اجتمع مجلس الجامعة العربية بعد ظهر أمس الاثنين، في القاهرة على مستوى الوزراء لإجراء مشاورات تتركز على الأزمة السورية، بعد توافق مكونات المعارضة السورية على التوحد ضمن ائتلاف جديد. مظاهرة مناهضة للرئيس بشار الأسد (خاص) وستعقد المجموعة المكلفة متابعة الملف السوري والتي تضم قطر ومصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان اجتماعا في مقر الجامعة، وفق ما أفاد مسؤول في الجامعة. ويعقد بعدها اجتماع موسع تشارك فيه كل الدول الأعضاء في الجامعة وفي مقدم جدول أعماله الأزمة في سوريا. ووقعت المعارضة السورية ليل الأحد الاثنين في الدوحة رسميا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". وكانت مكونات المعارضة بدأت مفاوضاتها الخميس المنصرم، برعاية قطر والجامعة العربية. ووقع الاتفاق جورج صبرة، الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري، الذي كان يعد الكيان المعارض السوري الرئيسي، وأحمد معاذ الخطيب الذي انتخب رئيسا للائتلاف الجديد قبيل توقيع الاتفاق. من جهتها، أعلنت الولاياتالمتحدة مساء أول أمس الأحد، أنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية الموحدة بعد الاتفاق الذي توصلت إليه في الدوحة فصائل المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر في بيان "نحن على عجلة من أمرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق أمام نهاية نظام الأسد الدموي والى مستقبل السلام والعدالة والديمقراطية الذي يستحقه الشعب السوري بأسره". وهنأت واشنطن فصائل المعارضة على هذا الاتفاق وشكرت قطر على دعمها. وأضاف المتحدث "سوف نعمل مع الائتلاف الوطني كي تأتي مساعداتنا الإنسانية والسلمية متجاوبة مع حاجات الشعب السوري". من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أول أمس الأحد، أن فرنسا تقدم "دعما كاملا للائتلاف السوري" الذي تشكل من قوى المعارضة السورية في الدوحة واصفا الاتفاق الذي توصلت إليه مختلف فصائل المعارضة بأنه "خطوة مهمة". وقال فابيوس إن "هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة في عملية توحيد المعارضة السورية التي لا بد منها"، مضيفا أن "فرنسا تقدم دعما كاملا لهذه العملية كي يتمكن هذا الائتلاف من تشكيل بديل يحظى بصدقية لنظام بشار الأسد". ميدانيا، قامت القوات النظامية السورية، أمس الاثنين، بقصف مناطق في دمشق وريفها فيما تدور معارك بينها وبين مقاتلي المعارضة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد، الذي يستمد معلوماته من شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في كافة أنحاء سوريا ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، أن عدة قذائف سقطت على مخيم اليرموك، مشيرا إلى معلومات أولية عن وجود إصابات. كما أفاد تعرض منطقة بساتين البيادي في منطقة نهر عيشة للقصف فيما لا يزال القصف مستمرا على حي التضامن في جنوب العاصمة حيث تدور اشتباكات في بعض مناطقه التي اقتحمتها القوات النظامية، مشيرا إلى معلومات عن سقوط شهداء وجرحى في المنطقة الواقعة بين حي التضامن ومخيم اليرموك. وتدور مواجهات بين الجنود ومقاتلي المعارضة في حي الشويكة، حيث قام الجيش بدهم عدة مبان وسط إطلاق نار كثيف، بحسب المرصد. وفي شمال البلاد، تتعرض عدة أحياء من حلب العاصمة التجارية للبلاد لعمليات قصف مدفعي وتدور فيها معارك، وفق المرصد. وفي حمص (وسط) حيث تشن القوات النظامية، منذ أسبوعين عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على أحياء ما تزال في قبضة المقاتلين، حسب ما أفاد المرصد عن معارك وعمليات قصف. وأشار المرصد أيضا إلى معارك وقصف في محافظة درعا (جنوب) على الحدود الأردنية. وسقط 104 قتلى، أول أمس الأحد، في أعمال عنف في سوريا التي تشهد، منذ مارس 2011، حركة احتجاجات شعبية اتخذت تدريجيا طابعا عسكريا وأوقعت حتى الآن أكثر من 37 ألف قتيل وفق حصيلة المرصد.