أدى حريق اندلع مساء أول أمس الخميس، بسوق «تابريكت» العشوائي بمدينة سلا، إلى تدمير نحو 30 محلا تجاريا دون أن يخلف أي ضحايا، وحولت قوة نيران الحريق الذي شب في حدود الساعة الثامنة و40 دقيقة مساء، جزءا من السوق خاصة المخصص لبيع الألبسة المستعملة ( البال) والخضر وإصلاح الأدوات المنزلية إلى كتلة من اللهب في ظرف أقل من ساعة. وقد زاد من قوة الحريق وجود قنينات غاز البوتان وأطنان من الملابس المستعملة، حيث امتدت ألسنة اللهب إلى عدد من المحلات التجارية في السوق مما خلف خسائر مادية كبيرة. وحسب مصادر من السوق الصفيحي الموجود في قلب مقاطعة تابريكت، فقد كان من الممكن أن تكون حصيلة الحريق ثقيلة بسبب طبيعة المواد المكونة للمحلات التجارية ( البلاستيك والقصدير والألبسة...)، لولا تدخل رجال الوقاية المدنية، ووقوعه في ساعة مبكرة من الليل، مشيرة إلى أن أسئلة عدة تطرح حول استمرار هذا السوق العشوائي في قلب مقاطعة تابريكت، بالرغم من الاتفاقية الموقعة بين عمدة سلا السابق إدريس السنتيسي وأحد المنعشين العقاريين، لإنشاء سوق نموذجي عوض السوق الصفيحي. وفور إشعار مصالح الأمن بالحادث، أعلنت حالة من الاستنفار، حيث هرعت إلى عين المكان تعزيزات أمنية كبيرة من عناصر القوات المساعدة والتدخل السريع والأمن الوطني، من أجل منع أي شخص من الاقتراب من محيط الحريق، خاصة بعد أن اهتز المكان عدة مرات نتيجة انفجار قنينات الغاز، بسبب الحريق، وكذا لتفادي حدوث أي انفلات أمني، بعد أن احتشد المئات من سكان الأحياء الشعبية المجاورة لمتابعة ألسنة اللهب وهي تقضي على المحلات العشوائية. ومكن التدخل السريع لعناصر الوقاية المدنية من السيطرة على النيران في الوقت المناسب وتلافي وقوع أضرار جسيمة، وحسب مسؤول في الوقاية المدنية، فإن توفر فوهات المياه في العمارات السكنية القريبة من السوق العشوائي كان عاملا مساعدا في السيطرة على الحريق الذي استمر إلى حدود الساعة التاسعة والنصف، كما تمت الاستعانة بأربع شاحنات و42 عنصرا من عناصر الوقاية المدنية. ورجحت مصادر من تجار السوق الصفيحي أن يكون تماس كهربائي وراء اندلاع الحريق، غير أن مسؤولا أمنيا أكد ل «المساء» أنه من السابق لأوانه الجزم بالأسباب التي أدت إلى نشوب الحريق، وأن التحقيق الذي ستباشره الشرطة من شأنه أن يكشف الملابسات المرتبطة باندلاع الحريق الذي تسبب للتجار في خسائر مالية مهمة. وفيما استنكر تجار سوق «تابريكت» إقبار مشروع بناء سوق نموذجي يحل محل السوق العشوائي الحالي، أرجع مسؤول في مقاطعة تابريكت، سبب ما سماه تأخر بناء السوق إلى تماطل المنعش العقاري محمد شماعو، الذي كان قد استفاد من عدة هكتارات لإقامة مشاريع سكنية مقابل إقامة منشآت إدارية، في تنفيذ التزاماته خاصة إقامة سوق نموذجي ودار للشباب. المسؤول ذاته لمح إلى وجود أطراف في الدولة تعمل جاهدة على «ضرب» الحصار على مدينة سلا ، وخدمة أجندة أطراف سياسية بالمدينة.