعال وحيوي يخدم مصلحة الدول الأوروبية التي تضمن منزلتها كقطب كبير في الساحة الاستراتيجية الدولية كما يخدم مصلحة دول الجنوب التي يمكنها أن تجد في أوروبا قاطرة لتسريع مسلسل التنمية والتحديث. واعتبر الدكتور بشارة خضر،الجامعي الفلسطيني-البلجيكي،أن العلاقات الثقافية بين ضفتي المتوسط تغلي بالتوتر وانتشار الأحكام المسبقة لدى الطرفين،خصوصا منذ أحداث 11 شتنبر. ودعا بشارة خضر إلى تكثيف برامج التوأمة بين الجامعات المتوسطية وتبادل البعثات الطلابية والدراسية وتوطيد الشراكة في المجالات الفنية والابداعية من أجل بلورة فضاء إنساني متناغم يدعم الحركية الاقتصادية والسياسية في المجال الأورومتوسطي. ومن جانبه،توقف السيد امحمد الدويري،رئيس مجلس جهة فاس-بولمان عند ضرورة تعميق التأمل في سبل تدبير إشكاليات التعليم والثقافة في الفضاء المتوسطي منبها إلى أن بلدان الجنوب تشكو عجزا تعليميا يتمثل في انتشار الأمية وعدم تكافؤ الفرص في ولوج المعرفة وعدم ملاءمة البرامج التربوية واستفحال الهوة الرقمية. ورأى السيد محمد القباج رئيس مؤسسة "روح فاس" أنه لا مستقبل لأجيال الغد خارج إطار الاتحاد من أجل المتوسط الذي سيكون مدعوا إلى رفع تحديات المنافسة إزاء باقي التكتلات الجهوية،مشددا على أهمية العامل التربوي والثقافي في إعطاء الاتحاد مزيدا من الفعالية والاستدامة. وتتواصل أشغال منتدى فاس الذي ينظمه المركز المغربي متعدد التخصصات للدراسات الاستراتيجية والدولية بتعاون مع مؤسسة "روح فاس" والجماعة الحضرية،من خلال جلسات متنوعة تقارب مواضيع "التعاون الجامعي: لبنة قوية للاتحاد من أجل المتوسط"،"رهانات الثقافة والتربية في مسلسل بناء الاتحاد" و"أوضاع التربية والتعليم في الدول العربية في الوقت الحاضر: الواقع والآفاق" و"انجازات وآفاق السياسة التربوية في اطار المسلسل المتوسطي".