أفادت تقارير صحافية بتوحُّد الفصائل الثورية السورية المسلحة تحت جبهة واحدة باسم «الائتلاف العسكري لجبهة ثوار سوريا». وأعلنت الجبهة في مؤتمر صحافي، أول أمس، بإسطنبول النفير العام لإسقاط نظام بشار الأسد، وتحرير البلاد منه، وتوحد الفصائل العسكرية المدافعة عن الشعب السوري، للوصول بسوريا إلى العدالة والمساواة المنشودة. وأوضح الناطق باسم الجبهة أمير زيدان أن «العمل الأساسي للجبهة سيتركز على محاولة توحيد الكتائب المسلحة التي تقوم بعمليات دفاعية على طول الأراضي السورية»، مشددًا لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، أمس، على أن الجبهة «ستتبنَّى أي كتيبة بغض النظر عن توجهها الفكري أو الأيديولوجي، شريطة أن تتفق معها على الهدف العام القاضي بإسقاط النظام». ولفت زيدان إلى أن «تعدد الفصائل المسلحة حاليًا في سوريا جاء نتيجة أن الحراك الثوري بدأ سلميًّا لتتطور الأمور عسكريًّا كرد فعل على جرائم النظام»، وأضاف: «حان وقت تجميع الفصائل المسلحة من أجل الوصول لخطة حسم متكاملة تواجه الخطة التي يطبقها النظام»، لافتًا إلى أن «الخطط المحلية التي تستخدمها كل كتيبة لن تكون قادرة على إسقاط النظام، مما يستدعي التوافق على خطة عامة تطبقها الفصائل كافة». وأوضح زيدان أن الجبهة تضم حاليًا ما يزيد على 100 كتيبة، كاشفًا عن أن مؤتمرًا للكتائب المسلحة ينعقد قريبًا في الداخل السوري في منطقة يسيطر عليها الثوار، نافيًا أي تعاون رسمي بين الجبهة وأي دولة عربية أو حتى أي جهة غير سورية لمد الثوار بالسلاح. وفي البيان الذي وزعته الجبهة أعلنت «بداية العمل لتكون البوتقة التي تتوحد فيها الفصائل الثورية المسلحة عبر تنفيذ خطة الحسم التي ستقضي على الظالم، بعد أن وغلت كتائب الأسد في دمائنا على التراب السوري وبعد فشل المبادرات الأممية والعربية في ردعه، وفي ردع سياسته الطائفية وسياسة الأرض المحروقة». واعتبرت الجبهة أن «زمن الخوف ولى إلى غير رجعة»، داعية لعدم التقاعس، «لأن ساعة النصر قد دقت». وتوجهت الجبهة إلى أبناء الأمة الإسلامية بالقول: «الشعب السوري يخوض معركتكم، فلا أقل من مده بالمال والسلاح لأن بيانات الشجب فات أوانها»، مشددة على أن «الشعب السوري باق ونظام الأسد زائل لا محالة». وعاهدت الجبهة الشعب السوري على «بذل كل غال ونفيس لمقاتلة النظام والوصول للحكم الرشيد، وتقديم المجرمين للقصاص العادل». من ناحيته، قال المعارض السوري هيثم المالح: «نبارك هذه الخطوة في محاولاتكم لتوحيد الثوار في جبهة وقيادة واحدة»، مضيفًا «أنتم ستغيرون وجه التاريخ ليس في سوريا فقط بل في كل المنطقة»، مبينًا «سأكون إلى جانبكم دومًا وستروني في أقرب فرصة». في الأثناء، قال متحدث باسم المجلس العسكري للمعارضة السورية إنها لم تعد ملتزمة بخطة السلام المدعومة من الأممالمتحدة والتي فشلت في إنهاء العنف في البلاد وأنها نفذت هجمات على القوات الحكومية «للدفاع عن شعبنا». وقال المتحدث الرائد سامي الكردي ل»رويترز» إن المجلس قرر إنهاء التزامه بتلك الخطة وإنه بدأ اعتبارا من بعد غد الجمعة «الدفاع عن شعبنا». وكان مقاتلو المعارضة أمهلوا الرئيس بشار الأسد حتى يوم الجمعة لإنهاء العنف وإلا واجه العواقب. وأضاف الكردي «مقاتلو المعارضة يريدون تحويل بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في البلاد إلى «بعثة لفرض السلام» أو أن يتخذ المجتمع الدولي قرارات «جريئة» ويفرض منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة للمساعدة في الإطاحة بالأسد. حراك دولي دوليا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة له إلى برلين، أول أمس، أن النظام السوري “سينتهي إلى السقوط تحت وطأة جرائمه”. وقال الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيله “لقد وقع الكثير من التجاوزات، ولن يكون بالإمكان التوصل إلى حل دائم ما دام الأسد في السلطة” . ورداً على سؤال حول الخلافات بين فرنسا وألمانيا بشأن إمكان التدخل العسكري في سوريا، قال فابيوس إن “النقطة المركزية” بالنسبة إلى فرنسا هي “أن أي عمل لا يمكن القيام به إلا في إطار الأممالمتحدة”. وأضاف أن “الأممالمتحدة هي التي يجب أن تحدد ترتيبات” التحرك في سوريا، مشدداً على أن “القرارات تبدو صعبة في مجلس الأمن لأن الروس والصينيين أكدوا معارضتهم لهذا القرار أو ذاك”. وتابع إن “الترتيبات تبقى مرتبطة بتطور الوضع وتصرف الأسد نفسه”. وقال فابيوس “فرنسا مرتبطة بلبنان ونتمنى بشدة تفادي موقف يعاني فيه الشعب اللبناني مجدداً مما يحدث في سوريا”. وقال الوزيران إن البلدين يحاولان حث روسيا على تصعيد ضغطها. من جهته، شدد الوزير الألماني على أن الحكومة الألمانية “تتقاسم بنسبة مئة بالمئة” حالة