كشف عبد الرفيع الزويتن، المدير العام للمكتب الوطني للسياحة المغربية، أمس الأربعاء، في أول خروج إعلامي له، بعد توليه هذا المنصب منذ شهرين، عن الخطوط الكبرى للاستراتيجية المزمع اتباعها للنهوض وإنعاش السياحة بالمغرب في إطار رؤية 2020. عبد الرفيع الزويتن، المدير العام للمكتب الوطني للسياحة المغربية (الصديق) وأفاد الزويتن في لقاء صحفي عقد بالدارالبيضاء، أن التحولات التي يعيش على إيقاعها قطاع السياحة عالميا، تفرض إعادة النظر جذريا في منطلقات وآليات اشتغال المكتب، مشددا في الآن ذاته على أن مواكبه المسارات الكبرى لهذا المجال تتطلب اللجوء إلى إجراءات عميقة لنظم تدبير المكتب بغية تعزيز نجاعة حضوره، مع التركيز على التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير جاذبية الجهات بالمغرب، داعيا التمثيليات الديبلوماسية للمغرب في الخارج لتقوية دورها في التعريف بالمغرب في أبعاده الحضارية والتراثية والثقافية والجغرافية والسياسية، إلى جانب المقاولات المغربية الحاضرة بالأسواق الأجنبية، مثل المكتب الشريف للفوسفاط والتجاري وفا بنك، واتصالات المغرب، حيث اعتبر أنه رغم الأزمة العالمية الاقتصادية استطاعت المملكة خلال 2010 و2011، أن تجذب ما بين 9.3 و9.5 ملايين سائح أجنبي. وأفاد عبد الرفيع الزويتن، أن المكتب يتوقع ضمن استراتيجيته الجديدة، إعادة تأهيل نظم تدبيره، الأمر الذي سيهم تدبير الموارد البشرية والمالية، والتموقع الجغرافي للمندوبيات، إذ سيتم التخلي عن تمثيلية المكتب بفيينا في النمسا، لفائدة مندوبية المكتب بألمانيا، نظرا للقرب الجغرافي بينهما، مضيفا أن هذا الإجراء سيوفر مبلغا يتراوح بين 7 و10 ملايين درهم، يمكن استغلاله في سياق آخر أكثر نجاعة، كما أعلن عن إلغاء مندوبية دبي، إذ سيجري الإشراف على منطقة الشرق الأوسط انطلاقا من الرياض بالسعودية، على اعتبار أهمية السوق السعودية وعدد السياح السعوديين الذين يزورون المغرب، والذين بلغ عددهم 70 ألف سائح سعودي، مقابل 4 آلاف سائح من دبي. وتدعيما للتعاون جنوب- جنوب، أكد الزويتن أن المكتب سيعتزم افتتاح مندوبية له بدكار أو أبيدجان، معللا ذلك بأهمية هذين البلدين سواء سياحيا أو من خلال خدمة المستثمرين من كلا الطرفين، هذا إلى جانب افتتاح تمثيلية أخرى بساوباولو بالبرازيل للتعريف بوجهة المغرب بأمريكا اللاتينية. كما تطرق المدير العام للمكتب الوطني للسياحة المغربية، إلى التدابير التي ستهم تطوير حكامة المكتب، والاستغلال الأمثل لوسائل التواصل الرقمية وغيرها، بغية استهداف شرائح واسعة من السياح عبر كافة أنحاء العالم. وقال الزويتن "إن السياحة تعد صناعة في تحول مستمر ومتسارع، إن على متطلبات السياح، أو على صعيد نظم شراء المنتوج السياحي، وهذا الواقع يفرض علينا جعل عرضنا متأقلما ومناسبا، حتى تكون وجهة المغرب في مصاف البلدان الرائدة سياحيا"، وأضاف "قمنا بصياغة وبلورة برنامج عمل، حددت مرحلته الأولى في الفترة الممتدة بين 2014 و2016، بغية تفعيل إجراءات النمو، وبالتالي تحقيق النتائج المحددة في رؤية 2020، بالعمل مع كافة الفاعلين في مجال السياحة بالمغرب". وأبرز أن التدابير المعلن عنها ستمكن من رفع عدد السياح الوافدين على المغرب في أفق سنة 2016، إلى زهاء 12 مليون سائح. من جانب آخر، أشار الزويتن، إلى أنه وعلى غرار الوجهات السياحية الكبرى بالعالم من قبيل تركيا، التي حققت رقم 32 مليون سائح، بمداخيل تناهز 25.2 مليار دولار، وماليزيا ب 25 مليون سائح، بمداخيل بلغت 20 مليار دولار، فإن عدد مقاعد النقل الجوي التي تربط الدول المصدرة للسياح بالمغرب، عليها أن تواكب العرض الفندقي وعدد الأسرة المتوفرة، معلنا أن مبادرات جرى اتخاذها بغية مضاعفة حجم الربط الجوي نحو المملكة. وبخصوص معدلات النمو المرتقبة سياحيا، أوضح الزويتن أنها محددة في 7 في المائة، كما جاء في رؤية 2020. واستعرض المدير العام للمكتب استراتيجيته بخصوص تطوير السياحة الداخلية، مؤكدا أنه لا يجب التعامل معها كبديل في أوقات الأزمات التي يعرفها القطاع.