تحدثت عائلات المعتقلين على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء، في إطار ما يصطلح عليه ب"الخميس الأسود" وذلكعلى هامش مباراة الكلاسيكو التي جمعت بين فريقي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، (تحدثت) عن معاناة أبنائها المعتقلين داخل إصلاحية عين الشق والسجن المدني عكاشة، خلال ندوة صحفية، عقدت صباح أمس الخميس، بمقر الهيأة المغربية لحقوق الإنسان بالرباط. واستعرض أفراد عائلات المعتقلين الظروف التي يواجهها أبناؤهم وذووهم في المؤسستين، التي بلغت حد التهديد بالاغتصاب من طرف سجناء قيل إنهم من أنصار الرجاء، فضلا عن الضرب والتنكيل، خصوصا في حق القاصرين الذين بلغ عددهم 18 قاصرا، عمر بعضهم 12 عاما، في حين بلغ مجموع المعتقلين الذين تقدموا بملفاتهم للهيأة 37 معتقلا. وكشفت أمهات المعتقلين أنهن لم يعرفن مكان وجود أبنائهن بعد اعتقالهم إلا بعد مرور يومين، وتحدثن عن منعهن من رؤيتهم أو إدخال الأكل لهم. من جهته، طالب محمد النوحي، رئيس الهيأة المغربية لحقوق الإنسان، ب"فتح تحقيق نزيه في الخروقات التي شابت عملية الاعتقال"، منددا بطريقة التعامل مع الأحداث التي اندلعت الخميس قبل الأخير، وتحدث عن "مخالفات قانونية متمثلة في الاستماع إلى قاصرين دون حضور أولياء أمورهم، والتعرض للعنف حسب تصريحات المعتقلين، الذين عبر العديد منهم عن استعدادهم لإجراء خبرات طبية، للتأكيد على عدم تناولهم لأي مادة مخدرة". وقال النوحي إن القاصرين الذين يتوفرون على ضمان المثول أمام قاضي التحقيق، يجب إطلاق سراحهم فورا، معتبرا أن الجميع ضد الشغب والعنف والتخريب، مضيفا قوله: "لكننا ضد الكيل بمكيالين، والتعميم في الاعتقال حتى للأبرياء، ونطالب بفتح تحقيق في الشكايات التي وجهتها العائلات إلى وزارة العدل، وحينئذ فليعاقب من يستحق العقاب". من جهته، طالب ممثل إلترا عسكري، الفصيل المشجع لفريق الجيش الملكي، بفتح تحقيق في الأسباب الحقيقية وراء اندلاع أحداث الخميس الأسود، وألقى باللائمة على عملية إيقاف القطار في محطة الدارالبيضاء المسافرين بدل محطة الوازيس، التي كان متفقا عليها من قبل، ونزل أزيد من ألفي مشجع هناك، مضيفا قوله: "لقد اختلط البلطجية بالجمهور واستغلوا الزحام ليقوموا بعمليات التخريب والعنف والتكسير والسرقة، وهم أشخاص لا نعرفهم، ولم تكن لنا القدرة على السيطرة عليهم".