الغضب التي عبر عنها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عندما تطرق إلى إمكان حصول تدخل عسكري في سوريا بتفويض من الأممالمتحدة، الأمر الذي ترفضه برلين بشكل واضح . وقال إن “هولاند عبر عن غضبه إزاء العنف والظلم”. وأضاف أن برلين “ترغب في حل سياسي”، وأنها تؤيد زيادة الضغوط الدولية على النظام السوري . وتابع “لا يجوز لأي كان أن يمد يده لحماية النظام”. وناشد الوزيران النظام السوري العودة إلى تطبيق خطة السلام التي وضعها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. في غضون ذلك، توجه فيسترفيله إلى المنطقة، حيث يقوم بزيارة الخليج. وتأتي سبل إنهاء الصراع في سوريا في طليعة الموضوعات التي سيبحثها. وستكون قطر المحطة الأولى. وأقر الاتحاد الأوروبي، أول أمس، بتباين الرؤى والمواقف بينه وبين روسيا حيال الأزمة السورية، داعياً إياها إلى تجاوز الخلافات لتفادي حرب أهلية في سوريا، إلا أنه أكد اتفاق الجانبين على دعم خطة وجهود المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان. وحث رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تجاوز الخلافات لتفادي حرب أهلية في سوريا، للتوصل إلى “عملية انتقالية” سياسية. وقال “لكل من الاتحاد الأوروبي وروسيا مقاربة مختلفة لكننا متفقان على أن خطة عنان أفضل فرصة لوقف دوامة العنف”. وأضاف “يجب تفادي الحرب الأهلية وإيجاد حل سياسي ودائم، علينا توحيد جهودنا لتحقيق ذلك ولتوجيه رسالة مشتركة، علينا العمل لوقف فوري لكل أشكال العنف في سوريا ولتطبيق عملية انتقالية سياسية”. من جهته، قال أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون إن خطة السلام التي طرحها عنان مازالت أساسية لحل الصراع في سوريا. وحث حكومة الرئيس بشار الأسد على إنهاء العنف فوراً “باسم الإنسانية” وبدء حوار سياسي مع خصومها. وقال ل»رويترز» على هامش اجتماع لبنك التنمية الإسلامي في جدة “نحن منزعجون بشدة مما يحدث”. وأضاف “خطة عنان ماتزال محورية لحل الأزمة السورية”. «خطة» عنان ونقلت «الخليج» الإماراتية عن دبلوماسيين قولهم إن عنان يشدد الضغوط على القوى الدولية كي تعزز دعمها لخطة السلام التي اقترحها أو تضع خطة بديلة. وأشاروا إلى أن تصريحاته تشير إلى أنه يدرك أن مبادرته تواجه فشلاً. وقال دبلوماسي كبير في الأممالمتحدة “لن يقر بالفشل، فكل كلمة يقولها كوفي عنان مدروسة جداً، لكن كل من دعم خطة عنان من الولاياتالمتحدة إلى روسيا بدأ يلاحظ تصريحاته وقادر على فهم فحواها”. وصرح أندرو تابلر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الذي عمل في سوريا “أعتقد أنه بات جلياً للجميع أن الجهود الدولية لمعالجة المسألة لا تنفع على الأرجح”. وأضاف “كل شيء انقلب رأساً على عقب بعد (مجزرة) الحولة، والأمور تسير نحو الأسوأ. لكن على الأقل بدأ الناس يقولون انه ينبغي فعل شيء عاجلاً وليس آجلاً”. وأكد أنه لا يرى أي “تغير مسار” لدى الأسد ومحيطه. وقال “إنهم يقاتلون من أجل بقائهم على الدوام، هذا هو الواقع”. وقال دبلوماسي آخر في الأممالمتحدة “علينا أن نعطي خطة عنان فرصة، لكن الجميع يرى أنها لا تفلح لذا علينا أن نبدأ البحث عن بدائل”. وأضاف “المشكلة غياب خطة بديلة واضحة”. قتلى وقصف ميدانياً، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 42 شخصا أول أمس برصاص الأمن معظمهم في إدلب وريف دمشق. فيما قالت الهيئة العامة للثورة السورية صباح أمس أن 13 قتيلا سقطوا برصاص الجيش النظامي معظمهم في إدلب. وحسب الشبكة، فإن قوات الأمن قطعت الاتصالات عن معظم مناطق محافظة درعا وريفها، وقامت باقتحام قرية القنية بالدبابات ونفذت حملات دهم وتكسير لمنازل المواطنين واعتقلت أكثر من عشرة أشخاص. من جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش النظامي قصف بالمروحيات بلدتي كفر زيتا واللطامنة بريف حماة وعدة أحياء في حمص. وأفاد ناشطو الثورة باستمرار القصف على أحياء ومدن حمص ودرعا وحماة وإضرام النيران في مزارع بريفي اللاذقية وإدلب لليوم الخامس على التوالي. وقال هادي العبد الله، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص لقناة «الجزيرة»، إن قوات الجيش تشن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على أحياء القصور والقرابيص والخالدية وأحياء حمص القديمة، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل وإصابة عدد من المواطنين بجروح. وذكرت «شبكة شام الإخبارية» أن قوات الجيش والأمن والشبيحة قامت بحملة دهم واعتقالات في عقربا صباح أمس. فيما قصفت قوات «الأسد» قرية دفيل مترافق مع إطلاق نار كثيف من الرشاشات من القرى المجاورة أسفر عن سقوط جرحى، بحسب الشبكة.