شب حريق مهول، مساء أول أمس السبت، حوالي العاشرة مساء، في سور القصبة، المجاور لدوار الصهد الصفيحي، بمدينة تمارة. وأدى الحريق إلى إتلاف حوالي 480 محلا تجاريا، وخلف خسائر مادية مهمة لتجار هذا السوق، قدرت بملايين الدراهم لكنه لم يخلف خسائر بشرية لأن جميع المحلات كانت مغلقة، ولأن الجميع غادر السوق لمتابعة مباراة المنتخب المغربي ضد نظيره الموزبيقي برسم الدور الأخير من تصفيات كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا العام المقبل. وأفادت مصادر "المغربية" أن أسباب الحريق تعود إلى تماس كهربائي، نتج عنه انطلاق شرارة في أحد المحلات التجارية المخصصة لبيع الملابس، لينتقل بعد ذلك إلى باقي المحلات، وساهم في سرعة انتشار النيران بهذه المحلات انفجار قنينات الغاز الواحدة تلو الأخرى. وأكدت المصادر ذاتها أن الجهات المختصة فتحت تحقيقا في الموضوع، وأن البحث مستمر للتأكد من السبب الحقيقي وراء الحريق، مشيرة إلى أن جميع المصالح المختصة حضرت إلى المكان فور وقوع الحادث من أجل احتواء الوضع، وكان في مقدمتهم رجال الوقاية المدنية، والقوات المساعدة والأمن الوطني، بالإضافة إلى العشرات من سكان الدوار الصفيحي المجاور، وعدد من المواطنين الذين كانوا يتابعون مباراة المنتخب بالمقاهي المجاورة للسوق، والذين ساعدوا في إخماد الحريق الذي استمر أزيد من ساعتين. وفي اتصال هاتفي، صرح أحد الباعة المتضررين بالسوق المذكور، ل"المغربية"، أن أسباب الحريق تعود بالأساس إلى العشوائية التي تتسم بها جوطية القصبة، خاصة في ما يخص تزويده بالكهرباء، مشيرا إلى أن أغلب الباعة يعمدون إلى ربط محلاتهم بطرق غير قانونية عبر مد أسلاك كهربائية غير محمية وغير مؤمنة، وهو ما تسبب في الحريق. وأضاف المصدر ذاته أن التجار يطالبون الجهات المعنية بالضغط على شركة "ريضال"، من أجل ربط السوق بالكهرباء تفاديا لتكرار مثل هذا الحادث مستقبلا. وأشار هذا التاجر إلى أن سوق القصبة يقع تحت أسلاك كهربائية عالية الضغط، تشكل خطرا على كل مرتاديه، وأنه يعتبر من بين أقدم التجمعات التجارية بالمدينة، ويستقطب العديد من الزبناء من كل أطراف المدينة. وأضاف أن "ملف تنقيل قاطني السوق عرف صعوبات وعراقيل، أبانت عن ضعف المجالس البلدية المتعاقبة على تسيير الشأن المحلي في التعامل معه".