دعا صحراويون من مخيمات تندوف المجتمع الدولي للتدخل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، التي ترتكبها قيادة البوليساريو في حق أطفالهم، الذين يتعرضون لأبشع أنواع العبودية. وكشف أحد الصحراويين، من أفراد أسرة فضلت البقاء بالمغرب أثناء عملية تبادل الزيارات المنظمة أخيرا، في تصريح ل "المغربية"، أن قيادة البوليساريو تمارس أبشع صور التعذيب على أطفال المخيمات، وقال إن "أطفال المخيمات انتزعوا وسرقوا وقطعوا من جذورهم التاريخية والعاطفية، وحرموا من براءة الطفولة وحنان الأمومة"، موضحا أن "أطفال المخيمات مازالوا يخضعون للتنكيل بالجريمة النكراء التي سكت عنها العالم خلال تهجير أطفالنا تحت ستار التمدرس والتحصيل إلى كوبا، والاتحاد السوفيتي سابقا، وليبيا والجزائر، ليبقوا رهائن لضمان عدم عودة أسرهم إلى وطنهم الأم". وأضاف أن قيادة البوليساريو تمارس القمع والقهر والتنكيل بالمحتجزين، وأن "أخطر أنواع القمع والتعذيب يتعرض له كل صحراوي أعلن اقتناعه بمشروع الحكم الذاتي، أو ناصر فكرة العودة إلى الوطن، أو رفض الانصياع لأمر صدر عن عناصر من البوليساريو". وأبرز المصدر ذاته أن عمليات التهجير القسري للأطفال وتشتيت العائلات الصحراوية تجري في خرق سافر للمواثيق والأعراف الدولية، وتخل باتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989، وفي انتهاك صارخ لمقتضيات البرتوكول الاختياري لاتفاقية الطفل بشأن إشراك الأطفال في المنازعات المسلحة لسنة 2000، مؤكدا أن الأطفال المهجرين من مخيمات تندوف خضعوا قسرا لتدريب عسكري شاق لا يتحمله سنهم، في دول بأمريكا اللاتينية والجزائر، وأدت تلك الأعمال الشاقة إلى موت عدد كبير منهم وإصابة آخرين بجروح خطيرة، نتيجة انفجار قنابل يدوية كانوا يتعلمون صنعها على أيدي ضباط كوبيين. من جهته، دعا الضابط المغربي علي نجاب، الذي خضع للأسر لدى البوليساريو لمدة 25 سنة، في تصريح ل "المغربية"، الشباب الصحراوي إلى التكتل وتوحيد النضال من أجل تحرير الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، مطالبا جمعيات المجتمع المدني الناشطة في الأقاليم الجنوبية بتنسيق جهودها حتى تتمكن من إسماع صوتها لأغلب دول العالم. وقال نجاب إن "الشباب الصحراوي هو القادر على تغيير الواقع الحالي الذي يعيشه الصحراويون في تندوف، عبر النضال على قضيتهم".